أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الأحد، للطلاب في كلية مورهاوس التي درس فيها رمز حركة النضال من أجل الحقوق المدنية، مارتن لوثر كينغ، أنه سمع أصواتهم في سياق الاحتجاجات الطلابية الرافضة للحرب في غزة، مشدداً على أنه يدعم «احتجاجات غير عنيفة» وسط الغضب على ما يحدث في غزة، ولافتاً إلى أنه يعمل من أجل «سلام دائم» في الشرق الأوسط.

وبينما وقف أحد الطلاب وظهره لبايدن خلال حفل التخرج في كلية مورهاوس في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، شدد الرئيس الأمريكي على أنه يعمل على مدار الساعة من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وإرساء سلام دائم في الشرق الأوسط. وقال بايدن، مرتدياً ثوب تخرج كستنائياً وأسود، بألوان الجامعة المحسوبة تاريخياً على السود «هذه واحدة من أصعب المشاكل، وأكثرها تعقيداً في العالم. لا شيء سهلاً فيها». وأضاف «تشهد غزة أزمة إنسانية، ولهذا السبب دعوت إلى وقف فوري لإطلاق النار». وتابع «أعلم أنّها تغضب، وتحبط الكثير منكم، بما في ذلك عائلتي، ولكن الأهم من ذلك كله، أعلم أنها تفطر قلوبكم، إنها تفطر قلبي أيضاً».

وقال بايدن خلال حفل التخرج «أنا أؤيد الاحتجاج السلمي غير العنيف. يجب أن تُسمع أصواتكم، وأعدكم بأنني أسمعها». وأضاف الرئيس الأمريكي أنه يريد «وقفاً فورياً لإطلاق النار لوقف القتال/ وإعادة الرهائن»/ مع احتدام النزاع الذي بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وشدّد بايدن على أنه يدفع من أجل «سلام دائم»، في الشرق الأوسط من شأنه أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما وصفه بأنه «الحل الوحيد». وقبيل خطابه، تفاعل بايدن بالتصفيق مع دعوة الطالب المتفوق في الكلية، دي أنجيلو جيريميا فليتشر، إلى وقف فوري لإطلاق النار في كلمة ألقاها. والخطاب الذي ألقاه بايدن في الجامعة الأم للرمز الحقوقي مارتن لوثر كينغ جزء من سلسلة من الفعاليات التي يشارك فيها هذا الأسبوع، بهدف كسب تأييد الناخبين السود، وسط استطلاعات للرأي تظهر أنّ دعمهم له يتراجع. وكانت هناك مخاوف من أن تؤدي الاحتجاجات بشأن غزة إلى تعطيل الحفل، وهو أكبر تفاعل مباشر للرئيس مع الطلاب منذ بدء الحراك في الجامعات. ودعا بعض الطلاب في مورهاوس إلى إلغاء خطاب بايدن، وأفادت تقارير بأن مسؤولاً رفيعاً في البيت الأبيض التقى مؤخراً، بالطلاب وأعضاء هيئة التدريس لترتيب الخطاب.

والتزم بايدن في البداية الصمت تجاه الاحتجاجات بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنه قال لاحقاً إن «النظام يجب أن يسود»، بعد أن قامت الشرطة بفض العديد من الاعتصامات الجامعية في أنحاء الولايات المتحدة. وتعكس مشاكل بايدن مع الناخبين بشأن غزة القضايا الأوسع التي يواجهها مع الناخبين السود والشباب، وهما المجموعتان اللتان ساعدتاه على هزيمة الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات عام 2020. وسيحتاج بايدن إلى أصوات هاتين الفئتين للحيلولة دون عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز، بالتعاون مع كلية سيينا، الأسبوع الماضي، أنه إضافة إلى تخلفه عن ترامب في العديد من الولايات الرئيسية المتأرجحة، فإن بايدن يخسر أيضا شعبيته بين الأمريكيين السود.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version