واصلت إسرائيل، أمس الجمعة، حربها الوحشية على قطاع غزة، وشنت طائرات غارات على مناطق متفرقة من القطاع، ووسعت توغلها في مدينة رفح، بالتزامن مع سحب قواتها من جباليا شمال القطاع بعد أن سوّت معظم أنحاء المنطقة بالأرض، في وقت أعلنت الأمم المتحدة أن المساعدة الإنسانية التي يسمح بإدخالها إلى قطاع غزة لا تصل إلى السكان، متهمةً السلطات الإسرائيلية بعدم الإيفاء «بواجباتها القانونية»، في حين حذّرت «الأونروا» من اكتظاظ مخيمات النازحين بغزة ونقص اللقاحات والأدوية.

وواصل الجيش الإسرائيلي حربه على غزة، لليوم ال 238 على التوالي، إذ شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، إضافةً إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي بفعل الحصار ونزوح مئات الآلاف من سكان القطاع.

وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات ومدفعية الجيش الإسرائيلي كثفت غاراتها وقصفها العنيف، أمس الجمعة، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، واستهدفت منازل وتجمعات ومراكز إيواء النازحين وشوارع وساحات عمومية، موقعة عشرات القتلى والجرحى. وأضافت المصادر أن القوات الإسرائيلية تواصل اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح وسط قصف جوي ومدفعي واقتراف مجازر مروعة.

وأعلنت وزارة الصحة بغزة «سقوط 60 قتيلاً و280 مصاباً خلال الساعات الماضية، في 5 مجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد عائلات في القطاع، ما يرفع حصيلة الضحايا إلى 36284 قتيلاً و 82057 مصاباً منذ 7 أكتوبر الماضي. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية استناداً لصور أقمار صناعية أنّ الجيش الإسرائيلي بدأ التوغل في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في رفح.

وادعى الجيش الإسرائيلي أن قواته أنهت عملياتها في منطقة جباليا بشمال غزة بعد أن دمرت أنفاقاً بطول 10 كيلومترات خلال قتال عنيف استمر 20 يوماً ونفذت خلاله أكثر من 200 ضربة جوية.

وبرر الجيش انسحاب قواته بأنها أكملت عمليتها وتستعد لعمليات أخرى في غزة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة، أنّ جنديين آخرين قتلا وأصيب ضابط بجروح في المعارك الدائرة في قطاع غزة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس الجمعة: إنه تم اكتشاف أعداد كبيرة من جثث القتلى بعد انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من مناطق توغلت فيها شمالي قطاع غزة.

من جهة أخرى، قال ينس لاركي، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) خلال المؤتمر الصحفي الاعتيادي للمنظمة الدولية في جنيف أمس الجمعة: إن «المساعدة التي تدخل لا تصل إلى السكان وهذه مشكلة كبرى».

وأضاف:«إننا بحاجة بالتالي إلى مساعدة إضافية»، مشيراً بصورة خاصة إلى «سلوك السلطات الإسرائيلية عند معبر كرم أبو سالم»، نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات وخصوصاً بعدما أغلق الجيش معبر رفح مع مصر عند دخول قواته المدينة في السابع من مايو. وأردف لاركي: «نواصل التشديد على أن واجب السلطات الإسرائيلية عملاً بالقانون والقاضي بتسهيل المساعدة لا يتوقف عند الحدود».

وتابع أن «هذا الواجب لا يتوقف عندما تعبر الشاحنات الحدود ببضعة أمتار فتغادرون في الاتجاه الآخر وتتركون العاملين الإنسانيين يعبرون مناطق المعارك النشطة للوصول إليها، وهو أمر لا يمكنهم القيام به». وذكر المتحدث: «إننا بحاجة إلى وصول آمن وبلا عقبات للتوجه إلى نقطة إيداع المساعدات حتى نتمكن من تسلمها ونقلها إلى الناس».

إلى ذلك، حذّرت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة، من أن اكتظاظ مخيمات النازحين بقطاع غزة ونقص النظافة، يزيدان من انتشار الأمراض المعدية، في ظل نقص الأدوية.

وقالت الوكالة الأممية في منشور على منصة «إكس»: إنّ «اللقاحات والأدوية بالقطاع غير كافية، وإنّ اكتظاظ مخيمات النزوح ونقص النظافة يزيدان من انتشار الأمراض المعدية». وأشارت إلى أن «هناك حاجة ماسة لوصول آمن وغير مقيد لفرق الإغاثة والمساعدات».(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version