في الوقت الذي تسعى دول الوساطة إلى محاولة تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس، بشأن وقف إطلاق النار وإقرار هدنة في غزة، تبادل الطرفان الاتهامات بعرقلة التوصل إلى أي اتفاق، بالتوازي مع استمرار المعارك.

واختلفت إسرائيل وحماس علناً مجدداً حول شروط التوصل إلى هدنة وتبادل للرهائن والمعتقلين في الحرب في قطاع غزة، ما يهدد المحادثات التي استؤنفت الأحد في القاهرة بهذا الصدد.

وبعد جولة أولى من المحادثات في القاهرة، بحضور وفد من حماس برئاسة عضو مكتبها السياسي خليل الحية وممثلين عن دول الوساطة، أكدت حماس أنها «لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفاً دائماً للحرب».

من جهته؛ أعلن نتنياهو، الأحد، أن إسرائيل «لا يمكن أن تقبل» بشرط حماس إنهاء الحرب للموافقة على مقترح الهدنة. وقال خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن «الاستسلام» لمطالب حماس سيكون «هزيمة مروعة» لإسرائيل. ورد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية متهماً نتنياهو بـ«تخريب» الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة.

ولم ترسل إسرائيل وفداً إلى القاهرة، وقال مسؤول إسرائيلي كبير في وقت سابق إن إرسال وفد بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى العاصمة المصرية رهن «تطور إيجابي» بشأن إطار صفقة الرهائن.

وذكر مصدر في حماس أن المفاوضات استؤنفت الأحد مع الوسطاء الدوليين، غداة جولة أولى لم تحرز تقدماً.

واتهم مسؤول إسرائيلي، السبت، حماس بأنها «تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق» تهدئة بإصرارها على وقف الحرب المتواصلة منذ أكتوبر/تشرين الأول.

وتلوّح إسرائيل وخصوصاً رئيس وزرائها منذ أسابيع بشن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة بنحو 1,4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون هربوا من القصف والمعارك. ويشدد نتنياهو على أن هذا الهجوم ضروري «للقضاء» على آخر حماس، مهدّداً بالمضيّ به «مع اتفاق أو من دونه».

وأبدت واشنطن مراراً معارضتها لمثل هذا الهجوم ما لم يقترن بخطط موثوق بها لحماية المدنيين الفلسطينيين.

وحذرت الأمم المتحدة بأن هجوماً على المدينة سيسدد «ضربة قاسية» لعمليات إدخال المساعدات الإنسانية.

وأعلنت إسرائيل، الأحد، إغلاق معبر كرم أبو سالم الحدودي بينها وبين غزة أمام شاحنات المساعدة الإنسانية إثر استهدافه بصواريخ، فيما أعلنت حركة حماس مسؤوليتها عن الهجوم، الذي أوقع خسائر بصفوف الجنود الإسرائيليين.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version