صعّد الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، من وتيرة هجماته على قطاع غزة، مخلفاً عشرات الضحايا من المدنيين، فيما وثقت السلطات الصحية الفلسطينية أكثر من ثلاثة آلاف مجزرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أن أكثر من مليون نازح أصيبوا بأمراض معدية، في وقت أعلنت فيه حركة «حماس» أنها سلمت الوسطاء في مصر وقطر ردّها على مقترح الهدنة.

وفي اليوم ال190 للحرب، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس السبت، مقتل 52 فلسطينياً وإصابة 95 آخرين إثر القصف الإسرائيلي على القطاع بين يومي الجمعة والسبت. وأضافت الوزارة، في بيان، أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 33686 فلسطينياً وإصابة 76309 آخرين منذ السابع من أكتوبر الماضي. كما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب قرابة ثلاثة آلاف مجزرة منذ بدء الحرب على القطاع.

وفيما أعلن المكتب الحكومي، أن 30 طفلاً قتلوا نتيجة المجاعة في قطاع غزة، حذرت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تيس إنغرام، من تداعيات الحرب على صحة أطفال غزة الجسدية ونموهم وصحتهم النفسية على المدى البعيد. وقالت إنغرام، خلال زيارتها مدينة رفح جنوب غزة، إن الأطفال عالقون في الصراع والصدمات المتتالية والمتواصلة، دون أن يوجد أمامهم أي مكان آمن يمكنهم أن يلجأوا إليه. وأكدت أن الفرصة ما زالت قائمة لدرء المجاعة في غزة، إذا ما تم «غمر القطاع بالمساعدات»، إلا أن الوصول الإنساني، وخاصة إلى الشمال، ما زال مقيداً بشكل كبير، كما رأت بنفسها عندما تعرضت السيارة التي كانت تقلها مع زملائها إلى إطلاق نار، فيما كانت تنتظر السماح لها بإدخال المساعدات إلى المنطقة. وأضافت إنغرام: «الوضع في غزة مأساوي، خاصة أن ترى شخصاً يعاني سوء التغذية، بسبب انقطاع إنتاج الغذاء، والقيود المفروضة على وصول المساعدات إلى تلك المنطقة، ونتيجة لذلك الوضع، فإن الأطفال يموتون، فقد لقي ما لا يقل عن 23 طفلاً حتفهم في مستشفى كمال عدوان». وقالت إن الوضع في القطاع يحتاج إلى فتح المعبر لعدة أسباب، أولها زيادة حجم المساعدات بشكل عام، والثاني، الوصول مباشرة إلى الشمال، حتى يتم السماح بتقديم المساعدات بشكل أسرع وعلى نطاق واسع للأطفال والأسر هناك، الذين هم في أمسّ الحاجة إلى الغذاء والإمدادات الغذائية.

إلى ذلك، وثّقت وزارة الصحة الفلسطينية في تقرير لها، إصابة أكثر من مليون نازح بالأمراض المعدية نتيجة حالة الاكتظاظ الشديدة في مراكز الإيواء التي باتت تضم أكثر من 70% من سكان قطاع غزة الذين نزحوا عن منازلهم بعد تدميرها من الجيش الإسرائيلي.

وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى توثيق مقتل وفقدان 40686 فلسطينياً، بينهم 14560 طفلاً و9582 امرأة، 485 من الكوادر الطبية، و140 صحفياً. وأكدت وزارة الصحة أن 11 ألف جريح من جرحى العدوان الإسرائيلي تصنف حالتهم بالخطرة، وهم بحاجة للعلاج خارج مستشفيات قطاع غزة، إضافة إلى أكثر من 350 ألف مريض مصاب بالأمراض المزمنة.

على صعيد آخر، أعلنت حركة «حماس»، أمس السبت، تسلميها الوسطاء في مصر وقطر رد الحركة على المقترح الذي تسلمته يوم الاثنين الماضي. وأكدت «حماس» تمسكها بمطالبها بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكنهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار.

كما أكدت حركة «حماس» استعدادها لإبرام «صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى بين الطرفين».

وينص مقترح الوسطاء على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يومياً وعودة النازحين من شمال غزة، إلى بلداتهم، بحسب مصدر من «حماس».

وفي وقت سابق، نفى مسؤول في حركة «حماس» إحراز أي تقدم في المفاوضات الجارية في مصر بشأن التهدئة في قطاع غزة، مؤكداً أنه «لا يوجد أي تغيير في موقف تل أبيب»، علماً أن مصدراً مصرياً رفيع المستوى صرح بأن جولة المفاوضات بشأن الهدنة في غزة بالقاهرة تشهد تقدماً كبيراً في تقريب وجهات النظر.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version