من الصعب أن تتخيل أن علبة حبوب فارغة، أو قشر موز، أو كرة قدم مفرغة من الهواء يمكن أن تسهم في إمداد منزلك بالطاقة، لكن يبدو أن الأمر في دبي مختلف؛ إذ يلعب ما يقرب من نصف النفايات المهملة دوراً في الطاقة المنزلية.

وينتهي معظمها في مصنع تديره شركة ورسان ويست مانيجمينت.

ويقول تيم كلارك، الرئيس التنفيذي للشركة إن «نحو 45 في المئة من إجمالي نفايات دبي تأتي إلى هذه المنشأة».

وتستخدم محطة ورسان التي جرى تشغيلها منذ شهر مارس آذار من هذا العام، مليوني طن متري من النفايات سنوياً لإنتاج الكهرباء، وهو ما يكفي لتزويد ما يقرب من 135 ألف منزل بالطاقة، وفقاً للشركة.

أكبر منشأة في العالم

وتنتشر محطات تحويل النفايات إلى طاقة عبر العالم، إذ ينتهي نحو 13 في المئة من جميع النفايات الحضرية في جميع أنحاء العالم في منشأة من هذا النوع، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وتعتمد هذه الطريقة في معالجة النفايات على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا وفي دول مثل اليابان والصين والولايات المتحدة، ومع ذلك فإن المصنع في دبي يميز نفسه من خلال حجمه.

ويقول كلارك «إنها أكبر منشأة من نوعها في العالم».

وأضاف أن المنشأة «تعمل بكفاءة تبلغ نحو 34 في المئة في إنتاج الكهرباء، وهو أعلى بكثير مما هو متوقع عادةً من محطة نفايات الطاقة، ويعنى هذا أن المحطة يمكنها العمل في درجات حرارة أعلى وضغوط أعلى».

قوة النفايات

تتضمن عملية تحويل النفايات إلى طاقة ثلاث خطوات: حرق النفايات، واستخدام الحرارة لتوليد البخار، وتوجيه البخار لتشغيل التوربين الذي يولد الكهرباء.

لقد تم استخدام هذه العملية لأكثر من 100 عام، لكن المرافق الحديثة لديها سيطرة أكبر بكثير على الملوثات المنبعثة أثناء حرق النفايات، وتسمح معالجة غاز المداخن للمحطة بتصفية المواد السامة ومنعها من الانتشار في الهواء.

يوضح الرئيس التنفيذي: «نقوم بإزالة جميع العناصر الضارة مثل المعادن الثقيلة ومكونات الكبريت، ونقوم بعد ذلك بالتخلص منها».

وعلى الرغم من أنه لا يتم تصفية جميع الملوثات فعلى سبيل المثال، يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري في الهواء، فإن المحطة تنتج الطاقة، لتحل محل حرق الوقود الأحفوري، وهو ما يجعل شركة ورسان لإدارة النفايات تعتقد أن النتيجة الإجمالية إيجابية.

يقول كلارك: «إننا نصدر ثاني أكسيد الكربون، لكننا نولد أيضاً 200 ميغاواط من الكهرباء، دون الحاجة إلى إنتاجها من مصادر الوقود الأحفوري، وهو الغاز بشكل أساسي في دولة الإمارات العربية المتحدة»؛ «لذلك نوفر نحو 1.5 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً».

تنفذ مرافق مثل تلك الموجودة في دبي أيضاً بعض الخطوات الإضافية لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من الموارد، فعلى سبيل المثال، يتم فصل المعادن لإعادة تدويرها، كما يتم جمع جبال الرماد الناتجة عن حرق القمامة وإعادة استخدامها في بناء الطرق.

وفقاً لكلارك، من بين 5500 طن من النفايات التي تتلقاها المنشأة يومياً، يبقى 200 طن فقط من المخلفات التي لا يمكن إعادة استخدامها بعد المعالجة.

الحاجة إلى إعادة التدوير

تعمل محطات تحويل النفايات إلى طاقة كبديل لمدافن النفايات التي تسهم بنحو 11 في المئة من انبعاثات غاز الميثان العالمية.

وفي هذا الإطار يوضح بريان ستالي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الأبحاث والتعليم البيئي غير الربحية ومقرها الولايات المتحدة، «إذا كنا نضع المزيد من النفايات على مستوى العالم في مكبات النفايات المفتوحة، فإننا ننتج غاز الميثان الذي لا يمكن إدارته»، وأضاف أن غاز الميثان يشكل تحدياً كبيراً للانبعاثات.

وأفاد بأنه «كحل، يمكن أن يؤدي تحويل النفايات إلى طاقة إلى توليد انبعاثات أقل مقارنة بمكبات النفايات».

ووفقاً لوثيقة أصدرتها الحكومة العام الماضي، تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بإعادة تدوير 20 في المئة من النفايات المعالجة، لكنها تأمل في زيادة هذه النسبة إلى 90 في المئة بحلول عام 2050، ويؤكد ستالي الحاجة إلى إعادة التدوير، باعتبارها الحل الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة وصديقة للبيئة من أجل إعادة التدوير وإدارة المخلفات.

يقول ستالي: «قد يكون هناك هذا التصور، حسناً، سأرميه في سلة المهملات وسيتم الاعتناء به»، «لكن الورق والمواد البلاستيكية الخاصة بك لها نقطة نهاية أفضل بكثير إذا تم إعادة تدويرها واستعادتها بدلاً من الذهاب إلى منشأة طاقة النفايات لأنه يمكنك تحويل تلك المواد إلى منتجات».

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version