على الرغم من محاولات الولايات المتحدة لزعزعة استقرار الجيش والاقتصاد الروسي، فإنها تريد بشدة استمرار تشغيل الإنترنت بهذا البلد.اعتمدت استراتيجية الولايات المتحدة لكبح هجوم روسيا على أوكرانيا إلى حد كبير على إضعاف روسيا عسكرياً، من خلال تزويد الأوكرانيين بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، ومن الناحية الاقتصادية من خلال العقوبات.وترى الإدارة الأميركية أن استمرار تدفق خدمات الإنترنت داخل روسيا، يعد إحدى القوى الناعمة لوقف الحرب، إذ إنه يعرقل حملة الدعاية التي يروج لها الكرملين، لاستحضار الدعم المحلي للغزو، إذ يعد الإنترنت أداة حيوية تساعد في تشكيل الرأي العام، وفقاً لما ذكرته “msnbc”، واطلعت عليه “العربية.نت”.

في أواخر الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية رسمياً أنها ستعفي فئة من مزودي خدمات الإنترنت والاتصالات من الجولة الأخيرة من العقوبات الروسية.وتشمل قائمة الشركات المستثناة، شركات الخدمات أو البرامج أو الأجهزة أو التكنولوجيا المتعلقة بـ “تبادل الاتصالات عبر الإنترنت، مثل المراسلة الفورية ومؤتمرات الفيديو والدردشة والبريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية ومشاركة الصور والأفلام والمستندات وتصفح الويب، وخدمات التدوين واستضافة الويب وتسجيل اسم المجال”.وقالت الإدارة الأميركية إنها تقوم بهذه الاستثناءات “لدعم تدفق المعلومات والوصول إلى الإنترنت الذي يوفر وجهات نظر خارجية للشعب الروسي”.وبعبارة أخرى، إبقاء الروس متصلين بالإنترنت والتعلق بالعالم الخارجي، حيث يمكنهم تلقي المعلومات التي تتعارض مع حديث الكرملين، ما يصب في مصلحة الولايات المتحدة والعالم.ويتطابق هذا مع توجيهات جماعات حقوق الإنسان، التي حذرت الإدارة من الجوانب السلبية لقطع وصول الروس إلى الإنترنت.وقالوا إن القيام بذلك قد يسمح للكرملين بإنشاء ما يسمى “splinternet”، أو نسخة مؤممة من الإنترنت يتحكم فيها الكرملين حصرياً ومنفصلة عن البنية التحتية العالمية للإنترنت.في الأسابيع الأولى من الغزو الروسي، كانت هناك تقارير تفيد بأن إدارة بايدن كانت تفكر في حدوث اضطرابات مؤقتة في خدمة الإنترنت الروسية. وحذر البيت الأبيض من الاحتمال الكبير لوقوع هجمات إلكترونية روسية ضد الولايات المتحدة، لذلك هناك دائماً احتمال أن تتراجع إدارة بايدن عن إعفائها من العقوبات أو تتخذ خطوات صارمة لعرقلة الوصول إلى الإنترنت في روسيا.في الوقت الحالي، ترى الإدارة أن هذا الوصول جزء لا يتجزأ من جهودها لوقف الحرب.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version