كثفت إسرائيل، أمس الجمعة، من قصفها على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بالتزامن مع غارات جوية على وسط وشمال القطاع، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، في وقت حذر مسؤول في الأمم المتحدة من أن التوغل في رفح يمكن أن يكون «مذبحة»، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية أن خطة الطوارئ لعملية الاجتياح المحتملة مجرد «ضمادة»، مشيرة إلى تحسن طفيف في الحالة الغذائية لسكان القطاع، في حين أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن أنه لا مؤشر على أن «حماس» ستهاجم القوات الأمريكية في غزة، كما أعلنت واشنطن عن تغيير مكان تجميع رصيف غزة العائم بسبب سوء الأحوال الجوية.

وأكدت تقارير إخبارية، مقتل 7 فلسطينيين من عائلة واحدة بقصف إسرائيلي استهدف منزلهم بمحيط مسجد جعفر الطيار شمال مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.

وفي شمال القطاع، قصفت المدفعية الإسرائيلية حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. وكانت المدفعية الإسرائيلية استهدفت ليلاً شرق منطقة جحر الديك، وشنت غارة على منزل في مخيم البريج وسط قطاع غزة. وأكدت وزارة الصحة في غزة في بيان سقوط «26 قتيلاً و51 إصابة» الليلة الماضية وحتى صباح أمس الجمعة، مشيرة إلى أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 34622 شخصاً غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الحرب، بينما بلغ إجمالي عدد المصابين 77867 منذ بدء المعارك قبل زهاء سبعة أشهر.

من جهة أخرى، أكد ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أي توغل إسرائيلي في رفح سيعرض أرواح مئات الآلاف من سكان غزة للخطر، وسيكون ضربة هائلة للعمليات الإنسانية في القطاع بأكمله.

وقال لايركه في إفادة صحفية في جنيف، إن عمليات الإغاثة التي تنطلق من رفح تشمل عيادات طبية ونقاطاً لتوزيع الغذاء ومنها مراكز للأطفال الذين يعانون سوء التغذية. كما أكد لايركه أن المنظمة بحاجة إلى 18 مليار دولار لإعادة بناء مستشفى الشفاء في غزة بالكامل. وقال: إن المنظمة لن تشارك في إجلاء الفلسطينيين قسراً من رفح. وتابع: نأمل أن يبقى معبر رفح مفتوحاً لإيصال المساعدات الطبية إلى غزة، كما نأمل ألا تتعرض المستشفيات في غزة للهجمات مجدداً. وقال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية في المؤتمر الصحفي نفسه إنه تم إعداد خطة طوارئ في حال نفذت إسرائيل اجتياحاً برياً، وتشمل الخطة مستشفى ميدانياً جديداً، لكنه قال إن ذلك لن يكون كافياً لمنع وقوع عدد كبير من القتلى. وأضاف ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر رابط فيديو «أريد أن أقول حقاً إن خطة الطوارئ هذه هي مجرد ضمادة. لن يمنع ذلك على الإطلاق العدد الكبير المتوقع في الوفيات والأمراض الناجمة عن العملية العسكرية». وأشار بيبركورن إلى أن «هناك زيادة طفيفة في كمية الغذاء، طعام أكثر تنوّعاً… الناس يخبروننا ذلك أيضاً». وتحدث الدكتور أحمد ضاهر من منظمة الصحة أيضاً من غزة عن النقطة ذاتها.

في غضون ذلك، أعلن الجيش الأمريكي أن قواته نقلت موقع بناء رصيف عائم لإيصال المساعدات إلى غزة من منطقة في عرض البحر إلى ميناء أسدود الإسرائيلي بسبب الأمواج والرياح القوية.

وقال الجيش في بيان «أوقفت القيادة المركزية الأمريكية مؤقتاً التجميع البحري للرصيف العائم في جوار غزة لاعتبارات الحالة البحرية». وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قال إنه لا يرى أي مؤشر على أن «حماس» تخطط لشن هجوم على القوات الأمريكية في غزة، لكنه أضاف أنه يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة، لضمان سلامة العسكريين. وذكر في مؤتمر صحفي ليل الخميس، «أنا لا أناقش المعلومات الاستخباراتية على المنصة. لكنني لا أرى أي مؤشرات حالياً على أن هناك نية نشطة للقيام بذلك». وأضاف «ومع ذلك، هذه منطقة قتال ويمكن أن يحدث عدد من الأشياء، وسيحدث عدد من الأشياء».(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version