كييف – أ ف ب

اعترفت أوكرانيا، الاثنين، بأن الجيش الروسي يحقق حالياً نجاحات تكتيكية، موضحاً أن أكثر من 30 ألف جندي روسي يشاركون في الهجوم على خاركيف، معتبرة أن الرئيس فيلاديمير بوتين يستعدّ لحرب طويلة مع الغرب بعد إطاحته بوزير الدفاع سيرجي شويغو.

وقال رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني أولكسندر ليتفينينكو الاثنين، في مقابلة مع «فرانس برس»: كان نحو 50 ألف جندي روسي يتمركزون على الحدود. الآن هناك أكثر من 30 ألفًا يهاجمون منطقة خاركيف منذ الجمعة. وأضاف: «ليس هناك تهديد بهجوم على مدينة خاركيف» حتى الساعة.

وعلق ليتفينينكو على التعديل الوزاري الأخير في روسيا قائلاً: «هذا يشير إلى أن بوتين يخطط لحرب طويلة الأمد. حرب ليس فقط ضد أوكرانيا بل أيضًا ضد الغرب ككل، حرب ضد حلف شمال الأطلسي».

وتأتي التصريحات الأخيرة في وقت لا تزال حوالى 30 بلدة أوكرانية تتعرض لقصف روسي، فيما تواصل موسكو هجومها الجديد في منطقة خاركيف مع احتلالها عشرات الكيلومترات المربعة في غضون أيام.

وقال حاكم المنطقة اوليغ سينيغوبوف: «تعرضت أكثر من 30 بلدة في خاركيف لقصف مدفعي وقذائف هاون من العدو».

وأوضح أن 5762 شخصاً أخلوا هذه البلدات منذ بدء القتال. وعبرت القوات الروسية الحدود منذ الجمعة، لشن هجوم باتجاه بلدتي ليبتسي وفوفتشانسك الواقعتين على بعد 20 كيلومتراً و50 كيلومتراً على التوالي شمال شرق خاركيف.

ومن المقرر إجلاء نحو 1600 شخص الاثنين، على الرغم من «الوضع المعقد» بحسب قوله.

وأقرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في وقت باكر الاثنين في بيان بأن «العدو يحقق حالياً نجاحات تكتيكية». وتؤكد كييف أن موسكو «قامت بحشد ما يصل إلى خمس كتائب». وذكرت قناة «ديبستايت» الأوكرانية، أن الروس تمكنوا من احتلال شريط مساحته 70 كيلومتراً مربعاً تقريباً في منطقة ليبتسي، وآخر مساحته 34 كيلومتراً مربعاً باتجاه فوفتشانسك.

وفي بلدة روسكي تيشكي، على بعد سبعة كيلومترات من ليبتسي، سمع دوي انفجارات بشكل منتظم من بعيد.

وذكرت قناة «ريبار» المقربة من جيش موسكو، أنه بعد أربعة أيام من الهجوم «لم يسجل أي خرق كبير لدفاعات العدو».

وقالت القناة في نشرتها الصباحية الاثنين «بعد تطهير المنطقة الحدودية الرمادية ركزت الوحدات الهجومية الروسية على اختراق المعاقل والخطوط الدفاعية للقوات المسلحة الأوكرانية».

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد إن معارك دفاعية وقتالاً عنيفاً يدور على جزء كبير من حدودنا. الفكرة وراء الهجمات في منطقة خاركيف هي إرهاق قواتنا وتقويض معنويات الجيش الأوكراني.

خاركيف غير مهددة

وقال رئيس بلدية مدينة خاركيف إيغور تيريخوف الأحد: «رغم كل الأحداث التي تجري في المنطقة، فإن خاركيف هادئة، ولا يغادرها السكان». وتحذر السلطات في كييف منذ أسابيع من أن موسكو قد تحاول مهاجمة المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، فيما تواجه أوكرانيا تأخيراً في المساعدات الغربية، ونقصاً في الجنود.

وأتى التقدم الروسي في وقت أجرى الرئيس الروسي بوتين تعديلاً وزارياً مفاجئاً الأحد، وأقال وزير الدفاع شويغو، بعد أكثر من عامين على بدء المعارك في أوكرانيا. ووزير الدفاع الجديد أندريه بيلوسوف خبير اقتصادي، على غرار شويغو عندما عين في الوزارة العام 2012، ولا يتمتع بأي خبرة عسكرية.

وداخل روسيا، كثفت القوات الأوكرانية ضرباتها، خاصة على منشآت الطاقة. وقالت السلطات الروسية، إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا، وأصيب سبعة الاثنين في ضربات أوكرانية في منطقة لوغانسك، ومنطقة كورسك الروسية.

وتبنّت كييف الاثنين استهداف منشأة للنفط ومحطة للتحويل الكهربائي في منطقتي بيلغورود وليبتسك في غرب روسيا على مقربة من الحدود.

من جهة أخرى أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت خلال الليل 31 مسيّرة أوكرانية في مناطق عدة من البلاد. وتقول كييف إن ذلك جاء رداً على ضربات الجيش الروسي على منشآتها المدنية.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version