حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، امس الثلاثاء، من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة، سيشكل «تصعيداً لا يحتمل»، ودعا إلى تحقيق «مستقل» في المقابر الجماعية في غزة، فيما قررت إسرائيل انتظار ردّ «حماس» المفترض مساء، اليوم الأربعاء، قبل إرسال وفدها للتفاوض في القاهرة، بينما دعت واشنطن حركة «حماس» إلى قبول المقترح الجديد. ووسط تفاؤل حذر بالمفاوضات، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باجتياح رفح باتفاق رهائن، أو من دونه، في حين أكد اجتماع وزاري في الرياض أهمية وقف إطلاق النار في غزة، ومعالجة الأزمة الإنسانية. وبالتزامن رفضت محكمة العدل الدولية، طلباً قدّمته نيكاراغوا تطالبها فيه باتخاذ إجراءات عاجلة ضد ألمانيا لتزويدها إسرائيل بالأسلحة، وحذر أعضاء في الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية» من ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين.
وقال غوتيريش، في تصريح لصحفيين، إن أي «هجوم عسكري على رفح سيشّكل تصعيداً لا يحتمل، وسيؤدي إلى مقتل مزيد من المدنيين، وسيدفع مئات الآلاف إلى الفرار»، وقد حضّ السلطات الإسرائيلية على عدم شن أي عملية من هذا النوع. وأعرب غوتيريش عن «قلقه العميق» إزاء اكتشاف مقابر جماعية في المستشفيين الرئيسيين في قطاع غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل. وأشار إلى أن هناك «تقدماً تدريجياً» أحرز نحو تجنب «مجاعة من صنع الإنسان كلية» في شمال قطاع غزة، لكن هناك حاجة ملحّة إلى بذل المزيد من الجهد. وقال إن العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة هي انعدام الأمن لموظفي الإغاثة، والمدنيين.
من جهة أخرى، قررت تل أبيب عدم إرسال وفد يمثلها إلى القاهرة للمشاركة في مفاوضات الأسرى والرهائن مع حركة «حماس»، بانتظار رد الحركة على المقترح المصري، وفقاً لإذاعة «الجيش الإسرائيلي». وأكد نتنياهو، أنّ الجيش الإسرائيلي سيشنّ هجوماً برياً في رفح «مع أو من دون» هدنة مع حركة «حماس» في قطاع غزة. وقال نتنياهو، خلال لقائه ممثلين عن عائلات الرهائن، حسبما نقل عنه مكتبه «فكرة أنّنا سنوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها غير واردة. سندخل رفح، وسنقضي على كتائب حماس هناك، مع أو من دون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل».
وذكر مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أن مقترح صفقة التبادل الموجود لدى «حماس» تم التفاوض عليه مع إسرائيل «بنوايا جيدة» لوقف القتال لستة أسابيع. وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، طلب الليلة قبل الماضية من زعيمَي قطر ومصر «بذل كلّ ما في وسعهما» لتأمين إطلاق حركة حماس سراح رهائن للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزّة. وأعلن مصدر مسؤول في «حماس»، أن العرض المصري الحالي هو أفضل ما قدم إلى الحركة خلال الأشهر الأخيرة، مؤكداً إمكانية التوصل إلى اتفاق في غضون أيام.
في غضون ذلك، أكد «بيان الرياض» الصادر عن اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن التطورات في قطاع غزة، ووزراء خارجية وممثلي الدول الأوروبية لبحث الحاجة الملحّة لإنهاء الحرب في غزة واتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين، دعمه للجهود الرامية للتوصل إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وإنهاء الحرب في غزة، وجميع الإجراءات والانتهاكات الأحادية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، فضلاً عن معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية. كما أكد البيان في الوقت نفسه، أهمية الانتقال إلى مسارٍ سياسي للتوصل إلى حل سياسي للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
على صعيد آخر، أوضحت محكمة العدل الدولية أنها «ترى أن الظروف التي عرضت على المحكمة ليست كذلك، ولا تستدعي اتخاذ تدابير احترازية». لكن المحكمة رفضت طلباً ألمانياً بوقف نظر القضية، وهو ما يعني أنها ستمضي قدماً.
وذكر موقع «أكسيوس» أن أعضاء في الكونغرس الأمريكي عن الحزبين، هددوا محكمة العدل الدولية، «بإجراءات انتقامية» في حال إصدارها مذكرات اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيار، قالت في إحاطة إعلامية إن موقف الولايات المتحدة «بغاية الوضوح في ما يتعلّق بتحقيق المحكمة الجنائية الدولية، نحن لا نؤيده، ولا نعتقد أنه من اختصاصها». ووصفت روسيا، الولايات المتحدة بأنها منافقة لمعارضتها تحقيق «الجنائية الدولية» حول إسرائيل، بينما تدعم قرار المحكمة إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.(وكالات)