إعداد: معن خليلكانت حركة واحدة من الأرجنتيني ليونيل ميسي مع الأوروجوياني لويس سواريز عندما كانا يلعبان في برشلونة، كفيلة بإثارة الكثير من الجدل، بعدما نفذا أكثر ركلات الجزاء لفتاً للإعجاب، وتتفوق على حركة «بانينكا»؛ وذلك خلال مباراة فريقهما السابق أمام سلتا فيجو في الدوري الإسباني لكرة القدم عام 2016.لم تكن حركة ميسي عندما قام بتمرير ركلة الجزاء إلى زميله سواريز المندفع من الخلف بدلاً من تسديدها في الشباك كما جرت العادة جديدة، فقد سبق أن نفذها بهذا الأسلوب الكثير من اللاعبين قبله، ويقال عنها إنها ركلة الجزاء الأكثر غرابة وجمالاً في كرة القدم، وتسمح بها القوانين في اللعبة.وعرفت الطريقة التي يطلق عليها اسم «الركلة الثنائية» قبل 65 عاماً، لكنها لم تنل شهرتها سوى عندما نفذها الأسطورة الهولندية يوهان كرويف عام 1982 ومن ثم ميسي في 2016.وتعد «بانينكا» أكثر شيوعاً، وهي استمدت شهرتها من مبتكرها اللاعب التشيكي السابق أنطونين بانينكا حين سدد ركلة جزاء خادعة خلال نهائي كأس أمم أوروبا عام 1976 في شباك ألمانيا، بعدما أوهم الحارس الكبير ألمانيا سيب ماير بإرسال الكرة في إحدى زاويتي المرمى؛ وإذ به يسددها في المنتصف بشكل متدحرج وبأسلوب لم يكن معروفاً قبله، لكن «الركلة الثنائية» تعد الأجمل في كرة القدم.وبعد ميسي وسواريز قام لاعبون من فريق الناشئين بنادي أرسنال الإنجليزي بتقليد الركلة خلال مباراة فريقهما أمام إيفرتون ضمن منافسات بطولة دوري فئتهما؛ حيث حصل صغار «المدفعجية» على ركلة جزاء انبرى لها اللاعب تراي كويل ونجح في مخادعة لاعبي فريق إيفرتون، ونفذ الركلة بطريقة ماكرة، وبدلاً من تصويب الكرة بشكل مباشر على المرمى، لعب الكرة إلى اليمين وكانت كتمريرة إلى أحد زملائه الذي لم يجد أي صعوبة في إيداعها الشباك.الاختراع بلجيكيويعد التمرير خلال ركلة الجزاء بدل التسديد المباشر قانونياً في كرة القدم، لكن يتعين وجود ضوابط معينة؛ منها أن تلعب الكرة إلى الأمام؛ حيث لا يجوز تمريرها للخلف، كما أنه لا يجوز لمسدد الركلة لمس الكرة مرة أخرى إلا عندما تلمس لاعباً آخر سواء زميله أو خصمه، كما لا يجوز للزميل دخول منطقة الجزاء إلا عندما تتحرك الكرة من مكانها.هذا القانون في كرة القدم هو من سمح للبلجيكي ريك كوبينز باختراع «الركلة الثنائية» في ركلات الجزاء؛ وذلك خلال مباراة بين منتخب بلاده مع آيسلندا في الرابع من يونيو/ حزيران عام 1957 ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1958 في السويد.واتفق ريك كوبينز مع مواطنه أندريه بايترز لتنفيذ ركلة جزاء مزدوجة ثنائية، إلا أن بايترز فشل في التسجيل لتعود إلى كوبينز الذي أسكنها شباك مرمى منتخب آيسلندا مسجلاً أول هدف في التاريخ بهذا الأسلوب.ولم تكن ردود الفعل على الركلة مشجعة؛ حيث إن الاتحاد البلجيكي لكرة القدم عاقب كوبينز بإيقافه عن اللعب بحجة استهتاره بتسديد ركلة الجزاء في مباراة مهمة، علماً أن الفريق البلجيكي فاز في اللقاء برباعية نظيفة.وكان كوبينز المولود في عام 1930 والذي توفي في 2015 من اللاعبين الماهرين، ويؤكد لاعب المنتخب البلجيكي آنذاك ثيو فان روي أن كوبينز كان يتطلع دائماً للإبهار على أرض الملعب، ويحب أن يقوم بأمور تذهل المشجعين.ويعد كوبينز هدافاً من الطراز الأول، ونال لقب هداف الدوري البلجيكي مرتين في عامي 1953 و1955؛ حيث سجل 69 هدفاً، وطُلب للعب في أندية أوروبية كبرى مثل برشلونة وإسبانيول في إسبانيا ونابولي وإنترميلان في إيطاليا لكنه فضل البقاء في النادي المحلي بيرشوت، وقد اختير في عام 1954 أفضل لاعب في بلجيكا، ولعب ما مجموعه 389 مباراة في الدوري، وسجل 261 هدفاً بين عامي 1947 و1959 كما خاض 47 مباراة مع المنتخب الوطني، وسجل 21 هدفاً.وبعد كوبينز انتقلت «الركلة الثنائية» في ركلات الجزاء إلى إنجلترا؛ حيث تم تنفيذها عام 1960 من قبل أسطورة نادي بلاكبيرن روفرز برايان دوجلاس؛ وذلك في مباراة ضمن كأس محلية؛ حيث مرر الكرة إلى زميله مايك فيرجسون ونجحا في التسجيل.سخطولسوء الحظ فإن الركلة نالت مرة أخرى سخط المسؤولين، ويذكر دوجلاس ما حصل بالقول: تدربت مع مايك فيرجسون على ركلة الجزاء الثنائية قبل يوم من المباراة واتفقنا أن نفعل ذلك في حال حصلنا على واحدة، كنا نعرف اللوائح وأنه يجب ألا ألمس الكرة مرتين، وعلى الرغم من الهدف الذي سجلناه ونال إعجاب الجمهور فإن مدرب بلاكبيرن جاك مارشال انتقدنا بحجة أننا كنا نسخر من الفريق الآخر.ونفذ الإنجليزي مايك تريبلوك ركلة مماثلة عام 1964 خلال مباراة لفريقه بلايموث أمام مانشستر سيتي، قبل أن يذهل يوهان كرويف العالم بـ«الحركة الثنائية» ويجعلها الأكثر شهرة؛ وذلك في ديسمبر/ كانون الأول عام 1982 في مباراة فريقه أياكس أمستردام وهيلموند في الدوري الهولندي؛ حيث إنه بدلاً من تسديد الكرة مررها إلى زميله الدنماركي أولسن الذي قام بدوره بإعادتها لكرويف الذي وجد نفسه أمام شباك خالية ليودعها بنجاح في مرمى الخصم.وللمرة الثالثة خلال الحركة الثنائية تتم معاقبة المنفذ وهو ما فعلته إدارة نادي أياكس أمستردام التي استنكرت فعل كرويف وهيلموند وقامت بمعاقبتهما.نجمان آخران نفذا الركلة عام 2005 وهما: الفرنسيان تيري هنري وبيريز؛ وذلك خلال لقاء لفريقهما أرسنال في مواجهة مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي، لكن بدلاً من أن يصبحا مدعاة للإعجاب، تحولا إلى مادة للسخرية، بعدما ارتبك بيريز خلال تمرير الكرة لهنري ليبعدها أحد المدافعين.وشبه الإعلام الإنجليزي اللاعبين هنري وبيريز بالأحمقين اللذين حولا تقليد كرويف وأولسن وفشلا، ومن المفارقات أنه تم تشبيه هنري بالداخل إلى الملعب بسيارة وبدعسته على فرامل سيارته زادت سرعته، ولم يستطع اللحاق وتنفيذ فكرة زميله.لكنه ما فشل به هنري عام 2005 نجح به في 2013 لكن مع زميل آخر هو مواطنه مالودا في مباراة ودية استعراضية بين فريقي أصدقاء ميسي ونجوم العالم؛ حيث سجل مالودا هدفاً أسهم به في نسيان هنري محاولته الفاشلة مع بيريز.ركلة إماراتيةوشهد الدوري الإماراتي ركلة جزاء مماثلة كان بطلها نادي اتحاد كلباء؛ حيث قام لاعبه الفرنسي جريجوري ومواطنه سيمون فيندونو بتنفيذها خلال مباراة لفريقهما مع العين في الدوري انتهت لمصلحة كلباء 4 -1.وقال جريجوري عن تلك الركلة قبل 12 سنة: قبل يوم من مباراتنا مع العين اتفقت مع زميلي في الفريق سيمون على أن ننفذ تلك الركلة، وتدربنا عليها بعيداً عن أنظار المدرب جورفان فييرا، خشية أن يمنعنا من تنفيذ أي ركلة جزاء لو شاهدنا نتدرب عليها، واتفقت مع سيمون على أن نفعل ذلك بشرط أن تكون النتيجة لمصلحتنا، ولم يدر في خلدنا أنها ستكون أمام العين، وفي تلك المباراة، كنا نتقدم بنتيجة 3-1 حتى الدقيقة 88، عندما حصلنا على ركلة الجزاء، واتفقنا على أن ننفذها، لأننا كنا مطمئنين على النتيجة، وشعرنا بعدها بسعادة كبيرة بعد أن نجحنا في تنفيذها.وعربياً أيضاً كان هناك ركلة جزاء ثنائية شهيرة بطلها نادي النجم الساحلي التونسي خلال مباراة ودية مع مرسيليا الفرنسي أقيمت عام 2014، وعلى الرغم من خسارة النجم 4 -1 فإن ركلة الجزاء التي نفذها لاعبه التونسي يوسف المويهبي ولاعبه الجزائري بغداد بونجاح هي من بقيت عالقة في الأذهان.وأوهم المويهبي الجميع أنه بصدد تنفيذ الركلة صوب المرمى مباشرة، قبل أن يمرر الكرة لزميله بونجاح ليتمكن هذا الأخير من هز شباك الحارس الدولي السابق الفرنسي ستيف مونداندا.كما قام لاعبا نادي بروندبي الدنماركي، إيركسون ودونكان بتنفيذ ركلة جزاء مشتركة غير مباشرة في مرمى فريق فيلي بولكلوب في الدوري المحلي، ونجحا في التسجيل.وعلى الرغم من أن النتيجة كانت تشير لتقدم بروندبي بهدفين نظيفين قبل نحو 20 دقيقة عن نهاية اللقاء، فإن لاعبي الفريق احتفلوا بطريقة مبالغ فيها، وهو الأمر الذي لم يعجب منافسيهم خاصة الطريقة التي تم بها تنفيذ ركلة الجزاء واعتبروها إهانة لهم.وقصة الإهانة للخصم هي نقطة ضعف «الركلة الثنائية» الوحيدة، فعلى الرغم من جمالها فإنه يبقى هناك من ينتقدها، ومن يدافع عنها ومنهم برايان دوجلاس الذي نفذ الركلة مع فريقه بلاكبيرن عام 1960.أما يوهان كرويف بطل ركلة 1982 مع أياكس فقال: كرة القدم لعبة ممتعة وهذا ما يجب أن يفعله النجم، عليه أن يستمتع ويجعل الناس تستمتع أيضاً.
أخبار شائعة
- الصين تختبر طائرة أسرع من الصوت أسرع من "ابن كونكورد"
- روسيا تنذر برد "قريب" على "ضربة صاروخية أوكرانية ضخمة"
- ارتفاع عدد المصابين إلى 16 جراء إطلاق الصاروخ من اليمن
- الجيش الإسرائيلي يعلن فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- أوكرانيا وروسيا تتبادلان طرود عيد الميلاد لأسرى الحرب
- "مراسم تأبين" في ماغدبورغ بعد الهجوم على سوق عيد الميلاد
- مجلس النواب الأميركي يقر مشروع قانون لتجنب "الإغلاق"
- خليجي 26: تصريحات المدربين واللاعبين قبل انطلاق البطولة