هدد القاضي الذي يترأس محاكمة دونالد ترامب الجنائية في نيويورك مجدداً أمس الاثنين، الرئيس الأمريكي السابق بالسجن لانتهاكه قرار منعه من انتقاد الشهود وأعضاء هيئة المحلفين علناً. وفرض القاضي خوان ميرتشان، غرامة جديدة قدرها ألف دولار على ترامب «لانتهاكه أمراً أصدره، بقيامه بوضع تعليقات علنية حول هيئة المحلفين والطريقة التي تم اختيار أعضائها»، وحذره من أن أي انتهاكات جديدة قد «تعرضه للسجن»، فيما ندد البيت الأبيض بتصريحات ترامب، بسبب تقارير تفيد بأنه قارن إدارة الرئيس بايدن ب«جيستابو»، وهي قوة الشرطة السرية في الحقبة النازية في ألمانيا.
والأسبوع الماضي، فرض القاضي على ترامب غرامة قدرها تسعة آلاف دولار بمعدل ألف دولار، عن كل مخالفة ارتكبها لأنه حمل علناً على شهود وأعضاء في هيئة المحلفين على هامش محاكمته وهدّد بسجنه في حال إعادته الكرّة. ومنذ 15 نيسان/إبريل، تاريخ بدء هذه المحاكمة غير المسبوقة لرئيس أمريكي سابق، طلب المدعون العامون أن يعاقب دونالد ترامب، لانتهاكاته المتكررة لقرار منعه من مهاجمة شهود رئيسيين في الملف. والأمر يتعلق خصوصاً بمحاميه السابق مايكل كوهين أو أعضاء في هيئة المحلفين، حيث يلمح ترامب إلى أنهم منحازون. ويواجه المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، في مواجهة الديمقراطي جو بايدن، احتمال إدانته في هذه القضية، ونظرياً احتمال الحكم عليه بالسجن. ويحاكم الرئيس الجمهوري السابق في أربع قضايا جنائية. وترامب البالغ 77 عاماً مُتّهم بتزوير سجلات تجارية لإخفاء أثر مبالغ مالية دفعت لشراء صمت ستورمي دانييلز بشأن علاقة تعود لعام 2006 كان يمكن أن تؤثر في حظوظه للفوز في الانتخابات الرئاسية عام 2016. ويُلاحق ترامب بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً يُفترض أنها استُخدمت لإخفاء المبلغ المالي الذي دُفع. وتمّ دفع مبلغ 130 ألف دولار لستورمي دانييلز، لشراء صمتها بشأن علاقة، قالت إنها أقامتها مع ترامب في عام 2006 عندما كان متزوّجاً من ميلانيا، غير أنه ينفي ذلك.
ومن جهة أخرى، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي، تصريحات للمتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، قال فيها «بدلاً من ترديد الخطاب الفاشي وتناول الغداء مع النازيين الجدد، وتأجيج نظريات مؤامرة كلفت ضابط شرطة شجاع حياته، يعمل الرئيس بايدن على جمع الشعب الأمريكي معًا حول قيمنا الديمقراطية المشتركة وسيادة القانون، في نهج قاد إلى أكبر تراجع في جرائم العنف منذ 50 عاما». وكانت «جيستابو» الشرطة السرية في ألمانيا النازية والبلاد الأوروبية التي احتلتها ألمانيا. وجاء التشبيه من ترامب خلال اجتماع مع مانحين، مساء السبت، بمنتجعه مارالاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا. وقال ترامب، حسب تسجيل صوتي استمعت إليه صحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»: «هؤلاء الأشخاص يتولون إدارة جيستابو.. وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمتلكونه.
وهي الطريقة الوحيدة التي سيفوزون بها، حسب اعتقادهم، (لكنها) في الواقع ستؤدي إلى نهايتهم. لكن هذا الأمر لا يزعجني». ولم ترد حملة ترامب على طلب للتعليق على هذه التصريحات من أكسيوس.
وجاءت التعليقات بعد أن كرر ترامب شكواه من أن لوائح الاتهام المتعددة ضده «ذات دوافع سياسية». (وكالات)