تتوسّع دائرة الاحتجاجات الطلابية داخل جامعات في عدد من الدول تضامناً مع قطاع غزة، غداة دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أن يسود النظام في الجامعات بالولايات المتحدة، فيما تدخلت الشرطة الفرنسية لإخراج المتظاهرين من مبنى معهد العلوم السياسية في باريس.
وتشهد جامعات في فرنسا وكندا وسويسرا وأستراليا والمكسيك اعتصامات وتحركات تطالب بوقف الحرب التي اندلعت قبل سبعة شهور.
- «الحزم» في باريس
وفي فرنسا، تدخلّت قوات الشرطة، الجمعة، في معهد العلوم السياسية العريق في باريس لإخراج عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين يحتلون بعض أرجائه منذ الخميس.
وقال طالب يدعى هشام، عرف عن نفسه بأنه ممثل لـ«لجنة فلسطين»: إن سلطات الجامعة أمهلت المجموعة 20 دقيقة للمغادرة قبل الإجلاء القسري، إذ إن «الامتحانات ستجرى اعتباراً من الاثنين». في الوقت الذي أوضحت شرطة باريس أن قائد الشرطة أرسل قوات إنفاذ القانون لإخلاء سيانس بو، وتمّ إخراج 91 شخصاً دون حوادث. بينما قال طالب يدعى لوكا: «جُرّ بعضهم وأُمسك آخرون برؤوسهم أو أكتافهم»، وبقي بعض الطلاب في نهاية الشارع المغلق بعد إخلاء المبنى وكانوا يهتفون «ما زلنا هنا، حتى لو كان سيانيس بو لا يريدنا» و«يحيا نضال الشعب الفلسطيني».
كذلك، أخرجت الشرطة طلاباً من معهد الدراسات السياسية في ليون، كما أبعدت عشرات الطلاب الذين كانوا يغلقون مدخل حرم جامعي في سانت إتيان، قرب ليون، لليوم الثاني على التوالي.
من جهتها، أكدت الحكومة الفرنسية الجمعة، أن «الحزم كامل وسيبقى كاملاً»، مع تدخل الشرطة لفضّ الاعتصام.
كذلك، احتلّ نحو مئة طالب مؤيدين للفلسطينيين الخميس قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة أنباء «كيستون-ايه تي اس».
- المشهد يمتد لجامعات أخرى
ويتكرر المشهد في دول أخرى منها المكسيك، حيث نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في مكسيكو الخميس، خياماً أمام «جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة»، كبرى جامعات البلاد احتجاجاً على استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي أستراليا، تجمع مئات المتظاهرين منهم مؤيدون للفلسطينيين وآخرون مؤيدون لإسرائيل الجمعة في إحدى جامعات سيدني، وأطلق كل جانب شعارات. لكن الاحتجاج بقي سلمياً رغم بعض الجدالات المتوترة، ويخيم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين منذ عشرة أيام قبالة جامعة سيدني.
- بايدن يتكلم بعد صمت طويل
أما الولايات المتحدة، التي انطلقت منها التعبئة الطلابية على خلفية الحرب، فقد أكد جو بايدن ضرورة أن يسود «النظام» في الأحرام، وذلك بعدما لزم الصمت فترة طويلة حيال هذا الموضوع.
وأتى تصريح الرئيس الأمريكي بعدما فكّكت الشرطة التي حضرت بكثافة للمخيمات التي نصبها طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعات مختلفة كانت آخرها جامعة كاليفورنيا لوس أنجليس حيث أوقف العشرات.
وليل الثلاثاء الأربعاء، أخرجت القوات الأمنية التي تدخّلت بصورة مكثفة الطلاب الذين كانوا يحتلّون مبنى في جامعة كولومبيا العريقة في مانهاتن. كذلك، فُكّكت مخيمات أخرى في جامعتَي أريزونا في توسون (جنوب غرب) وويسكنسن ماديسون (شمال) وفق وسائل إعلام محلية.
وفي جامعة تكساس في دالاس، أخلت الشرطة الأربعاء مخيماً احتجاجياً وأوقفت 17 شخصاً على الأقل بتهمة «التعدي الإجرامي»، بحسب الجامعة.
وأعلنت جامعة براون في بروفيدنس بولاية رود آيلاند (شمال شرق) التوصل إلى اتفاق مع الطلاب، يقضي بتفكيك مخيمهم الاحتجاجي في مقابل تنظيم الجامعة عملية تصويت حول «سحب استثمارات براون من شركات تسهّل وتستفيد من الحرب في غزة».