دانت وزارة الخارجية السودانية في بيان أمس الجمعة استضافة فرنسا مؤتمراً إنسانياً حول السودان في 15 إبريل/ نيسان «دون التشاور أو التنسيق» مع الحكومة و«بدون مشاركتها»، فيما قالت الأمم المتحدة أمس إنه يتوقّع أن تتفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب في السودان بشكل كبير في الأشهر المقبلة.
وجاء في البيان: تعرب وزارة خارجية السودان عن بالغ دهشتها واستنكارها أن ينعقد هذا المؤتمر حول شأن من شؤون السودان؛ الدولة المستقلة وذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة، دون التشاور أو التنسيق مع حكومتها وبدون مشاركتها.
من جهة أخرى، قالت الأمم المتحدة أمس الجمعة إنه يتوقّع أن تتفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب في السودان بشكل كبير في الأشهر المقبلة وقد تدفع ببعض المناطق إلى المجاعة.
وقد تمتد حالة الطوارئ أيضاً إلى دول إفريقية مجاورة ما لم يتوقف القتال، وفق ما أوضحت وكالات تابعة للأمم المتحدة، مع مرور سنة على بدء الحرب في السودان.
وقال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير «الوقت ينفد».
وأضاف لصحفيين في جنيف «إذا لم يتوقف القتال وإذا لم تدخل المساعدات الإنسانية من دون عوائق، فإن أزمة السودان ستتفاقم بشكل كبير في الأشهر المقبلة وقد تؤثر في المنطقة برُمّتها» من حيث تدفق عدد متزايد من اللاجئين، وانتشار الأمراض، وانعدام الأمن الغذائي.
وتابع «نحن لا نرى سوى جزء صغير من المشكلة، وقد يكون الوضع أكثر خطورة في الواقع».
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من انهيار النظام الصحي مع نقص كبير في الطواقم الطبية، والأدوية، واللقاحات، والمعدات، والإمدادات. وأشار ليندماير إلى أن ما بين 70 و80 في المئة من المرافق الصحية السودانية أصبحت خارجة عن الخدمة بسبب القتال.
وقالت منظمة الصحة إن الإمدادات الطبية لا تلبي إلا 25 في المئة من الحاجات.
وأوضح ليندماير «بعض الولايات، مثل دارفور، لم تتلق إمدادات طبية العام الماضي».
ونشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية تقريراً بعد مسح شمل 4504 أسر ريفية في السودان خلال الفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني إلى يناير/ كانون الثاني.
وقال ثائر الشريدة، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان إن البلاد التي يعيش ثلثا سكانها في مناطق ريفية تغرق في «أزمة أمن غذائي متسارعة».
وأضاف عبر تقنية الفيديو من بروكسل «تحذّر الدراسة من مجاعة في السودان عام 2024، خصوصاً في ولايتَي الخرطوم والجزيرة، وفي إقليمَي دارفور وكردفان»، متحدثاً عن تعطل سلاسل الإنتاج والتوريد، وتضاؤل المداخيل، وارتفاع التضخم.
وحذّر الشريدة من أنه حتى المساعدات الإنسانية والغذائية الفورية «قد لا تكون كافية لدرء المجاعة التي تلوح في الأفق». (وكالات)