سيطرت روسيا على بيرديتشي بالكامل في شرق أوكرانيا، ورفضت اتهامات واشنطن للجيش الروسي باستخدام سلاح كيميائي في أوكرانيا، وخلف هجوم صاروخي روسي على أوديسا جنوبي أوكرانيا 13 جريحاً، في وقت لم يستبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرسال قوات إلى أوكرانيا في حال اخترقت روسيا «خطوط الجبهة».

فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، أن وحدات من مجموعة قوات «الوسط» سيطرت على بلدة بيرديتشي الواقعة في دونيتسك. وكانت كييف أعلنت الأحد الانسحاب من هذه البلدة ومن سيمينيفكا ونوفوميخايليفكا المجاورتين. وصدت القوات الروسية في منطقة العملية العسكرية الخاصة في شرق وجنوب أوكرانيا أكثر من 15 هجوماً وكبدت العدو 830 قتيلاً في مختلف جبهات القتال، إلى جانب تدمير اثنتين من راجمات الصواريخ هيمارس أمريكية الصنع، وورشة لإنتاج الصواريخ والذخيرة، ومستودع للأسلحة الصاروخية والمدفعية للقوات الأوكرانية، وإصابة قوات ومعدات عسكرية أوكرانية في 117 منطقة، فضلاً عن إسقاط 25 مسيّرة واعتراض قنبلتين موجّهتين من طراز«هامر» فرنسية الصنع.

ورفض الكرملين أمس الخميس الاتهامات الأمريكية بأن الجيش الروسي استخدم «سلاحاً كيميائياً»، هو مادة الكلوروبيكرين، ضدّ القوات الأوكرانية، في انتهاك لمعاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «تابعنا الأخبار حول هذا الموضوع. كما هي الحال دائماً، هذه الاتهامات لا أساس لها وغير مثبتة». وأكد أن «روسيا كانت وستبقى ملتزمة التزاماتها بموجب القانون الدولي».

والكلوروبيكرين هو مادة زيتية تعرف بأنها عامل خانق واستخدمت على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى كشكل من أشكال الغاز المسيل للدموع. وتصفها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأنها «مادة مدمّرة للرئة» يمكن أن تسبب تحسساً شديداً للجلد والعينين والجهاز التنفسي، فيما تحظر استخدامها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

إلى ذلك قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إن روسيا استخدمت أكثر من 300 صاروخ ونحو 300 مسيّرة وما يزيد على 3200 قنبلة موجهة في هجمات إبريل على أوكرانيا.

وأصيب 13 شخصاً على الأقلّ بجروح في قصف صاروخي روسي استهدف ليل الأربعاء-الخميس مدينة أوديسا الساحلية الواقعة جنوبي غرب أوكرانيا، وتضررت بنى تحتية مدنية، فيما تكافح فرق الإطفاء «حريقاً» ضخماً نجم عن القصف، من دون مزيد من التفاصيل.

من جهة أخرى، أكد الرئيس الفرنسي ماكرون مجدداً استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا، معتبراً في مقابلة نشرتها «ذي إيكونوميست» أمس الخميس أنه ينبغي «طرح هذه القضية» في حال اخترقت موسكو «خطوط الجبهة» وفي حال طلبت كييف ذلك. وقال الرئيس الفرنسي للمجلة البريطانية «في حال اخترق الروس خطوط الجبهة وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع». وأضاف «إن استبعاد ذلك من الآن يعني أننا لم نستخلص العبر من السنتين الماضيتين» عندما استبعدت دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في البداية إرسال دبابات وطائرات إلى أوكرانيا بعد العملية العسكرية الروسية في فبراير/شباط 2022 قبل أن تغير رأيها على ما أفاد.

وفرضت الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات على شركات روسية وأجنبية وأفراد متّهمين بالمشاركة في المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا. وبالإضافة إلى شركات دفاع روسية وكيانات صينية، فإنّ هذه العقوبات تشمل عدداً من مراكز الأبحاث والشركات الضالعة في برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الروسية. وعلاوة على الشركات الروسية، تستهدف العقوبات الأمريكية الجديدة نحو ستين شخصاً وشركة أجنبية، صينية على وجه الخصوص، وذلك بتهمة «مساعدة روسيا في الاستحواذ على مكونات أساسية لصناعة الأسلحة أو برامج دفاعية»، بحسب بيان رسمي.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version