متابعة: علي نجم

لم يكن بلوغ فريق الوصل القمة، وتحقيق الثنائية الثانية في تاريخه ضربة حظ، بل هناك قرارات وتفاصيل ومواقف بعضها «يُحكى» وبعضها الآخر، سيبقى طي الكتمان.

وخلف كل قصة نجاح، لا بد أن يكون هناك رجال كان قرارهم منذ تولي المسؤولية إعادة البريق والأضواء إلى القلعة الصفراء، إسعاد الجماهير، وبلوغ درجات النجاح التي تليق بالنادي وسمعته، وقبل كل ذلك رد الجميل لرجل الوصل الأول الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيس النادي، ومن ثم الجماهير الوفية» التي لم تبخل يوماً بالوقوف خلف الفريق.

تبدأ قصة النجاح في إبريل عام 2023 مع انتهاء الموسم الماضي، عندما قررت إدارة الوصل عدم تجديد الثقة بالمدرب الأرجنتيني بيتزي، رغم مستوى «الإمبراطور» تحت قيادته، وعدّ البعض القرار غريباً بعدما حل الفريق رابعاً في الدوري، لكن الإدارة كانت على قناعة بأن المدرب الأرجنتيني ليس صاحب الشخصية الذي يمكن أن يقود الفريق للنجاح.

وضعت إدارة النادي لائحة من 10 مدربين كانت تشتمل على الصربي نيكوليتش مدرب شباب الأهلي، قبل أن تتقلص إلى لائحة مصغرة تتضمن كل من الصربي ميلوش والبرتغالي باولو بينتو مدرب منتخبنا الوطني حالياً والبرتغالي كاسترو.

تلك القائمة شهدت شداً وجذباً، واختلافاً في الآراء داخل مجلس الإدارة، خاصة أن البعض كان يرغب بإعادة الأرجنتيني رودولفو اروابارينا.

أحمد الطنيجي نائب رئيس شركة الوصل لكرة القدم تحدث ل«الخليج الرياضي» عن كل شيء وعن سر ثنائية الدوري والكأس في حوار هنا نصه:

* المدرب الصربي ميلوش صاحب فضل كبير في إنجاز عودة الوصل إلى منصات التتويج كيف تم التعاقد معه؟

– عقدت أنا وعمر سلطان 3 اجتماعات مع المدرب ميلوش، ووصلنا إلى قناعة أنه الأنسب لقيادة الفريق، نعم كان هناك تخوف داخل مجلس الإدارة من تحويل المدرسة التدريبية من اللاتينية إلى الأوروبية، لكن بعد 3 جلسات قدم ميلوش تقييماً شاملاً عن الفريق، والإيجابيات والسلبيات،وقد لمسنا لديه الحماس والشخصية والطموح، إلى جانب عامل السن، باعتباره مدرباً شاباً مع تجارب جيدة، وورغبة لتحقيق المزيد من النجاح، وقد كان واضحاً منذ اليوم الأول في المؤتمر الصحفي بأنه سيكمل ما بدأه الأرجنتيني ولن يدخل الفيل إلى داخل الغرفة.

تجديد الثقة

* أقدمتم على تجديد عقد ميلوش في منتصف الموسم وقبل بلوغ عتبة النجاح بتحقيق الثنائية لماذا؟

– الثقة بقيمة ودور وعمل المدرب جعلنا نتخذ قرار تمديد عقده، نحن نمتلك مدرباً يريد النجاح ويملك الطموح، ومدرب يحضر إلى النادي في الساعة الثانية ظهراً، حتى يجهز التدريبات، ويقوم بالتحليل الفني مع الطاقم المساعد، دون أن ننسى أجواء الفريق في الملعب، وداخل غرفة الملابس، ووحدة الرؤية والهدف لدى المجموعة إدارة وجهاز فني ولاعبين، أضف إلى ذلك أنه قام بتطوير مستوى اللاعبين.

رحلة نحو الدرع

* كيف كانت رحلة الوصل نحو درع الدوري؟

– الهدف والتركيز كان لعب كل مباراة على حدة، ولا نفكر بالمنافسة أو الصراع أو المراكز، كان الهدف أن نتجاوز المباريات جولة بعد أخرى.

* لكن الشكوك حامت حول الفريق بعد التعادل المخيب مع خورفكان، ومن ثم مع عجمان؟

– صحيح، كانت الفترة الأصعب، واجهنا الكثير من الضغوط، بدأ التشكيك في الفريق، واللاعبين والمدرب والجهاز الإداري، لكن أؤكد لك اليوم، أن «الصفعة» التي حصلت كانت إنذاراً أصفر للفريق، قمنا كجهاز إداري ومشرف على الفريق بدور كبير، لم نفقد الثقة بعناصر الفريق ولا بدور المدرب، وقد تجاوزنا تلك المرحلة بالثقة والتكاتف، لتبدأ بعدها رحلة التألق بتحقيق سلسلة الانتصارات التي عززت موقفنا في الصدارة مع نهاية مرحلة الذهاب، وقبل توقف الدوري بسبب المشاركة الآسيوية.

صفقة دفاعية

* في الميركاتو الشتوي، قمتم بخطوة غريبة، لكن جريئة عبر التعاقد مع المدافع الكوري جونغ.

– تظهر على وجه الطنيجي علامات الارتياح والسعادة، عندما يصل الحوار إلى ملف اللاعب الكوري، يرتشف القهوة، قبل أن يسرد التفاصيل بالقول: كل الكلام كان يدور عن حاجة الفريق إلى لاعب ظهير، وإلى أهمية التعاقد مع ظهير، لكن بالنقاش مع المدرب ومن خلال كل التفاصيل والرصد والإحصاء كان القرار بالتعاقد مع مدافع، يكون شريكاً مع سفيان بوفتيني في قلب الدفاع، وتم اختيار اللاعب جونغ الذي كان في قائمة اللاعبين الذين يمكن أن نتعاقد معهم مستقبلاً، تفاوضنا مع مدير أعماله، وتحدثنا مع اللاعب الذي كان مع منتخب بلاده في الدوحة عبر «الفيديو كول» وتوصلنا إلى اتفاق.

* يقال إن أحد الأندية دخل على خط التعاقد معه.

– نعم، كان هناك تنافس كبير مع أحد أندية الدولة الذي عرض مبلغاً مالياً أكبر على اللاعب لكن الاتفاق كان قد تم بيننا وبين اللاعب وفق «اتفاق جنتلمان»، حينها غادر ماجد الحمادي إلى الدوحة، ليوقع اللاعب على العقد، بينما تم توقيع العقد من قبل النادي عقب وصول اللاعب إلى الدولة والخضوع للفحص الطبي.

* تميز فريق الوصل خلال رحلته في الدوري بتنوع مصادر التهديف رغم امتلاك الفريق في قائمته هداف بقيمة وقامة السويسري هاريس الذي تختلف الآراء حول مدى تأثيره في الوصل.

– هاريس أحد أبرز المهاجمين في الدوري، ليس على صعيد الأرقام، بل قياساً إلى قيمته، ودوره، وتأثيره في الفريق، هناك قناعة تامة لدينا باللاعب السويسري، تأثيره إيجابي للغاية داخل الملعب، وداخل غرفة الملابس، كما أنه يقوم بالأدوار التي يحددها له المدرب ما جعل الفريق اليوم صاحب أقوى خط هجوم في الدوري، وهو قبل كل شيء لاعب محترف بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

* قبل نهائي الكأس أمام النصر خسرتم بالأربعة أمام الوحدة في الدوري كيف عالجتم الأمر؟

– الخسارة كانت قاسية، ولأنها حصلت قبل الأمتار الأخيرة، وقبل نهائي الكأس، وقبل سلسلة من المباريات الكبيرة التي تنتظر الفريق في المراحل الأخيرة، كان هناك تخوف، وكان لأحمد بن شعفار رئيس مجلس الإدارة دور مميز عقب تلك الخسارة، حيث دخل غرفة الملابس ودعا اللاعبين إلى نسيان لقاء الوحدة،وطي صفحة الدوري، والتفكير في مباراة الفريق التالية أمام النصر في نهائي الكأس، لأنها الأهم والأكثر قيمة والفوز بها يمثل الحصول على بطولة ولقب غال.

* الفوز بلقب الكأس بعد 17 عاماً من الغياب خفف عنكم الضغوط.

– نعم أوافق على تلك الخلاصة، خاصة أن تحقيق الهدف الكبير بنيل لقب غال مثل بطولة كأس صاحب السموّ رئيس الدولة أسعد الجماهير وأعاد الأمجاد إلى النادي من جديد بعد قرابة عقدين من الغياب.

تحية خاصة من أحمد بن راشد لجمهور الوصل

قال الطنيجي: اللحظة الأجمل التي ستبقى خالدة في الذاكرة، تتمثل في لقاء سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيس النادي وتسليم الكأس إلى سموه، حيث كان سعيداً ونظر بتمعن إلى الكأس، ووجه لنا كلاماً تحفيزياً، بأن جماهير الوصل هي سر النجاح، وبأن الحضور الكبير في ملعب هزاع بن زايد، بعد الخسارة الكبيرة من الوحدة كان مفاجأة بالنسبة لسموه.

وتابع: الفريق نجح بفضل فريق العمل كاملاً، دون أن ننسى الدور الإيجابي والمؤثر لكل من عيسى علي وماجد الحمادي.

رسائل شكر

حرص أحمد الطنيجي على توجيه رسائل شكر وثناء إلى سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي، وإلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وإلى سمو الشيخ أحمد بن راشد رئيس نادي الوصل.

وخص الطنيجي بالشكر أيضاً كلاً من عبد الله المنصوري مدير مكتب دبي في لندن، وسعيد جابر الحربي، ومحمد سعيد الشحي، وزهير بخيت، إلى جانب عيسى علي وماجد الحمادي وأحمد تاتان سكرتير الفريق.

واقعة طريفة مع أول حكم أجنبي للوصل

كشف أحمد الطنيجي أن النادي قرر استقدام طاقم تحكيم أجنبي لقيادة مباراة الوصل واتحاد كلباء ذهاباً، وذلك بسبب الحرص على عدم نيل لاعبي الإمبراطور البطاقات الملونة، خاصة أن مواجهة كلباء كانت قبل لقاء شباب الأهلي، غير أن ما حصل كان طريفاً، إذ أن أول لاعب نال بطاقة صفراء كان نجم الفريق ليما وبالتالي غاب عن مباراة شباب الأهلي.

ومضى يقول:أما قرار الاستعانة بالحكام الأجانب في آخر 4 مباريات، فقد كان القرار عن قناعة منّا بأن الحكم الأجنبي لن يتأثر بحسابات المنافسة، خاصة أن المباريات الأخيرة كانت ستكون هي الحاسمة لتحديد هوية البطل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version