تواصلت عمليات القصف الإسرائيلي جواً وبراً وبحراً على مختلف أنحاء قطاع غزة، أمس الجمعة، بالتزامن مع دخول الحرب شهرها التاسع، وتركزت عمليات القصف على المخيمات ومراكز الإيواء في وسط القطاع، فيما وسع الجيش الإسرائيلي توغله في رفح، في وقت طالبت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة بتحقيقات في الانتهاكات والهجمات الإسرائيلية ضدها، وبينما جدّد وزير المالية الإسرائيلية المتطرف بتسلئيل سموتريتش مطالبته بإعادة الاستيطان في غزة، أعلنت القيادة الأمريكية الوسطى عن إعادة تشغيل رصيف المساعدات العائم إلى شاطئ غزة بعد إصلاحه.

وأفاد سكان في رفح، أمس الجمعة، بأن الجيش الإسرائيلي يوسّع اجتياحه وقصف المدينة من الجو والبر، بينما حاولت الدبابات التقدم غرباً، وفق ما نقلت عنهم وكالة رويترز، وذلك في ظل غياب أي مؤشر على إحراز تقدم في جهود الوسطاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في حرب غزة. وذكرت تقارير إخبارية أن الجيش الإسرائيلي أكمل سيطرته على محور فيلادلفيا من كرم أبو سالم حتى شاطئ البحر. ودارت أيضاً معارك عنيفة بالأسلحة النارية بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين في رفح. وذكر سكان أن الدبابات، التي تسيطر على الشريط الحدودي مع مصر، شنت عدة ضربات باتجاه غرب ووسط رفح، مما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص الذين حوصروا داخل منازلهم.

واستهدف الجيش الإسرائيلي مخيّمي المغازي والبريج في وسط قطاع غزة، إضافة إلى بلدة القرارة قرب خان يونس ومدينة رفح، وفقاً لمصادر محلية. وقال مسعفون إن القوات الإسرائيلية قامت بتوغلات داخل مخيم البريج، ونشر قناصة في بعض المناطق، بينما شنت قصفاً عنيفاً بالطائرات والدبابات على مخيمين آخرين ومدينة قريبة ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الفلسطينيين. وارتكب الجيش الإسرائيلي 8 مجازر في القطاع، وصل منها للمستشفيات 77 قتيلاً و221 مصاباً خلال الساعات الماضية، ليرتفع بذلك عدد الضحايا إلى 36731 قتيلاً و83530 مصاباً، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة.

من جهة أخرى، طالبت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة، بإجراء تحقيقات في كافة الانتهاكات الإسرائيلية ضدها، بما يشمل الهجمات على مبانيها ومراكزها التي تؤوي نازحين مدنيين. وقالت مديرة الإعلام والتواصل بالأونروا، جولييت توما، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»، ونشرت المنظمة الأممية فحواها على منصة «إكس»، «مرافق الأمم المتحدة محمية بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب أن تكون ملاجئ آمنة للمدنيين». كما طالبت المسؤولة الأممية ب«إجراء تحقيقات في كافة الانتهاكات ضد الأمم المتحدة، بما في ذلك الهجمات على مبانيها».

في غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي أنه أعاد، أمس الجمعة، الرصيف العائم المخصص لإدخال المساعدات إلى شاطئ غزة، بعد أن تعرض هيكله لأضرار بسبب عاصفة وإصلاحه في ميناء اسدود الإسرائيلي. وقالت القيادة العسكرية المركزية (سنتكوم) المسؤولة عن الشرق الأوسط في بيان إنها «نجحت في إعادة الرصيف المؤقت إلى غزة، ما يتيح الاستمرار في توصيل المساعدات الإنسانية التي تشتد حاجة سكان غزة إليها». وأضافت «في الأيام المقبلة، ستقوم القيادة المركزية الأمريكية بتيسير حركة المواد الغذائية الحيوية وغيرها من إمدادات الطوارئ، دعماً للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية».

إلى ذلك، دعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى إعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة، بعد ما يقرب من عقدين على انسحاب إسرائيل من القطاع. وقال في كلمة له أمام سكان من مستوطنة غوش قطيف السابقة، إنه يجب بناء المركز التالي«في غوش قطيف». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version