قتلت هجمات إسرائيلية عشرات الفلسطينيين وأُصابت مثلهم فيما اعتبر آخرون في عداد المفقودين إثر استهداف منطقتين في مدينة غزة بشمال قطاع غزة أمس السبت، غداة مقتل 22 شخصاً وإصابة 45 بجروح في إطلاق إسرائيل مقذوفات قرب مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة.
وقال إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي للحكومة في قطاع غزة: إن هجوماً إسرائيلياً على منازل في مخيم الشاطئ، وهو أحد مخيمات اللاجئين الثمانية القائمة منذ وقت طويل في غزة، أدى إلى مقتل 24 شخصاً. كما قُتل 18 فلسطينياً آخرون في قصف على منازل في حي التفاح.
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل بمقتل خمسة موظفين بلديين إثر تعرض مبنى تابع للبلدية للقصف في وسط مدينة غزة. وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً مقتضباً قال فيه: «أغارت طائرات حربية على بنايتين عسكريتين لحماس في منطقة مدينة غزة».
وقالت «حماس» إن الهجمات استهدفت السكان المدنيين، وتوعدت بأن «الاحتلال وقادته سيدفعون ثمن انتهاكاتهم ضد شعبنا الفلسطيني». وأظهرت لقطات حصلت عليها رويترز عشرات الفلسطينيين يهرعون للبحث عن الضحايا والمصابين وسط المنازل المدمرة. وأظهرت اللقطات منازل مدمرة وجدراناً منهارة وحطاماً وغباراً يملأ أحد الشوارع في مخيم الشاطئ للاجئين.
وقالت السلطات الصحة الفلسطينية إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أدى إلى مقتل 37551 شخصاً، منهم 101 خلال ال24 ساعة الماضية، مضيفة أنّ 85911 شخصاً أُصيبوا.
وقصفت القوات الإسرائيلية أمس السبت، عدة مناطق من البر والجو، ما أجبر الكثير من العائلات التي تعيش في أماكن توصف بأنها مناطق إنسانية على المغادرة باتجاه الشمال. وزعم الجيش الإسرائيلي أن قواته واصلت تنفيذ عمليات «دقيقة مبنية على معلومات استخباراتية» في رفح، ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين الفلسطينيين وتفكيك بنى تحتية عسكرية.
وأفاد شهود عيان عن معارك بين مقاتلين والقوات الإسرائيلية في غزة. وفي حي الزيتون بغزة أطلقت مروحيات إسرائيلية النار على مقاتلين.
في جنوب غزة أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سقوط «قذائف من العيار الثقيل» ليل الجمعة، ألحقت أضراراً بمكتبها في غزة الذي يوجد في محيطه مئات المدنيين النازحين، وهو ما أدى أيضاً إلى مقتل 22 شخصاً وجرح 45 آخرين.
وقالت اللجنة في بيان على منصة إكس: إن إطلاق النار بشكل خطر بالقرب من «منشآت إنسانية تعلم أطراف النزاع بمواقعها وتحمل شارة الصليب الأحمر بوضوح، يعرض حياة المدنيين وموظفي الصليب الأحمر للخطر».
وقالت وزارة الصحة في القطاع: إن 25 قتيلاً و50 جريحاً سقطوا في القصف الذي ألقت باللوم فيه على إسرائيل. وأشارت الوزارة إلى أن القصف الإسرائيلي «استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي» المحيطة بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ولم يعترف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأي دور في الواقعة التي قال إنها «قيد المراجعة». وأضاف أن «التحقيق الأولي الذي أجري يدل على أنه لا يوجد ما يؤشر إلى أن الجيش الإسرائيلي قد نفذ غارة في المنطقة الإنسانية في المواصي. الحادثة قيد المراجعة».
ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس السبت إلى إجراء تحقيق في قصف دام ألحق أضراراً بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة. وكتب بوريل على منصة إكس «يدين الاتحاد الأوروبي القصف الذي ألحق أضراراً بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات. ثمة حاجة إلى تحقيق مستقل وينبغي محاسبة المسؤولين عنه».(وكالات)
