في عصر أصبح الذكاء الاصطناعي هو النجم الأبرز من الضروري مناقشة كل المفارقات والتحديات المتعلقة به، مثل مفارقة مورافيك Moravec paradox، وهي المقارفة التي تبرز صعوبة أداء المهام التي تبدو بسيطة وبديهية على البشر من قبل الآلات أو تقنيات الذكاء الاصطناعي والعكس صحيح، وهي المفارقة التي أشار إليها هانز مورافيك وعددا من باحثي الذكاء الاصطناعي في الثمانينيات وأصبحت من المفارقات الأساسية في هذا المجال. 

ما هي مفارقة مورافيك

تشير مفارقة مورافيك إلى أن المهام التي تتطلب التفكير العالي والتي تكون صعبة على البشر تحتاج إلى قدر قليل نسبيا من القدرة الحاسوبية للآلات. وعلى العكس من ذلك، فإن المهارات الحركية الحسية البسيطة التي تبدو بديهية للبشر، مثل التعرف على الوجوه أو التنقل في غرفة أو التعامل مع الأشياء، تتطلب موارد حاسوبية ضخمة عند برمجتها في الروبوتات.

وتفسر مفارقة مورافيك ذلك بكون المهارات التي تمثل تحديا كبيرا للذكاء الاصطناعي هي المهارات التي طورتها البشرية على مدى ملايين السنين، بما في ذلك المهارات الحركية الحسية التي أصبحت بديهية بالنسبة للبشر، وذلك على عكس القدرات التي تتطلب التفكير المجرد والمنطقي، وهي القدرات التي تطورت حديثا إلى حد كبير، مما يجعلها أسهل للبرمجة في الآلات لأنها ليست متجذرة بعمق في بنية أدمغتنا العصبية.

أمثلة توضح مفارقة مورافيك Moravec paradox

وللتوضيح، من السهل نسبيا على الذكاء الاصطناعي أن يتفوق في الشطرنج أو يحل مسائل رياضية معقدة، وهي المهام التي تتطلب جهدا عقليا كبيرا من البشر، ومع ذلك، فإن تعليم الروبوتات  أداء مهام بسيطة مثل صعود الدرج بدون التعثر يعتبر تحديا كبيرا، وهو التناقض الذي ينشأ لأن قواعد الشطرنج واضحة ومحددة، بينما المشي يتطلب معالجة في الوقت الحقيقي لعدد لا يحصى من المتغيرات غير المتوقعة، وهو شيء تتعامل معه أدمغة البشر استثنائيا بفضل التكيف التطوري.

تأثير المفارقة على تطوير الذكاء الاصطناعي

التحديات في تطوير الروبوتات

وتؤثر مفارقة مورافيك سلبيا على تطوير الروبوتات، حيث يكون التفاعل المادي مع العالم ضروريا، وعلى الرغم من التقدم في التكنولوجيا، لا تزال الروبوتات تواجه صعوبات في المهام التي تتطلب مهارات حركية دقيقة وسلوكا تكيفيا، وهي مهام يتمكن حتى الأطفال الصغار من أدائها بسهولة.

تقدم الذكاء الاصطناعي

وفيما يمكن الآن للذكاء الاصطناعي التفوق على البشر في مجالات محددة مثل الألعاب أو تحليل البيانات. ومع ذلك، يبقى تحقيق ذكاء شامل أو عام قابل للتكيف يمكنه التعلم وأداء مجموعة واسعة من الأنشطة اليومية أمرا بعيد المنال.

الاتجاهات المستقبلية

ويمثل التحدي المستمر بشأن تطوير الذكاء الاصطناعي هو تطوير تقنيات يمكنها محاكاة السهولة التي يؤدي بها البشر المهام الحركية البسيطة، وهو ما يتطلب ليس فقط تقدما في الأجهزة والخوارزميات، لكنه يتطلب أيضا فهما أعمق لوظائف الدماغ البشري وآليات التعلم، ويمكن أن يؤدي دمج الذكاء الاصطناعي مع رؤى من علم الأعصاب إلى تحقيق اختراقات في إنشاء أنظمة روبوتية أكثر تنوعا وقدرة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version