سيطرت القوات الروسية على مدينة استراتيجية في دونيتسك بشكل كامل، ودعا الرئيس الأوكراني شعبه إلى الدعاء والاتحاد في عيد القيامة، فيما اعترف البيت الأبيض بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في أوكرانيا، وكشف مسؤولون وتقارير عن وثائق سرية أن فرنسا نشرت بالفعل أولى جنودها في أوكرانيا، بينما حدد حلف الأطلسي الخطوط الحمراء التي قد تستوجب تدخله في الحرب.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأحد، أن قواتها أكملت السيطرة على مدينة أوتشيريتني بدونيتسك، وهي مدينة لها أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الجيش الروسي، حيث تقع على مرتفعات مهيمنة، ويمكن استخدامها كنقطة انطلاق مناسبة لتطوير الهجوم في محورين هامين، في وقت واحد. كما تتيح السيطرة على المدينة قطع الطرق اللوجستية التي تربط ثلاثة محاور عسكرية رئيسية للقوات الأوكرانية في المنطقة.
ودمرت القوات الروسية مستودعاً للصواريخ غربية الصنع قرب أوديسا، كما دمرت عدداً من المعدات الحربية بينها دبابة «أبرامز» أمريكية الصنع، فيما خسر الجيش الأوكراني نحو 1155 جندياً خلال 24 ساعة. وسددت ضربات على خاركيف ودنيبرو وزابوريجيا وخيرسون. وأسفرت الضربات الروسية عن سقوط قتيلين، وإصابة 16 شخصاً آخر، في شرق وشمال شرق أوكرانيا، خصوصاً في خاركيف وفق ما أفادت السلطات المحلية.
وبمناسبة الفصح (عيد القيامة)، نشر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رسالة فيديو من أمام كاتدرائية القديسة صوفيا وسط كييف. وبينما اعتبر أن بلاده تحظى بدعم إلهي في مواجهة روسيا، أشار إلى أنه «مع حليف كهذا، ستنتصر الحياة على الموت حتماً». وقال زيلينسكي «يتعين إجبار روسيا على ترك أوكرانيا وشأنها فحسب». وأضاف أن قمة السلام العالمية التي ستعقد في سويسرا في يونيو/ حزيران المقبل، من دون مشاركة روسيا «يجب أن تنجح».
وذكر أن اللواء الميكانيكي 110 الأوكراني أسقط مقاتلة روسية من طراز سو-25 فوق منطقة دونيتسك الشرقية.
وفي روسيا، لم يتطرق الرئيس فلاديمير بوتين، بشكل مباشر، في رسالة الفصح إلى الحرب التي دخلت عامها الثالث. وفي رسالة بالمناسبة قال «المهم بالنسبة إلينا أن نوحد جهودنا في ظل النمو الدائم وتعزيز قوة الوطن».على صعيد آخر، أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، أن المساعدات الأمريكية لن تغيّر الوضع في أوكرانيا في المستقبل القريب. وأشار إلى أنه لا يزال يتوقع نجاح الجيش الروسي في التقدم في أوكرانيا في المستقبل القريب. ونقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» عن سوليفان قوله إنه ليس من الضروري القيام بهجوم مضاد جديد من قبل أوكرانيا قبل عام 2025.وأكد أن القيام بهجوم أوكراني جديد يعتمد إلى حد كبير على موافقة الكونغرس والبيت الأبيض على إرسال حزم مساعدات جديدة. وأوضح إلى أن المساعدات التي تلقتها كييف ستساعدها على تثبيت نقاطها على الجبهة وستمهد الطريق لأعمال قتالية قادمة.
وقال المساعد الأسبق لنائب وزير الدفاع الأمريكي، ستيفن برايان، لموقع «آسيا تايمز»، إن فرنسا أرسلت جنوداً لدعم اللواء الميكانيكي رقم 54 في القوات الأوكرانية في سلافيانسك، وتم اختيار هؤلاء الجنود الفرنسيين من فوج المشاة الفرنسي الثالث، إحدى الوحدات الرئيسية في الفيلق الأجنبي.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، نقلاً عن وثائق سرية، أن حلف الناتو على خلفية قلق الغرب بخصوص إخفاقات الجيش الأوكراني، وضع لنفسه «خطين أحمرين»، يمكن أن يتبعهما تدخل الحلف المباشر في الصراع، الخط الأول هو استمرار القوات الروسية في التقدم والنجاح على الجبهة، وتورط طرف ثالث مباشر أو غير مباشر مثل بيلاروسيا، والثاني هو حدوث استفزاز من الجانب الروسي حول الحلف. ومن جانبه، قال النائب في البرلمان الأوكراني، أليكسي غونشارينكو، إن أوكرانيا قد تطالب بإرسال قوات أوروبية للدعم في حال واجهت أزمة بشرية في قواتها ضمن حربها مع روسيا.(وكالات)