استؤنفت مفاوضات الهدنة وصفقة التبادل في القاهرة، أمس الثلاثاء، بعد اكتمال وصول الوفود المشاركة، بما في ذلك الوفد الإسرائيلي متوسط المستوى، فيما أعربت واشنطن عن أملها بأن تتمكن حركة «حماس» وإسرائيل من سد ما اعتبرته «فجوات متبقية بشأن الهدنة، بينما دعت عائلات الرهائن الإسرائيليين الى ضغط خارجي على إسرائيل للاتفاق مع «حماس»، التي حذرت بأن محادثات القاهرة «فرصة أخيرة» لإسرائيل لاستعادة الرهائن، في حين ذكرت صحيفة «بوليتيكو» نقلاً عن مسؤول أمريكي أن واشنطن علقت شحنات قنابل دقيقة التوجيه إلى إسرائيل.
وأعربت واشنطن عن أملها في أن تتمكن إسرائيل و«حماس» من«سد الفجوات المتبقية» في محادثات وقف إطلاق النار، مضيفة أن إسرائيل أبلغتها بأن عمليتها العسكرية في رفح بجنوب غزة «محدودة». وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي «يشير تقييم دقيق لمواقف الجانبين إلى أنهما قادران على سد الفجوات المتبقية، وسنبذل كل ما في وسعنا لدعم هذه العملية». وأضاف كيربي أن المحادثات بشأن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار استؤنفت في القاهرة أمس الثلاثاء بحضور مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، متوقعاً أن يتمكن الجانبان من سد الفجوات المتبقية.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أعلن أمس الثلاثاء، أن وفداً إسرائيلياً وصل الى القاهرة لإجراء مباحثات حول هدنة في قطاع غزة، مؤكداً في بيان أنه أعطى الوفد التعليمات بأن يكون «حازما بشأن الشروط اللازمة للإفراج» عن الرهائن، و«المتطلبات الأساسية لضمان أمن إسرائيل». وقال نتنياهو إن المقترح الذي وافقت عليه «حماس» لا يفي بمطالب إسرائيل الأساسية، مضيفاً أن الضغط العسكري لا يزال ضرورياً لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة. وحذر مسؤول في حركة «حماس» إسرائيل قبيل توجه وفد من الحركة الى القاهرة لاستكمال المباحثات بشأن مقترح للهدنة، من أنها ستكون «الفرصة الأخيرة» لاستعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته «هذه الفرصة الأخيرة أمام نتنياهو وعوائل الأسرى لعودة أبنائهم أو أن يكون مصيرهم مصير الطيار رون أراد» الذي أسقطت طائرته فوق لبنان عام 1986 ولا يزال مصيره مجهولاً.
وفي هذا الإطار، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن البنود التي رفضها نتنياهو في اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حركة «حماس». ولخصت قناة «كان» الرسمية، نقاط الخلاف في المقترح الجديد من وجهة نظر إسرائيل كالتالي:
«حماس» لم تلتزم بالإفراج عن 33 أسيراً إسرائيلياً من الأحياء، بل أحياء أو أموات. كما أنها لم توافق على وجود فيتو إسرائيلي على قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم وقدمتها الحركة. وكذلك رفضت «حماس» إبعاد الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم إلى خارج فلسطين أو إلى قطاع غزة. ووافقت «حماس» على الإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين كل أسبوع، فيما تطالب إسرائيل بالإفراج عن 3 أسرى كل 3 أيام. كذلك اقترحت «حماس» أن يكون الإفراج عن أول 3 أسرى إسرائيليين في اليوم الثالث من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وهذا يعني بقاء الأسرى الإسرائيليين في يدها حتى نهاية المرحلة الأولى من الصفقة. والنقطة الأخيرة هي أن تلتزم إسرائيل بالبدء بمحادثات حول وقف النار الدائم في اليوم ال16 من المرحلة الأولى، وهو ما ترفضه إسرائيل أو على الأقل نتنياهو شخصياً.
من جهة أخرى، دعت عائلات الرهائن المحتجزين في غزة الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي يحتجز مواطنوها لدى حماس في قطاع غزة، الى الضغط على إسرائيل لإبرام اتفاق مع الحركة لضمان عودتهم. وقال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين إنه وفي ظل مؤشرات على تحقيق تقدم في المباحثات بين الطرفين، ناشد عدداً من الدول «ممارسة نفوذها على الحكومة الإسرائيلية» والضغط من أجل الاتفاق. وقالت العائلات في رسالة إلى سفراء تلك الدول «في هذه اللحظة الحاسمة ومع توافر فرصة ملموسة لإطلاق سراح الرهائن، من المهم أن تُظهر حكوماتكم دعمها القوي لمثل هذا الاتفاق». وأعلنت حركة «حماس» عن وفاة الأسيرة الإسرائيلية جودي فانشتاين (70 عاماً) متأثرة بجراحها جراء القصف الإسرائيلي وعدم القدرة على تقديم الرعاية الطبية لها.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة بوليتيكو الرقمية نقلاً عن مسؤول أمريكي قوله أمس الثلاثاء إن إدارة الرئيس جو بايدن علقت شحنات قنابل دقيقة التوجيه من صنع شركة بوينغ إلى إسرائيل لتبعث برسالة سياسية لإسرائيل.
(وكالات)