داوى مانشستر يونايتد جراحه وضمن مشاركته الموسم المقبل في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بإحرازه لقب كأس إنجلترا لكرة القدم للمرة الأولى منذ 2016 وال13 في تاريخه، بفوزه على جاره اللدود مانشستر سيتي بطل الموسم الماضي 2-1 السبت في النهائي على ملعب «ويمبلي» في لندن.

وبعدما بات أول فريق يحرز الدوري أربع مرات على التوالي، كان سيتي مرشحاً كي يصبح أول من يفوز بثنائية الدوري والكأس لموسمين على التوالي، لكن يونايتد فاجأه وثأر لخسارته نهائي العام الماضي 1-2، بتغلبه عليه بهدفين للشابين الأرجنتيني أليخاندو غارناتشو (30) وكوبي ماينو (39)، مقابل هدف للبلجيكي جيريمي دوكو (87).

وبذلك، ضمن الفريق الأحمر مشاركته في «يوروبا ليغ»، بعدما كان خارج حسابات التأهل لإنهائه الدوري ثامناً في أسوأ ترتيب له منذ 1990 وأيام دوري الدرجة الأولى (انطلق الدوري الممتاز في 1992).

ومنح يونايتد الأمل لمدربه الهولندي إريك تن هاغ بمواصلة مشواره في «أولد ترافورد»، على الرغم من التقارير التي توقعت إقالته حتى لو أحرز لقبه الثاني مع «الشياطين الحمر»، بعد الذي توج به العام الماضي في مسابقة كأس الرابطة.

وبرفعه الكأس على حساب فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا الذي خاض اللقاء على خلفية ستة انتصارات في المواجهات السبع الأخيرة مع جاره اللدود، تجنّب يونايتد الغياب عن الساحة القارية لأول مرة منذ موسم 2014-2015، حارماً ال«سيتيزينس» من لقبهم الثامن في الكأس، بعدما ألحق بهم الهزيمة الأولى في آخر 36 مباراة ضمن جميع المسابقات، بما أن خروجهم في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد الإسباني لا يُحتسب؛ كونه كان بركلات الترجيح بعد التعادل ذهاباً وإياباً.

«لم يؤمن أحد بنا»

وكان ابنا ال19 عاماً غارناتشو وماينو بطلي اللقاء من دون منازغ، وتطرق الأول في حديث ل«بي بي سي» إلى شعوره قائلاً، إن هذا التتويج «لا يصدق. لم يؤمن أحد بنا. لكننا فريق، جميعاً. قاتلنا في مباراة حياتنا».

وأشاد الأرجنتيني بزميله ماينو الذي «كان لا يصدق. أفضل لاعب في الفريق والأصغر سناً. كما أننا أصدقاء. أنا سعيد جداً من أجله».

وبدوره، قال ماينو إن الفوز بالكأس «يعني كل شيء بالتأكيد. كان موسماً صعباً مع الكثير من التقلبات. كان هذا (نهائي الكأس) الأمر الوحيد الذي نتطلع إليه. العام الماضي (في النهائي ضد سيتي) كنت في المدرجات».

وبدأ سيتي اللقاء بمطالبة بركلة جزاء لصالح مهاجمه النرويجي غرلينغ هالاند، بعد سقوطه في المنطقة المحرمة إثر احتكاك بالأرجنتيني ليساندرو مارتينيس، لكن الحكم واصل اللعب بعد استشارة حكم الفيديو المساعد «في أيه آر» (2).

خطأ قاتل لغفارديول

وغابت بعدها الفرص عن المرمى مع أفضلية لسيتي الذي بدا عاجزاً عن فك الشيفرة الدفاعية لجاره المتكتل في منطقته مع محاولة استغلال المساحات للانطلاق بالهجمات المرتدة لكن من دون نجاعة، وذلك حتى الدقيقة 30 حين أخطأ الكرواتي يوشكو غفارديول في التعامل مع كرة حاول تمريرها برأسه إلى حارس مرماه الألماني ستيفان أورتيغا دون الانتباه إلى أنه كان خارجاً لقطعها، فهيأها لغارناتشو المنفرد، فأودعها الشباك الخالية، مانحاً «الشياطين الحمر» هدف التقدم خلافاً لمجريات اللعب.

واعتقد يونايتد أنه خطف هدفاً ثانياً في الدقيقة 38 عبر ماركوس راشفورد إثر هجمة مرتدة، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل على غارناتشو.

لكن «الشياطين الحمر» لم ينتظر طويلاً لتعويض هذه الفرصة وإضافة الهدف الثاني وسط صدمة لاعبي سيتي وجمهوره، وذلك عبر ماينو بعد تمريرة من القائد البرتغالي برونو فرنانديش (39).

وعن 19 عاماً و36 يوماً، بات ماينو أصغر إنجليزي يسجل في نهائي الكأس منذ جون سيسونز لصالح وست عام عام 1964 ضد بريستون نورث إند (3-2) حين كان يبلغ 18 عاماً و215 يوماً وفق «أوبتا» للإحصاءات.

ووسط تخبط سيتي وعجزه التام أمام منطقة جزاء جاره، انتهى الشوط الأول بتقدم رجال تن هاغ بهدفين نظيفين.

ورغم دخول البلجيكي جيريمي دوكو والسويسري مانويل أكانجي مطلع الشوط الثاني بدلاً من الكرواتي ماتيو كوفاتشيتش والهولندي نايثن أكي، استمر سيتي في معاناته رغم محاولاته وأخطرها لهالاند الذي ارتدت محاولته من القائم الأيمن (55).

وضحّى غوارديولا بصانع ألعابه البلجيكي كيفن دي بروين، ودفع بالأرجنتيني خوليان ألفاريس، في محاولة لتنشيط الخط الأمامي ومحاولة العودة إلى اللقاء.

إعادة الأمل

وكان القائد الظهير كايل ووكر قريباً من إعادة سيتي إلى اللقاء بتسديدة من خارج المنطقة، لكن الحارس الكاميروني أندري أونانا تألق في الدفاع عن مرماه (59)، ثم أطلق ألفاريس كرة قوية من مشارف المنطقة علت عارضة يونايتد بقليل (61)، وأخرى مرت بجانب القائم الأيسر رغم أنه كان في موقع جيد للتسجيل (61).

واضطر تن هاغ الى الزج بالمخضرم الإيرلندي الشمالي جوني إيفانز (36 عاماً) نتيجة إصابة مارتينيس، تزامناً مع إدخال الدنماركي راسموس هويلوند بدلاً من راشفورد (74).

وعاد أونانا للتألق في مواجهة ووكر الذي اختبر حظه مجدداً من خارج المنطقة (77) في إحدى أبرز المحاولات العديدة لسيتي في الدقائق الأخيرة لكن من دون توفيق، حتى الدقيقة 87 حين تلاعب دوكو بغارناتشو على مشارف المنطقة قبل أن يسدد كرة أرضية سكنت الزاوية اليمنى لمرمى أونانا الذي وصل إليها من دون أن يمنعها من دخول شباكه.

وضغط سيتي بكل ما لديه في الدقائق المتبقية، لكن يونايتد صمد وخرج في النهاية منتصراً.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version