هاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليمين واليسار المتطرفين أمس السبت، ودافع مرة جديدة عن قراره بحلّ الجمعية الوطنية قبل تسعة أيام من الدورة الأولى من انتخابات تشريعية مبكرة يتصدر فيها أقصى اليمين نوايا الأصوات. فيما شدّد فرنسوا هولاند، الرئيس الفرنسي الاشتراكي السابق على أن «الماكرونية» السياسية «انتهت» وأنه «ليس لديه حسابات لتسويتها» مع ماكرون.
وقال ماكرون أمام جمهور تجمع في باحة الشرف في قصر الإليزيه لمناسبة عرض موسيقي أقيم في عيد الموسيقى السنوي في 21 حزيران/يونيو، «في التاسع من حزيران/يونيو الماضي، اتخذت قراراً جسيما للغاية… يمكنني أن أقول لكم إنه كلفني غالياً» مضيفاً «لا ينبغي أن نخاف كثيراً».
ومن المتوقع بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد أودوكسا لحساب مجلة «لو نوفيل أوبس» ونشرت نتائجه الجمعة، أن يفوز التجمع الوطني المتحالف مع رئيس حزب الجمهوريين إريك سيوتي بما بين 250 و300 مقعد في الجمعية الوطنية المقبلة، ما سيمنحه غالبية قد تصل في حدها الأقصى إلى الغالبية المطلقة المحددة ب289 مقعداً.
وذكّر ماكرون بنتيجة اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية والتي كانت خلف قراره، مع فوز التجمع الوطني وحزب «روكونكيت» (استرداد) معاً ب40% من الأصوات، كما أشار إلى اليسار الراديكالي في صفوف الجبهة الشعبية الجديدة. وقال «ثمة تطرف لا يمكن السماح بمروره» مؤكداً أنّه «يجب تحمل المسؤولية الآن»، مثيراً تصفيق الحضور.
ومن الاحتمالات المطروحة لما بعد الانتخابات التشريعية، تعايش مع حكومة من التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان أو مع حكومة ائتلافية تجمع قوى أخرى حول الكتلة الرئاسية.
بدوره، شدّد الرئيس الفرنسي السابق الاشتراكي فرنسوا هولاند، المرشح للانتخابات التشريعية ضمن ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، في تصريح أمس السبت على أن «الماكرونية» السياسية «انتهت» وأنه «ليس لديه حسابات لتسويتها» مع وزيره السابق، الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.
وقال الرئيس السابق (2012-2017) المرشّح في منطقة كوريز الواقعة في وسط-غرب فرنسا والتي سبق أن انتخب نائباً عنها، إن «الماكرونية انتهت»، مضيفاً «ما تمكّن (ماكرون) من تجسيده في مرحلة معينة انتهى».
وأكد هولاند (69 عاماً) أنه لا يسعى إلى أي انتقام، معلناً أنه لا يكنّ «عداءً خاصاً» لماكرون، مستشاره السابق في قصر الإليزيه الذي تولى حقيبة الاقتصاد بين العامين 2014 و2016. وقال الرئيس السابق «ليس لديّ أي حسابات لتسويتها. بتاتاً. كل ذلك انتهى».
وكان ماكرون خرج من الحكومة في العام 2016 وتمكّن من الفوز بالرئاسة في العام التالي في استحقاق واجه فيه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن مستفيداً من «اختلال» النظام السياسي، وعاقداً العزم على تحقيق اختراق على مستوى التباعد التقليدي بين اليمين واليسار، غير مدعوم من أي حزب منظّم.
مع تراجع شعبيته قرّر هولاند عدم خوض الاستحقاق الرئاسي سعياً لولاية ثانية، ففاز ماكرون البالغ حينها 39 عاماً بالرئاسة.
وقال الرئيس السابق إنه تساءل «ماذا عليّ أن أفعل في ظرف يمكن أن يصل فيه اليمين المتطرف إلى السلطة غداً، أو أن يكون على وشك الوصول إلى السلطة إذا صدقت التقديرات، ومع وجود خطر آخر يكمن في انعدام الاستقرار، أي ألا تفضي الانتخابات إلى أي غالبية؟».
يحتل هولاند حالياً المرتبة الرابعة ضمن قائمة الشخصيات السياسية المفضّلة لدى الفرنسيين، وينفي وجود أي «طموح» آخر لديه في ترشّحه مجدداً للنيابة. (وكالات)