توسعت حركة الاحتجاجات الطلابية الداعمة للفلسطينيين، التي انطلقت من الجامعات الأمريكية الشهر الماضي، لتشمل عدداً من الدول أبرزها فرنسا وكندا وسويسرا وإيرلندا وأستراليا والمكسيك، فيما دعت وزيرة التعليم الألمانية بيتينا شتارك-فاتسينغر الجامعات في بلادها إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد ما أسمتها «معاداة السامية». وبينما بدأت الجامعات الأمريكية، في بيانات إعلامية، الاستجابة لبعض مطالب الطلبة المحتجين، أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون أنّ «الجمهوريين يستعدون للضغط على الجامعات بشأن المظاهرات الداعمة لفلسطين».

ويطالب المحتجون، الذين نصبوا خياماً للاعتصام داخل جامعاتهم، خصوصاً بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة التي اندلعت قبل سبعة أشهر. وأقدم طلاب من كلية ترينيتي في دبلن، على إقامة مخيم احتجاجي قرب معرض «كتاب كيلز»، وذلك بعد إغلاق الحرم الجامعي أمام الجمهور مساء أمس الأول الجمعة.

وقال الطلاب إنهم سيواصلون احتجاجهم «إلى أجل غير مسمى» إلى أن تنهي الكلية علاقاتها التجارية والأكاديمية مع إسرائيل.

وكانت الكلية قد فرضت، في وقت سابق، غرامة مالية على اتحاد الطلاب، نتيجة الخسائر المالية التي تكبدتها بسبب الاحتجاجات التي نظمها الاتحاد طوال العام الدراسي.

وقالت، في بيان، إنه «لا يمكنها الاستمرار اعتماداً على التمويل الحكومي وحده، وإنما تحتاج مصادر دخل أخرى». وأضافت أن «الدخل المتأتي من كتاب كيلز أمر حيوي لاستمرار الجامعة ويدعم الخدمات الطلابية». وكتاب كيلز هو «مخطوطة مذهبة من الإنجيل مكتوبة باللغة اللاتينية، وتجمع نسخ الأناجيل الأربعة من العهد الجديد جنباً إلى جنب مع مختلف النصوص التمهيدية والجداول» بحسب وكيبيديا.

وفي ألمانيا، دعت وزيرة التعليم الألمانية بيتينا شتارك-فاتسينغر الجامعات في ألمانيا إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد معاداة السامية. وقالت الوزيرة، في تصريحات، «كراهية إسرائيل واليهود في العديد من الجامعات الغربية أمر لا يطاق»، مشيرة «إلى أن التجاوزات الضخمة في الأيام الماضية يجب أن تكون بمثابة تنبيه وتحذير لنا». وقالت: «على الجامعات تطبيق قواعدها الداخلية بحسم، وأن يكون إلغاء التسجيل الدراسي ممكناً أيضاً في الحالات الفادحة».

وفضّت الشرطة الألمانية اعتصاماً في حديقة جامعة هومبولت في العاصمة برلين، نظمته مجموعة من المتضامنين مع فلسطين للتنديد بالحرب، بينما أعرب مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية، فيليكس كلاين، عن خشيته من تصاعد الحملات المناهضة لإسرائيل بألمانيا. في غضون ذلك، أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، في حديث لموقع «أكسيوس»، أنّ «الجمهوريين يستعدون للضغط على الجامعات بشأن المظاهرات الداعمة لفلسطين». ولفت إلى أنّه «يجب طرح فكرة مصادرة تأشيرات الطلاب الأجانب المشاركين بالمظاهرات»، موضحاً أنّه «يجب بحث إلغاء الإعفاءات الضريبية للضغط على الجامعات بشأن المظاهرات».

وبالمقابل، قامت جامعات في الولايات المتحدة بالاستجابة لبعض مطالب الطلبة المحتجين الداعمين لفلسطين. وقالت قناة «سي إن إن» الأمريكية إن جامعة كاليفورنيا «ريفرسايد» توصلت لاتفاق مع المحتجين لإنهاء اعتصامهم مساء أمس السبت، وأوضحت أن الاتفاق يتضمن «تعهد إدارة الجامعة بالشفافية والإفصاح عن الاستثمارات وبرامج التعاون الأكاديمي مع الخارج».

من جانبها، أعلنت شبكة «إن بي سي» الأمريكية أن جامعة «فيرمونت» ألغت خطاباً للمندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد استجابة لمطالب الطلبة المحتجين.

من جهتها، توصلت جامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي، وجامعة مينيسوتا، وجامعتا نورث وسترن في ولاية رود إيلاند، إلى اتفاقيات مع المسؤولين عن الحراك الطلابي لإنهاء المعسكرات الاحتجاجية، مع استمرار المحادثات بشأن مطالب الطلاب بسحب الاستثمارات من الشركات والجهات التي لها علاقات مع إسرائيل.

ورضخت إدارة جامعة إيفرغرين الأمريكية لمطالب الطلاب المحتجين المؤيدين لفلسطين وأبرمت معهم مذكرة تفاهم.

ووافق الطلاب على إزالة خيامهم، عقب توصلهم إلى اتفاق مع إدارة الجامعة، وتوقيع 4 ممثلين عنهم لمذكرة تفاهم معها.

وسيصدر رئيس الجامعة بموجب الاتفاق بياناً يطالب فيه بوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن وتوسيع المساعدات الإنسانية للمنطقة.(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version