خاص

الثراء – تعبيرية

يمثل “المليونيرات العصاميون” فئة نادرة ومميزة من عالم الثراء، فهؤلاء ليسوا مجرد أثرياء عاديين، بل أشخاص استطاعوا بناء إمبراطورياتهم المالية من الصفر، وسط تحديات وتضحيات وقرارات صعبة، ساهمت بتحقيقهم لما يعرف بـ “النجاح العصامي”، الذي يتطلب مهارات وصفات شخصية استثنائية، تعكس قدرة الإنسان على تحقيق ما قد يبدو مستحيلاً.

ويتبنى “المليونيرات العصاميون” نهجاً مالياً مختلفاً عن الكثير من الأثرياء، حيث يتميز هذا النهج بالحكمة ويعتمد على عادات غير تقليدية، تبرز نمط حياتهم المميز، الذي غالباً ما يكون مصدراً لإلهام الآخرين، فهم يتجهون نحو الاستثمار الذكي الذي يضمن الاستمرارية والنمو، ويرفضون مظاهر الثراء المفرط، ويتجنبون الإسراف في الإنفاق، فـ “المليونيرات العصاميون” يرفضون إنفاق الأموال على الكثير من الأمور التي يرى الناس العاديون أنها أشياء تستحق ثمنها.

وبحسب تقرير نشرته “CNBC” واطلع عليه موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، فإنه من السهل على الناس، تخيل ما الذي سوف يشترونه لأنفسهم في حال أصبحوا أغنياء.

ومع ذلك فإنه عندما يتحدث شخص ما مع “المليونيرات العصاميين”، يدرك جيداً أن لا أحد يكسب مليون دولار أو يحتفظ به، عن طريق الإسراف في الصرف ودون دراسة، فأصحاب الملايين الفعليين يعتبرون أن التوفير أمر أقرب إلى تحدي الذات، حيث من الممتع حقاً، أن يكون الشخص قادراً على شراء شيء ما ثم يختار عدم القيام بذلك.

وتوضح إجابات 5 من أصحاب الملايين العصاميين لـ “CNBC” أنهم لا ينفقون المال أبداً على الأمور التالية:  

موضة سريعة

يحافظ “المليونيرات العصاميون” على ميزانية منخفضة للملابس، فهم لا يفكرون بشراء ثياب جديدة، إلا عندما تتعرض الثياب القديمة للاهتراء بفعل مرور الزمن، وهم يمتلكون خزانة صغيرة تحتوي على ملابس بسيطة وخالدة.

وتعتمد سياسة ارتداء الملابس لدى المليونيرات العصاميين على القواعد التالية: سروال جينز مع تي شيرت أو بولو في الأيام العادية، وبدلة مع ربطة عنق في المناسبات الرسمية، حيث تسمح هذه القاعدة بتجنب إغراء الإنفاق على الملابس الجديدة البراقة أو الأزياء الرخيصة.

الضمانات الممتدة

الضمان الممتد هو أحد أشكال بوليصة التأمين التي تغطي تكاليف الإصلاح بعد انتهاء ضمان الشركة المصنعة أو بائع التجزئة لجهاز ما، ويرى “المليونيرات العصاميون”، أن النجاح المهني والاستثمار بحكمة والعيش بشكل مقتصد، يمنعهم منعاً باتاً من الإنفاق على “الضمانات الممتدة” على الأجهزة المنزلية والإلكترونيات من المتاجر الكبيرة، ويعتبرونه مجرد ربح إضافي للمتجر، وبدلاً من دفع ثمن بوليصة “الضمان الممتد”، يقوم هؤلاء بوضع القليل من المال في صندوق الطوارئ الخاص بهم كل شهر، لتغطية الإصلاحات التي قد تحصل، ليكون لديهم الأموال اللازمة في حال حدوث أي عطل.

مشروبات باهظة الثمن

يرفض بعض “المليونيرات العصاميون” شراء مشروبات باهظة الثمن، وخصوصاً المشروبات الروحية، فهؤلاء يتخذون نهجاً مقتصداً عندما يتعلق الأمر بهذا الشأن، ويعتبرون أن إنفاق الكثير من المال على شيء لن يدوم، هو ببساطة مضيعة للوقت وخسارة للثروة.

ملابس رياضة

يرفض الكثير من “المليونيرات العصاميون”، إنفاق أموالهم على شراء ملابس مصممة للتمارين الرياضية، فرغم أن صالات الألعاب الرياضية التي يذهب إليها هؤلاء المليونيرات تكون أحياناً أشبه بصالات لعرض الأزياء أكثر من كونها مكاناً للياقة البدنية، إلا أنهم يرتدون ملابس عادية جداً ولا يأبهون لأي أمر آخر.

الخروج ليلاً مع الأصدقاء

نادراً ما ينفق “المليونيرات العصاميون” أموالهم، على نشاطات كالخروج ليلاً مع الأصدقاء للذهاب إلى المطاعم أو إلى السينما، فطريقة تفكيرهم تجعلهم يتجهون للقيام بنشاطات يمكن أن تدر دخلاً مالياً لهم.

حياة مختلفة

قال خبير الاستثمار الدولي يسري الشرقاوي في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن حياة “المليونيرات العصاميين” تختلف بشكل كلي وجزئي عن حياة الأثرياء، القادمين الى عالم الثراء بشكل مفاجئ أو نتيجة بعض الصفقات، فالمليونيرات العصاميون، قادمون من حياة اجتماعية صعبة، كانوا فيها يبنون مستقبلهم، وهم دوما يتطلعون للاستمتاع بالحياة، من خلال تحقيق النجاحات والتوسع في المشروعات، الأمر الذي يستلزم العديد من الدراسات والمشاورات والمناقشات، ولذلك فهم لا ينتبهون اطلاقاً الى ما يشغل بال أصحاب الثراء الفاحش والسريع.

ويكشف الشرقاوي وهو رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن ما يشغل بالـ”المليونيرات العصاميين”، هو كثرة السفر والترحال ما بين المعارض والمنتديات، للبحث عن فرص استثمارية جديدة وخصوصاً في بعض القطاعات الإنتاجية مثل صناعة السيارات والآليات، والمعدات والدواء والغذاء والزراعة، مشيراً إلى أن “المليونيرات العصاميين” يعملون ضمن دورات عمل معقدة للغاية، وربما لا يجدون الوقت الكافي للاستمتاع بالملذات التي يخصص لها أصحاب الثراء السريع الكثير من أوقاتهم، فالعصامي يضع هدفاً ومن ثم يخصص كامل وقته للعمل على تحقيق هذا الهدف.

وبحسب  الشرقاوي فإن المليونيرات العصاميين يتبعون إيديولوجية، تقوم على عدم المبالغة في الرفاهية وعلى عدم استغلال عوائد الأموال، بأمور قد لا يكون لها مردود على الصعيد المعنوي والنفسي والمادي.

فمثلاً يوجد الكثير من المليونيرات العصاميين، الذين يفضلون استخدام سيارة متينة قادرة على تأمين تناقلاتهم بسلامة، دون إعطاء الأولوية للشكل أو حتى موديل طرح الطراز، فالمهم بالنسبة لهؤلاء هو اختيار منتج يساعدهم على اتمام اعمالهم، بعيداً عن مظاهر البذخ التي ليس لها اي مردود مادي أو معنوي بالنسبة لهم.

أسباب نفسية

من جهتها تقول المحللة النفسية والأستاذة الجامعية رندة شليطا، في حديث لوقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن هناك عدة أسباب تجعل من موضوع توفير الأموال، أمر ممتعاً بالنسبة للأغنياء العصاميين، ولكن وبشكل عام، فإن هذا الأمر يمنحهم إحساساً بالسيطرة والقوة، ويوفر لهم شعوراً بالإنجاز، دون أن ننسى أن التوفير يشكل جزءاً مهماً من رحلة الأغنياء العصاميين، نحو النجاح المالي وتحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية.

وبحسب شليطا، فإن الأغنياء العصاميين غالباً ما يرون موضوع توفير الأموال ممتعاً للأسباب النفسية التالية:

  • الشغف بالنجاح المالي: لدى الأغنياء العصاميين شغف كبير بتحقيق النجاح المالي وتجربة المتعة والإثارة التي تأتي معه، وهم يرون أن التوفير جزء من المسار نحو النجاح.
  • رغبة في التحكم الكامل: قد يكون لدى الأغنياء العصاميين رغبة في السيطرة الكاملة على مصيرهم المالي، وهذا يتضمن التوفير الفعال لتحقيق الأهداف التي حددوها لأنفسهم.
  • تحدي الذات: الأغنياء العصاميون يعتبرون أن توفير الأموال جزءٌ من تحدي الذات الذي يلعب دوراً رئيسياً في تخطي الحدود الشخصية لتحقيق الأهداف المالية.

وتشرح شليطا أن الأغنياء العصاميين ينتمون الى مجموعة خاصة، تتسابق فيما بينها وتبتعد عن بقية الناس، فهم ليسوا بحاجة لإبراز أنفسهم، ولا لإظهار مظاهر البذخ، عبر ارتداء الملابس الباهظة، أو عبر شراء المشروبات مرتفعة الثمن، أو الذهاب إلى المطاعم الفاخرة، كونهم يعرفون مدى قوتهم المادية، وحجم أموالهم وأصولهم وثرواتهم، وهم أيضاً غير مهتمين للاختلاط بالناس العاديين، في حين يقوم المواطن العادي أو متوسط الحال ببذل مجهود كبير للتشبه بحياة الأغنياء.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version