قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الثلاثاء، إن بلاده ليست طرفاً في الصراع الروسي الأوكراني، وطرح، خلال لقائه محادثاته مع المستشار الألماني أولاف شولت، أربعة مبادئ رئيسية على طريق إيجاد حل للأزمة، بالتزامن مع عقد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أول محادثة مع نظيره الصيني دونغ جون عبر دائرة تلفزيونية للمرة الأولى منذ 18 شهرا.
وجاء في بيان صادر أمس، عقب اجتماع بينغ وشولتس في بكي، أن الصين ليست طرفاً أو مشاركاً في الأزمة الأوكرانية.
وقال بينغ، بحسب البيان، إن الصين دائماً: «تعزز محادثات السلام بطريقتها الخاصة». وأضاف بينغ أن بكين تدعم عقد مؤتمر دولي للسلام في الوقت المناسب، موضحاً في المقابل أنه يتعين أولاً قبول روسيا وأوكرانيا لانعقاد مثل هذا المؤتمر.
وأكد شي جين بينغ، أنه في ظل الوضع الراهن، ومن أجل تجنب منع الصراع من التوسع أو حتى الخروج عن السيطرة، يجب على جميع الأطراف العمل معاً لاستعادة السلام في أسرع وقت ممكن.
وتابع الرئيس الصيني: «أولاً، يجب التركيز على حفظ السلام والاستقرار وعدم السعي وراء المصالح الأنانية. ثانياً، يجب علينا تهدئة الوضع وعدم صب الزيت على النار. ثالثاً، يجب علينا تهيئة الظروف لاستعادة السلام وتجنب المزيد من تفاقم التوترات. رابعاً، يجب علينا تقليل التأثر السلبي في الاقتصاد العالمي وعدم تقويض استقرار سلاسل الصناعة والتوريد العالمية».
يُذكر أن موسكو رفضت بالفعل حضور مؤتمر مخطط له في سويسرا. ولا يزال الرد الصيني على الدعوة الموجهة من سويسرا معلقاً.
وتعد الصين حليفاً وثيقاً لروسيا، وهناك اتهامات متكررة ضد شركات صينية بتوريد ما يسمى بالسلع ذات الاستخدام المزدوج، وهي السلع التي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية، إلى روسيا.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تحدث إلى نظيره الصيني دونغ جون عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أمس الثلاثاء، في أول محادثات بين وزيري دفاع القوتين العظميين منذ نحو 18 شهراً. وتسعى الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الدفاعي مع حلفائها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة نفوذ الصين المتزايد، لكنها تريد أيضاً الحفاظ على خطوط اتصال مع بكين لمنع خروج التوترات عن السيطرة.
وقال البنتاغون في بيان: إن «المسؤولَين ناقشا العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والصين وقضايا الأمن الإقليمي والعالمي». وأضاف أن «الوزير أوستن شدد على أهمية مواصلة فتح خطوط اتصال عسكري بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية»، عقب محادثات بين الجانبين في الأشهر القليلة الماضية.
وأكد أوستن أن الولايات المتحدة ستواصل الطيران والإبحار والعمل بأمان ومسؤولية حيثما يسمح القانون الدولي بذلك.
وشدد على أهمية احترام حرية الملاحة في عرض البحار التي يكفلها القانون الدولي، لا سيما في بحر الصين الجنوبي.
ويعود آخر تواصل مهم لأوستن مع نظيره الصيني إلى تشرين الثاني/نوفمبر 2022 عندما التقى وي فينغهي في كمبوديا. وصافح خلفه لي شانغفو أوستن وتحدث معه باقتضاب خلال مؤتمر دفاعي في سنغافورة في حزيران/يونيو الماضي، لكنه لم يعقد اجتماعاً رسمياً معه.
ويبرز عدد من نقاط الخلاف بين واشنطن وبكين، وخصوصاً بشأن تايوان الجزيرة ذات الحكم الذاتي التي تطالب الصين بالسيادة عليها ولو بالقوة إذا لزم الأمر.
وعلقت بكين محادثات دفاعية بين البلدين عام 2022 تعبيراً عن استيائها من زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي إلى الجزيرة. لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، اتفقا خلال قمة في تشرين الثاني/نوفمبر، على استئناف المحادثات.
والخلافات حول بحر الصين الجنوبي، الذي تطالب بكين بالسيادة عليه بالكامل تقريباً، نقطة احتكاك محتملة أخرى؛ إذ تثير حوادث بين السفن الصينية والفلبينية مخاوف من اتساع رقعة النزاع.
وسلطت الولايات المتحدة، الضوء مراراً على أحداث في السنوات الأخيرة أكدت فيها أن طائرات وسفناً حربية صينية تحركت بطريقة غير آمنة حول طائرات وسفن أمريكية. (وكالات)