أعلنت حركة حماس، أمس الاثنين، أنها أبلغت الوسيطين، القطري والمصري، موافقتها على مقترحهما لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن أفضل وسيلة لحماية حياة الرهائن هو إبرام صفقة تبادل مع «حماس»، مؤكداً موقفه الواضح بشأن رفح، وفق ما ذكر البيت الأبيض، الذي أشار أيضاً إلى أن الإدارة في واشنطن تدرس رد «حماس» على مقترح وقف إطلاق النار، في حين تراوح الرد الإسرائيلي بين التشكيك والإعلان عن دراسة المقترح، بذريعة إجراء تعديلات عليه، بينما كثف أهالي الرهائن والمعارضة الضغط على نتنياهو لإبرام الصفقة.

وقالت «حماس»، في بيان، إن «رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهم موافقة الحركة على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار». وكانت «حماس» أكدت في وقت سابق، أمس الاثنين، مواصلة المفاوضات ب«إيجابية وقلب منفتح» رغم دعوة إسرائيل سكان المناطق الشرقية من رفح إلى إخلائها. وأوضح عضو المكتب السياسي في «حماس» خليل الحيّة، أن مقترح الهدنة المصري-القطري الذي وافقت عليه الحركة، يتضمّن ثلاث مراحل بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال الحيّة في مقابلة صحفية إن «المقترح الذي قدمه لنا الوسطاء في قطر ومصر يتضمن 3 مراحل، كل مرحلة من 42 يوماً، بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار»، لافتاً إلى أن الصيغة تشمل «انسحاباً كاملاً من غزة وعودة النازحين وتبادلاً للأسرى».

من جهة أخرى، قال مسؤول إسرائيلي، إن الهدنة التي أعلنت حركة «حماس» موافقتها عليها هي نسخة «مخففة» من اقتراح مصري يتضمن استنتاجات «بعيدة المدى»، لا يمكن لإسرائيل قبولها. وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، «هذه خدعة على ما يبدو تهدف إلى جعل إسرائيل تبدو كأنها الجانب الذي يرفض الاتفاق».

من جهته، قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، للصحفيين «يمكنني أن أؤكد أن ردّاً صدر عن «حماس». ندرس هذا الرد حاليا ونبحثه مع شركائنا في المنطقة». وقال ميلر إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه)، وليام برنز «في المنطقة يعمل على ذلك بشكل فوري».

وأفاد ميلر «ما زلنا نعتقد بأن اتفاقاً حول الرهائن يصب في مصلحة الشعب الإسرائيلي وفي مصلحة الشعب الفلسطيني». وفيما تدرس الولايات المتحدة رد حماس، جددت إدارة الرئيس، جو بايدن، دعوتها إسرائيل إلى عدم مهاجمة رفح، بعدما أصدرت اسرائيل أوامر إخلاء. وقال ميلر «لم نر خطة إنسانية ذات مصداقية وقابلة للتطبيق».

وكان البيت الأبيض قال، في بيان، إن بايدن أكد مجدداً، خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو «موقفه الواضح بشأن رفح». وأضاف البيت الأبيض أن بايدن ونتنياهو ناقشا أيضا زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الاستعدادات لفتح معابر جديدة في شمالي القطاع، بداية من هذا الأسبوع. وكان متحدّث باسم مجلس الأمن القومي، قد أعلن قبل المحادثة أن الإدارة الأمريكية أبلغت الحكومة الإسرائيلية «بوضوح موقفها إزاء أي اجتياح بري كبير لرفح». وأضاف المتحدث «ما زلنا نعتقد أن اتفاقاً بشأن (عملية إفراج عن) الرهائن هو أفضل وسيلة للحفاظ على حياة الرهائن وتجنب اجتياح رفح، حيث يلجأ أكثر من مليون شخص. تلك المحادثات مستمرة حالياً».

وبعد إعلان «حماس»، تحرك متظاهرون إسرائيليون، وأفراد عائلات الرهائن الموجودين في غزة للمطالبة بالتوصل إلى صفقة بشكل فوري. وقطع متظاهرون إسرائيليون شوارع في تل أبيب، للمطالبة بعقد صفقة تبادل عاجلة لوقف إطلاق النار، وعودة الرهائن، بينما هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، حكومة نتنياهو، ودعا إلى ضرورة البناء على التطورات الأخيرة، والتحرك إلى القاهرة من إجل إعادة المختطفين. وكتب على منصة «إكس»، إن «الحكومة التي تريد إعادة المختطفين تعقد الآن نقاشاً عاجلاً، وترسل الفرق إلى القاهرة، ولا تصدر بشكل هستيري 3 إحاطات مختلفة من أطراف مختلفة، وتسحق قلوب الأهالي. إنه عار وطني». (وكالات)

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version