خان يونس – أ ف ب
في ملعب رملي أقيم في منطقة المواصي في خان يونس جنوبي قطاع غزة، يركل أطفال فلسطينيون حفاة الكرة بحماسة في محاولة للتقليل من وطأة الحرب المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر.
وقال المدرب مؤيد أبو عفش الذي أطلق مبادرة تدريب الأطفال: «الساعتان اللتان يقضيهما الأطفال هنا تجعلهم يشعرون بأنهم غابوا عن الخوف والقصف، وينسون أنهم معرضون لخطر الحرب».
أما خالد الأخرس الذي كان أولاده الثلاثة يركضون على الرمال فقال: «أكيد في خوف، لا يوجد أمان في غزة».
وأضاف الأب: «اعتدنا على العطاء، وأن نمارس هوايتنا وحياتنا الطبيعية حتى لو كانت القذائف فوق رؤوسنا».
وقتل في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أكثر من 36 ألفاً من المدنيين أغلبيتهم أطفال ونساء. وتسبّبت الحرب بدمار هائل، وشردت أغلبية سكان غزة الذين يقدر عددهم بنحو 2.4 مليون نسمة، وتسبّبت بكارثة إنسانية كبرى.
وكان المدرب أبو عفش من بين النازحين، إذ اضطر إلى مغادرة مدينة غزة نحو خان يونس قبل أن يستقر في منطقة المواصي.
ويقول أبو عفش إنه يواجه مصاعب بالغة: «لا توجد ملاعب، لا توجد بنية تحتية ولا أدوات رياضية. بصعوبة حصلت على كرة قدم وصفارة».
– حمى كرة القدم
وتسببت الحرب في قطاع غزة بتعطيل الدراسة التي يحاول سكان غزة تعويضها بمبادرات تعليمية محدودة. وتنظم جهات غير حكومية أنشطة مثل ورش عمل فنية وعروض مهرجين ودمى، لكن الأطفال يمضون معظم وقتهم في الشوارع.
ويرى المدرب، أن «الأولاد لم يجدوا ملجأ، ولا حاضنة سوى الشارع، وهذا أثر على الحالة النفسية والبدنية والاجتماعية».
أما الأطفال الذين ينقسمون إلى فريقين في الملعب فتمثل كرة القدم انتصاراً لهم رغم غياب الإمكانات.
ويقول المدرب: «لا يوجد حتى زي رياضي، الأطفال يأتون حفاة»، ويلعبون على الرمال التي قد يتخللها البلاستيك والزجاج.ويضمن شغف الأطفال بكرة القدم شعبية واسعة لمبادرة أبو عفش.
وفي أواخر إبريل/ نيسان الماضي، وبينما كان هناك تهديد إسرائيلي بشن هجوم واسع النطاق على رفح، حيث لجأ أكثر من مليون شخص، كان الاهتمام بكرة القدم واضحاً بشكل كبير.وتجمع حينها عشرات الشبان في أحد المقاهي لمشاهدة مباراة الدوري الإسباني بين برشلونة وريال مدريد.
كان وطن أحمد بين الحشد يرتدي قميص يوفنتوس. وقال: «انظروا إلى هؤلاء الناس، كلهم منهكون، فقدوا جميعاً أحد أفراد أسرهم، أو أحد أقاربهم. لكننا نريد أن نبقى سعداء، والأشياء البسيطة في الحياة تجعلنا سعداء».





