واصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة، أمس الأحد، بينما استمرت الاشتباكات والقصف الجوي على الرغم من قرار محكمة العدل الدولية، وعلى الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي تقليص حجم قواته شرق رفح وسحبه لواء «غفعاتي»، في وقت وجهت «كتائب القسام» ضربة صاروخية إلى تل أبيب بعد ساعات قليلة من إعلانها عن أسر جنود إسرائيليين، في حين تحدثت وسائل إعلام مصرية عن دخول شاحنات مساعدات من مصر إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم.
وارتكب الجيش الإسرائيلي 8 مجازر ضد العائلات الفلسطينية وصل منها للمستشفيات 81 قتيلاً و223 مصاباً خلال الساعات الماضية، لترتفع الحصيلة إلى 35984 قتيلاً و80643 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الأحد.
وواصلت إسرائيل تحديها لمحكمة العدل الدولية، واستمرّت الاشتباكات والقصف الجوي على مدينة رفح. وبحسب شهود فإن المدفعية الإسرائيلية استهدفت أيضاً مخيم يبنا بوسط رفح، وإن قصفاً مدفعياً عنيفاً طال منطقتي سوق الحلال وحي قشطة جنوب المدينة. وفيما أعلنت كتائب القسام أنها «قصفت تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة، ردًّا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين»، قال الجيش الإسرائيليّ إنه «رصد إطلاق 8 صواريخ، أُطلقت من رفح نحو إسرائيل»، مشيراً إلى «اعتراض عدد منها»، بينما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع اضطرابات في خدمات الطيران في جميع مطارات إسرائيل.
من جهته، قام الجيش الإسرائيلي بتقليص حجم قواته في العملية «المحدودة» شرق رفح، حيث انسحب لواء «غفعاتي» في صباح أمس الأحد، من رفح ليعود إلى إسرائيل، وذلك بعد نحو أسبوعين من العلميات العسكرية، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت». ونقل الموقع الإلكتروني عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن «تقليص حجم القوات بغرض الاستراحة وإنعاش الجنود من أجل العودة إلى اللياقة». كما أعلنت مصادر إسرائيلية عن مقتل جندي إسرائيلي متأثراً في إصابته الأسبوع الماضي في بيت حانون.
يأتي ذلك، فيما وسّع الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية والبرية، أمس الأحد، على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وذلك مع دخول الحرب على غزة يومها ال233، وسط اشتباكات في محاور التوغل ومعارك محتدمة في جباليا. وبعد ساعات قليلة من إعلانها أسر جنود إسرائيليين، عرضت كتائب «القسام»، مشاهد من تصدي مقاتليها لآليات وجنود الجيش الإسرائيلي في محاور التقدم بمخيم جباليا. وكانت «القسام» أعلنت ليل السبت – الأحد، تنفيذ عملية مركبة شمال قطاع غزة، حيث «تمكنوا من الاشتباك مع أفراد قوة إسرائيلية، وأوقعوا جميع أفرادها بين قتيل وجريح وأسير». ونشرت «القسام» مقطع فيديو أظهر آثار هذه العملية المركبة. في حين نفى الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب عبر قناته على «تلغرام» فجر أمس الأحد، أن تكون قد تعرضت قواته إلى أي حادث تم فيه اختطاف جنود.
من جهة أخرى، بدأت شاحنات مساعدات آتية من مصر، أمس الأحد، الدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين إسرائيل والقطاع، بحسب ما أوردت قناة «القاهرة الإخبارية». وبحسب القناة، انطلقت «200 شاحنة» تحمل مساعدات إنسانية من الجانب المصري لمعبر رفح مع غزة، إلى كرم أبو سالم. وأشارت إلى أن القافلة تتضمن «أربع شاحنات تحمل وقوداً».
إلى ذلك، أعلن الجيش الأمريكي ليل السبت أن أربع سفن تابعة له تدعم عمل الرصيف العائم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، جنحت وسط الأمواج العاتية وأن جهود سحبها جارية. وقالت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي (سنتكوم) في بيان «انفلتت السفن من مراسيها، وترسو سفينتان الآن على الشاطئ قرب الرصيف. أما السفينتان الثالثة والرابعة فترسوان على ساحل إسرائيل قرب عسقلان». وأضافت «لن يدخل أي أفراد أمريكيين إلى غزة. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات وسيظل الرصيف يعمل بكامل طاقته». (وكالات)