وهاجم المسلح ستورزنبرجر طعناً بالسكين وكذلك ضابط شرطة كان موجوداً لتأمين الفعالية، وعدداً من المشاركين، قبل إطلاق النار عليه ثم وفاته لاحقاً متأثراً بإصابته.
الهجوم الذي وقع اليوم الجمعة، في مدينة مانهايم جنوب غربي ألمانيا، واستهدف على ما يبدو الناشط المتطرف ستورزنبرجر، الذي يصف نفسه دائماً بأنه داعية محاربة «أسلمة أوروبا».
وتعرف الحركة اليمينية المتطرفة التي يتزعمها الناشط الألماني باسم (BPE)، وسرعان ما تم وصف الحادث ضدها بأنه «إرهابي».
اللافت أنه قبل الهجوم مباشرة كان ستورزنبرجر (59 عاماً) يتوقع اندلاع أعمال عنف، حيث قال للمشاركين: «كيف سيهدأ الحدث إذا كان هناك احتمال بأن تتحول الأمور إلى أعمال عنف».
من هو مايكل ستورزنبرجر؟
ولد مايكل يوهانس ستورزنبرجر في عام 1964 في باد كيسينجن بألمانيا، ودرس العلوم السياسية والتاريخ في جامعة لودفيغ ماكسيميليانز في ميونيخ، لكنه لم يكمل دراسته وعمل بعد ذلك صحفياً، من بين أمور أخرى، ومنها مراسلاً رياضياً لصحيفة بايرن جورنال على قناة RTL، كما كان أيضاً المتحدث الصحفي باسم الاتحاد الاجتماعي المسيحي في ميونيخ، ثم نشط في الحركة المدنية باكس أوروبا (BPE) و«حركة الأوروبيين الوطنيين ضد أسلمة الغرب (بيجيدا)»
وأُدين ستورزنبرجر قانونياً مرتين، الأولى بتهمة إهانة ضابط شرطة، ومرة بتهمة التحريض على التعاليم الدينية وتشويه سمعتها، ثم خاض معركة لإثبات أنه لا ينتمي للتطرف اليميني، واختفى توصيفه بعد ذلك باعتبار أنه ينتمي لمنظمة متطرفة.
وينتمي ستورزنبرجر لحركة «Bürgerbewegung Pax Europe»، وهي مجموعة يمينية تم تشكيلها في عام 2008 من اندماج مجموعتين سابقتين، وتصف نفسها بأنها «منظمة لحقوق الإنسان» تنشط ضد ما وصفته بـ«الأسلمة» في ألمانيا.
واشتهر بناشطه المعادي للهجرة، وقال خلال فعاليات سابقة «إن 70 في المئة من طالبي اللجوء السياسي هنا هم لاجئون اقتصاديون.. لا نريد أن نبقى صامتين حول هذا الوضع بعد الآن». وأضاف: «لا نريد سيلاً من طالبي اللجوء، لا نريد «الأسلمة»»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية.
وظهر ستورزنبرجر متحدثاً رئيسياً في فعاليات جماعته اليمينية، كما قاد حملات إعلامية مكثفة ضد الهجرة، وخصوصاً المسلمين، وينتقد على نطاق واسع بسعيه إلى إلغاء الحرية الدينية للمسلمين في ألمانيا، والمقدرة أعدادهم بين ثلاثة وأربعة ملايين، كما ينشط عبر قناته بمنصة يوتيوب، والتي كثيراً ما رُصد خلالها وهو يخلط ما بين الإسلام والإرهاب.
ومع انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية الحالية، انحاز بشكل واضح للجانب الأوكراني ضد القوات الروسية، معتبراً أن القتال ضدها معركة من أجل الحرية، فيما قال منتقدوه إنه يسعى إلى استغلال هذه الحرب لاكتساب شرعية وجماهيرية لحركته المتطرفة.
- اليمين المتطرف في ألمانيا
وارتفعت مؤخراً معدلات الكيانات اليمينية المتطرفة في ألمانيا، والتي يتقدمها حزب «البديل من أجل ألمانيا»، حيث أخذت تطفو على الساحة بعد أن أصبحت ألمانيا وجهة رئيسية للاجئين، خاصة منذ عام 2015 عندما فتحت المستشارة أنجيلا ميركل- التي أعلنت في عام 2017 أن الإسلام «ليس مصدر الإرهاب»- حدود البلاد لأكثر من مليون طالب لجوء.
وأدى ذلك إلى نمو الجماعات المناهضة للهجرة مثل BPE، التي تأسست في عام 2008، وبيجيدا، وهي منظمة تأسست في دريسدن في عام 2014، وقد استفاد حزب البديل من أجل ألمانيا من مخاوف زيادة أعداد المهاجرين، وجعل الرسائل المناهضة للإسلام والهجرة حجر الزاوية في حملاته.
وفي عام 2017، تعهد مؤسس الحزب، ألكسندر جاولاند، صراحةً بمحاربة «غزو الأجانب»، وقد انتقده المعلقون الوسطيون واليساريون. لكن شعبية الحزب نمت بسرعة- فقد حقق الحزب نجاحاً كبيراً في انتخابات الولاية الألمانية في أكتوبر/تشرين الأول، حيث فاز بأكبر حصة من الأصوات على الإطلاق في ولاية هيسن القوية وحصل على نسبة كبيرة من الأصوات في بافاريا.