بغداد: زيدان الربيعي
حذر الرئيس العراقي برهم صالح، أمس السبت، من استمرار الأزمة السياسية، مؤكداً أن البلد يُشرف على متاهة خطيرة. واعتبر صالح في بيان، أن ذكرى 9 أبريل/ نيسان مناسبة لمراجعة مجمل الأداء السياسي في البلد بعد تجربة عقدين من الزمن. وأضاف، أنه «لا يمكن الاستخفاف بالتحولات الكبرى المُتحققة بعد التغيير في العام 2003، ولكن يجب الإقرار بإخفاقات حصلت وليس من الممكن تبريرها فقط في إرث النظام السابق»، مؤكداً، أن «الحاجة مُلحة اليوم لتلبية مطلب كل العراقيين في حكم رشيد يتجاوز أخطاء وثغرات التجربة، ومعالجة الخلل البنيوي في منظومة الحكم التي تستوجب إصلاحاً حقيقياً وجذرياً لا يقبل التأجيل، ولن يتحقق ذلك من دون استعادة ثقة الشعب باعتباره مصدر السلطة وشرعيتها عبر إجراءات استثنائية شجاعة تضع مصالح المواطنين فوق كل اعتبار».
وتابع: «اليوم وبعد عقدين من التغيير، يمر بلدنا بظرف حساس وسط انسداد سياسي وتأخر استحقاقات دستورية عن مواعيدها المُحددة، وهو أمر غير مقبول بالمرة بعد مضي أكثر من خمسة أشهر على إجراء انتخابات مُبكرة استجابة لحراك شعبي وإجماع وطني لتكون وسيلة للإصلاح وضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي وتصحيح المسارات الخاطئة وتحسين أوضاع المواطنين والاستجابة لمطالبهم».
وحذر من أن «استمرار الأزمة السياسية قد يؤدي بالبلد نحو متاهات خطيرة يكون الجميع خاسراً فيها، وعليه فإن أمام جميع القوى السياسية اليوم مسؤولية تاريخية ووطنية وأخلاقية في رص الصف الوطني عبر حوار جاد وفاعل للخروج من الأزمة الراهنة، والشروع بتشكيل حكومة وطنية مُقتدرة فاعلة تحمي مصالح البلد وتُعزز سيادته واستقلاله، وتعمل على تلبية تطلعات العراقيين، وتواجه التحديات الجسام الماثلة أمامنا وخصوصاً الأوضاع الاقتصادية الداخلية وفي ظل الظروف الإقليمية والمُتغيرات الدولية».
وأشار إلى أن «الأشهر التي أعقبت انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تؤكد ما ذهبنا إليه في الحاجة لتعديلات دستورية يجب الشروع فيها خلال الفترة المقبلة عبر وفاق وتفاهم وطني، لبنود أثبتت التجربة مسؤوليتها عن أزمات مُستعصية، كما أن آفة الفساد الخطيرة التي تهدد كيان الدولة تستوجبُ وقفةً حاسمة لمكافحتها، والعمل على ضمان الفرص المتساوية لكل العراقيين في بناء البلد ونهضته، وهذا يستوجب مراجعات وقرارات إصلاحية تُبنى على الصراحة والإرادة الموحدة». وأردف، أنه «في هذا السياق نؤكد مُجدداً الحاجة لعقد سياسي واجتماعي ضامن للسلم الأهلي، يقوم على مراجعة موضوعية لأخطاء الماضي».
من جانب آخر، قال مسؤول عراقي رفيع إن بلاده تخشى «التهديد الإرهابي» الذي يمثله مخيم الهول في سوريا والذي يؤوي أقارب عناصر تنظيم «داعش»، داعياً جميع الدول المعنية إلى سحب رعاياها الموجودين هناك. وقال قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي في مؤتمر بمركز النهرين ضم سفراء الدول الغربية ووكالات الأمم المتحدة إن التنظيم الجهادي «لا يزال يشكل خطراً حقيقياً».
ودعا الأعرجي المجتمع الدولي إلى «عمل جاد وحقيقي لتفكيك المخيم ونقل كل الإرهابيين ومحاكمتهم حتى تكون المنطقة آمنة ونظيفة»، مؤكداً أن هذا الموضوع «يشكل تهديداً للأمن القومي العراقي ولن نرضى بذلك». وأضاف «كل يوم يطول البقاء يعني يوماً من الكراهية والحقد وتمويل الإرهاب».