«الخليج» – وكالات

في مطلع ديسمبر 2022 العام الذي اندلعت فيه الحرب الروسية الأوكرانية، فرضت كبرى اقتصادات العالم، إلى ما يربو على 16,500 عقوبة على روسيا، كان الهدف الرئيسي منها هو تقويض الأموال و صناعة النفط الروسية، إلا أن أن الاقتصاد الروسي لم يتلقّ ضربة موجعة بالقدر المتوقع، حيث مكنه ما يسمى «أسطول الظل» بتجاوز هذه العراقيل الاقتصادية ومواصلة النمو.

إلا أن الولايات المتحدة وحلفاء لها أعلنوا مؤخراً دراسة فرض عقوبات إضافية تتحرك بشكل أكبر لزيادة كلفة استخدام روسيا لأسطول ظل والذي يعتبر يدها الضاربة وسر صمودها للتهرب من سقف حددته مجموعة الدول السبع لسعر النفط الروسي.

ورداً على هذه التقارير، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس، إن الخطط الأمريكية لكبح عمليات ناقلات النفط الروسية المعروفة باسم «أسطول الظل» غير مقبولة.

  • ماهو أسطول الظل الروسي

استعد الروس سلفاً لمعركة كسر العظام بينهم وبين الغرب، حيث حشدت الدببة الروسية بهدوء منذ عام الحرب أكثر من 100 ناقلة قديمة لنقل النفط الخام، اشترت هي بعضها، فيما أكدت تقارير غربية أن مشغلين مرتبطين بها أمدوها ب29 ناقلة نفط عملاقة، كل منها قادرة على حمل أكثر من مليوني برميل.

وبحسب التقارير الغربية، فإن تلك السفن اسخدمت منذ ذلك الحين لنقل النفط من روسيا إلى المشترين الرئيسيين مثل تركيا والهند والصين، مع البقاء بعيداً عن متناول العقوبات التي لا يزال تنفيذها غير مثالي.

وتشير المعلومات إلى أن روسيا وسعت أسطولها أيضاً بأكثر من 30 ناقلة من طراز «سويز ماكس»، بمقدور كل منها حمل نحو مليون برميل نفط، إضافة إلى 49 ناقلة من طراز أفراماكس يمكنها نقل حوالي 700 ألف برميل.

وحسب تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية صدر في عام 2020، فإن الناقلات التي تتبع «أسطول الظل» تقوم بتغيير الأعلام التي تحملها، وإيقاف تشغيل أجهزة الإرسال حتى لا يتم تتبعها، أو حتى إرسال إشارات خادعة، إضافة إلى القيام بتبادل النفط في البحر.

وأضاف التقرير أن بعض هذه الناقلات تقوم بتغيير اسم السفينة، وتعمد إلى استخدام أسماء شركات وهمية، أو تزوير المستندات لإخفاء ملكية الناقلة التي تُبحر عادة من دون أي تأمين حقيقي عليها، حيث تهدف من خلال كل هذه الترتيبات إلى البقاء بعيداً عن متناول هيئات إنفاذ القانون البحري.

وقدّرت شركة الذكاء الاصطناعي البحري «ويندوارد» في أواخر سنة 2023 أن «أسطول الظل» الروسي يتكون من نحو 1400 إلى 1800 سفينة، وهو ما يعادل خُمس تجارة النفط العالمية، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأمريكية.

  • كيف ساعد روسيا

وبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ عام 2023، فإن طرق التفاف روسيا على العقوبات الغربية عززت أعمال عشرات التجار وشركات الشحن الذين يصعب تعقبهم، في قت يبلغ ما يتقاضونه 11 مليار دولار سنوياً من عائدات موسكو من النفط بين وقت مغادرة النفط روسيا وحتى وصوله إلى المشترين.

وبحسب تقارير غربية فإن «أسطول الظل» أتاح لروسيا حتى الآن تخفيف تأثير العقوبات على مبيعاتها النفطي ففي الربع الأول من سنة 2024، ارتفعت عائدات الدولة الروسية من النفط بنسبة 79 في المئة عن العام السابق. وفُسر ذلك بأنه ناتج من مزيج من ارتفاع الضرائب على شركات النفط، إضافة إلى زيادة الصادرات.

وقدرت «رويترز» أن تتضاعف تقريباً عائدات روسيا من النفط والغاز في إبريل/نيسان 2024 عما كانت عليه في العام السابق لتصل إلى 14 مليار دولار بفضل ارتفاع الأسعار. ومع أن سعر خام الأورال في السوق اقترب من سقف ال 60 دولاراً في ديسمبر/كانون الأول 2022، فإنه ارتفع إلى نحو 80 دولاراً في سبتمبر/أيلول 2023 وبلغ نحو 75 دولاراً في نهاية إبريل/نيسان 2024.

ويشير ذلك إلى فشل مفهوم سقف الأسعار بأكمله أي السماح للبلدان بالشراء بسعر دون 60 دولاراً عن طريق آليات شحن مشروعة ومؤمنة لأن سعر السوق أعلى من السقف.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version