إعداد: معن خليل
شكل نادي دبا الفجيرة حالة خاصة في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم هذا الموسم، بعدما صعد الأحد إلى دوري أدنوك للمحترفين، قبل ثلاث مراحل من ختام البطولة، متفوقاً بفارق 9 نقاط عن العربي الثاني و10 نقاط عن البطائح الثالث، وأصبح بحاجة إلى نقطة ليتوج بدرع الهواة للمرة الثانية في تاريخه بعد موسم 2014-2015.
وفاز فريق «النواخذة» حتى الأسبوع الـ25 في 22 مباراة وتعادل في مباراتين ولم يخسر سوى لقاء واحد كان أمام البطائح في الجولة الأولى، كما يعد صاحب أقوى هجوم برصيد 68 هدفاً، وهو أيضاً صاحب أقوى دفاع ولم يدخل مرماه سوى 12 هدفاً.
ويتصدر ترتيب هدافي دوري الدرجة الأولى لاعب من دبا الفجيرة هو البرازيلي دياجو فارياس برصيد 24 هدفاً، وهو يعد أبرز لاعبيه مع مواطنه فرانشيسكو سانتوس الذي سجل 11 هدفاً، وكذلك عامر بازهير صاحب 9 أهداف.
ومنذ صعوده الأول إلى دوري المحترفين موسم 2012-2013، عد دبا الفجيرة ظاهرة بالنسبة للصاعدين لما قدمه من نتائج، وكانت مواسم 2015-2016 و2016-2017 و2017- 2018 و2018-2019 ذهبية بالنسبة له بعدما لعب 4 مواسم متوالية مع الكبار، ثم هبط في 2018 -2019 ولم يصعد إلا في الموسم الحالي.
وقصة دبا الفجيرة مع الأضواء مثيرة، فهو عرف صعوده الأول إلى المحترفين موسم 2012-2013، وكان قبلها يحتل مراكز متأخرة في دوري الدرجة الأولى، كما هبط إلى الدرجة الثانية (الدرجة الثالثة) وصعد إلى الأولى مجدداً موسم 2009-2010.
وشكل طوال وجوده القديم في دوري المحترفين علامة فارقة، كونه أقل الفرق صرفاً وإمكانات وأكثرها نزيفاً للاعبين وإثارة للإعجاب.
المثير في دبا الفجيرة أن الفريق الذي كان صاحب المركز الأخير في دوري الأولى يوماً ما أصبح صاحب الاسم المهاب الجانب بدءاً من موسم 2009-2010 حيث احتل المركز الأول في دوري «ب» وصعد لمصاف الدرجة «أ»، وبعدها نال المركز الثالث وكان على بعد خمس نقاط من الصعود إلى عالم المحترفين، قبل أن يحقق ذلك في عام 2013 محققاً إنجازاً هو الأول في تاريخه بالتواجد مع الكبار.
ورغم هبوطه بعد موسم واحد قضاه مع المحترفين، إلا أنه بقي صاحب الحضور الأقوى وكان قريباً من العودة في موسم 2013-2014 حين احتل المركز الثالث في «الهواة» بنفس رصيد ابن مدينته الفجيرة والذي تأهل بفارق المواجهتين المباشرتين بينهما، ثم حقق دبا حلمه للمرة الثانية في 2014-2015.
وعندما يقال إن دبا الفجيرة حقق إنجازات استثنائية سابقاً، فإنه ليس في الأمر مبالغة، حيث إن الفريق المعروف باسم «النواخذة»، كان أكثر أندية دوري المحترفين نزفاً للاعبين، فهو عندما أمن بقاءه في موسم 2015-2016 مثلاً فقد 11 لاعباً من تشكيلته وذلك بعدما سعت الفرق الأخرى للفوز بخدماتهم بالنظر إلى تألقهم.
وما أثار إعجاب المتابعين أن دبا الفجيرة رغم ذلك حافظ على البقاء، وبعدها في موسم 2016-2017 عندما حصد المركز الثاني عشر من أصل 14 فريقاً مشاركاً برصيد 20 نقطة وحقق بعض النتائج المميزة منها تعادله مع العين ذهاباً ثم فوزه عليه إياباً، كما أنه تعادل مع الشباب والنصر والوحدة.
رضا بالنصيب
والمفارقة أن رحيل أي لاعب سابقاً مهما كان اسمه وثقله في الفريق لم يكن يزعج إدارة نادي الفجيرة الراضية بالنصيب وبكونها أصبحت مكان جذب للاعبين الذين لا يجدون فرصة في أنديتهم فينضمون لـ«النواخذة» ويتألقون في صفوفه ليصبح محطة للانتقال إلى مكان جديد يؤمن لهم العقد المغري الذي يحلمون به.
تأسيس وإنجازات
تأسس نادي دبا الفجيرة في عام 1976 وبقي يلعب في الدرجة الثانية حتى موسم 2011- 2012 عندما صعد في 2012-2013 إلى دوري المحترفين لأول مرة في تاريخه، واللافتأن الإنجاز تحقق تحت قيادة المدرب المصري طارق السيد الذي كان يعمل في النادي كمدرب لحراس المرمى قبل أن يتحول لمدرب عام للفريق.
ويعد طارق السيد المدرب التاريخي لدبا الفجيرة فهو كان متواجداً مساعداً للبرازيلي باولو سيرجيو عندما فاز «النواخذة» بلقب دوري الدرجة الأولى «ب» عام 2009 كأول بطولة يحققها النادي منذ تأسيسه، كما نال النادي بعدها المركز الثاني في كأس الاتحاد للدرجة الأولى عام 2010، ثم صعد تحت قيادة السيد موسم 2011-2012 إلى دوري المحترفين، وكرر نفس الأمر في موسم 2014-2015 الذي حقق فيه الفريق رقماً قياسياً بالفوز في 13 مباراة متوالية منذ الأسبوع الثامن حتى الثاني والعشرين من ذلك الموسم.
وعادل دبا الفجيرة هذا الموسم رقمه السابق من حيث الفوز المتوالي، حيث حقق 13 فوزاً من الأسبوع الثاني حتى الأسبوع الـ16 عندما تعادل مع البطائح 1-1.