كثف الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، قصفه الجوي والمدفعي على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما أدى إلى وقوع عشرة ضحايا فلسطينيين إثر استهداف منازل وخيام النازحين في المدينة، التي نزح إليها نحو مليون ونصف المليون فلسطيني منذ بدء الحرب، بينما كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن أن الأطفال الخائفين يعانون مستويات توتر مدمرة، فيما تكشف الإحصاءات أن المجاعة تتسع نحو جنوبي قطاع غزة.

وفي اليوم ال211 من الحرب على غزة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر راح ضحيتها 32 قتيلاً و41 مصاباً، لترتفع بذلك حصيلة القتلى في القطاع إلى 34654 شخصاً غالبيتهم من المدنيين. وأكدت الوزارة في بيان أن إجمالي عدد المصابين وصل إلى 77908 منذ بدء المعارك قبل زهاء سبعة أشهر.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح، بأنها استقبلت جثامين نحو 90 قتيلاً معظمهم من الأطفال والنساء خلال الأيام الماضية جراء القصف الإسرائيلي، ولا يزال العديد من المفقودين تحت ركام المنازل المدمرة، لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشالهم.

وأمس، قتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح في قصف إسرائيلي، استهدف شقتين شرقي رفح. كما انتشلت طواقم الإسعاف 3 قتلى و3 إصابات من تحت أنقاض منزل عائلة الحوراني الذي قصفته طائرات إسرائيلية فجر أمس، في شارع أحمد ياسين بمنطقة الصفطاوي شمالي غزة، إضافة إلى قصف قوات الاحتلال بالقذائف المدفعية شرقي النصيرات وسط قطاع غزة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، إن كارثة صحية غير مسبوقة عالمياً يشهدها قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ سبعة شهور.

وطالبت الوزارة، في بيان صحفي، المجتمع الدولي والمنظمات الصحية والإنسانية الدولية بتكثيف الضغط على سلطات الاحتلال لوقف العدوان، وإنقاذ حياة ملايين المواطنين الذين نزحوا من بيوتهم هرباً من الموت والاستهداف الإسرائيلي المتعمد.

وحذرت الوزارة من إبادة جماعية قد تحدث إذا نفذت إسرائيل تهديداتها باجتياح محافظة رفح، حيث يوجد فيها أكثر من مليون ومئتي ألف نازح، لاذوا إليها هرباً من القصف، ولا تعمل فيها سوى 3 مستشفيات بشكل جزئي، وتشهد انعداماً في مستوى الصحة العامة والمياه والغذاء وسبل الوقاية الصحية.

وأكدت الوزارة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد يومياً استهداف مراكز وكوادر العلاج والإسعاف والمرضى، فقد استهدفت 155 مؤسسة صحية، ما أدى إلى إخراج 32 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة، وتدمير 130 مركبة إسعاف، وهو ما يشكل مجملَ المنظومة الصحية التي كانت تقدم الخدمات العلاجية.

وفي السياق، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من الأضرار النفسية التي يتعرض لها أطفال غزة نتيجة الهجوم الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر، بما في ذلك مستويات مدمرة من التوتر. وقالت الوكالة الأممية، في بيان، إن الأطفال في غزة يعانون مستويات مدمرة من التوتر. وأضاف البيان أن فريق الأونروا يعمل مع الأطفال والمراهقين للتخفيف من تأثير أهوال الحرب.

ومن جانبها، حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، من أن شمالي قطاع غزة يعاني مجاعة شاملة تتمدد إلى جنوبي القطاع الفلسطيني.

وتابعت: «عندما تكون هناك نزاعات كهذه، تثير مشاعر قوية، ومع ما يحدث في الحرب، تحدث المجاعة. ما نطلبه، وما طالبنا به باستمرار، هو وقف إطلاق النار والقدرة على الوصول من دون عوائق للدخول»، إلى غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية. (وكالات)

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version