واصلت إسرائيل، أمس الاثنين، حربها على قطاع غزة لليوم 248، وقصفت طائراتها الحربية ومدفعيتها مناطق مختلفة من القطاع، مستهدفة المناطق المأهولة ومراكز الإيواء للنازحين، مع تركيز كبير على مدينتي دير البلح وسط القطاع، ورفح في جنوبه، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، في وقت أكدت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة، أن الدمار في غزة لا يوصف، ونصف مباني القطاع تم تدميرها، بينما أعلن برنامج الأغذية العالمي عن تعليق توزيع المساعدات من الرصيف البحري قبالة غزة لأسباب أمنية.

ونسف الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من فجر، أمس الاثنين، مربعات سكنية في مناطق التوغل بمدينة رفح، بالتزامن مع سلسلة غارات عنيفة على المدينة، بينما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط مستشفى المغازي، والمناطق الشرقية لمخيم المغازي والبريج، ومنازل في مخيم البريج، وفي حي الشجاعية، ما أوقع قتلى وجرحى جلّهم من المدنيين. كما أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية، عشرات القذائف صوب شاطئ مدينة غزة، فيما فتحت مدفعيتها النار تجاه منازل المواطنين في حي تل الهوا، جنوب غرب المدينة، وحي الزيتون، جنوب شرق المدينة. وأعلنت كتائب القسام، أمس الاثنين، تفجير منزل في مخيم الشابورة بمدينة رفح كانت قوة إسرائيلية قد تحصنت في داخله، مؤكدة مقتل وإصابة عدد من الجنود. وارتكب الجيش الإسرائيلي 5 مجازر ضد العائلات الفلسطينية، وصل منها للمستشفيات 40 قتيلاً، و218 مصاباً، خلال الساعات الماضية، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى 37124 قتيلاً، و84712 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

من جهة أخرى، قالت وكالة «الأونروا»، أمس الاثنين، إن الدمار في قطاع غزة لا يوصف ونصف المباني تم تدميرها. وأضافت الوكالة في تغريدة على موقع «إكس»، أن «إزالة الأنقاض في غزة ستحتاج إلى سنوات، والتعافي من الصدمة النفسية الناجمة عن الحرب سيستغرق وقتاً أطول». وأشارت إلى أنه «يجب أن تنتهي هذه المعاناة». ووصف فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة «الأونروا» في وقت سابق، الوضع الإنساني بالقطاع، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية غير مسبوقة منذ أكثر من 8 أشهر، بأنه «شبه ميؤوس منه»، مشيراً إلى ضرورة «مواجهة المجاعة ومواجهة تدهور الوضع في جنوب القطاع».

في غضون ذلك، قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن البرنامج «أوقف مؤقتاً»، توزيع المساعدات الإنسانية من الرصيف الأمريكي العائم قبالة غزة، بسبب مخاوف تتعلق «بسلامة موظفينا». وقالت مديرة البرنامج سيندي ماكين، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأمريكية: «لقد توقفنا مؤقتاً في الوقت الراهن»، كاشفة أن اثنين من مستودعات مؤسستها في غزة تعرضا للقصف، وأصيب أحد الموظفين. وأضافت: «أنا قلقة على سلامة موظفينا بعد حادثة الأمس… اثنان من مستودعاتنا، مجمع المستودعات، تعرضا لقصف صاروخي.. توقفنا في الوقت الراهن (عن العمل)، نريد التأكد من أننا في ظروف آمنة، وعلى أرض آمنة، قبل أن نستأنف العمل. لكن العمل مستمر في باقي أنحاء البلاد. نفعل كل ما في وسعنا في الشمال والجنوب». ولفتت إلى أنه «لهذا السبب، فإن وقف إطلاق النار ضروري. لهذا السبب، نحن بحاجة إلى وقف هذا (القتال) حتى يتسنى تدفق المساعدات من البرنامج الأممي والمنظمات الأخرى إلى غزة على نطاق واسع».

إلى ذلك، سعت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، أمس الاثنين، إلى تبديد ما تعتبره تصورات خاطئة بأن إسرائيل نظمت جزءاً من عمليات إنقاذ الرهائن عبر رصيف الجيش الأمريكي العائم قبالة غزة، مؤكدة عدم صحة ذلك، وعدم مشاركة أي أفراد أمريكيين. غير أن المتحدث باسم «البنتاغون» الميجر الجنرال باتريك رايدر أقرّ بتحليق طائرات هليكوبتر إسرائيلية في منطقة «قريبة» من الرصيف. وأعلن الجيش الأمريكي أن طائرة شحن أمريكية أسقطت أكثر من 10 أطنان مترية من الحصص الغذائية في شمال غزة، أمس الأول الأحد، بعد أن كانت هذه الشحنات معلقة بسبب العمليات الإسرائيلية في المنطقة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، في بيان، إن عملية الإنزال الجوي وفّرت «مساعدة إنسانية منقذة للحياة في شمال غزة». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version