جدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، توجيه الانتقادات إلى إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على التأخر الحاصل في إرسال الأسلحة للجيش الإسرائيلي، فيما رفض البيت الأبيض مجدداً، اتهامات نتنياهو الجديدة بشأن إمدادات الأسلحة الأمريكية، بينما أكد مسؤولون أمريكيون أن شحنات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل تراجعت بنسبة 50% في الأشهر الأخيرة، في وقت توجه وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن، لمناقشة تطورات الحرب في غزة، ولبنان، في حين نفى وزير مالية إسرائيل، اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أن يكون لديه خطة سرية للسيطرة على الضفة الغربية، مدعياً أن كل ما يقوم به واضح.
قال نتنياهو خلال افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية، أمس الأحد: «الأسلحة كانت تصلنا بالتقطير.. منذ نحو أربعة أشهر، حدث انخفاض كبير في إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل. وعلى مدى أسابيع، طلبنا من أصدقائنا الأمريكيين تسريع عملية الشحن. وقد فعلنا ذلك مراراً، وتكراراً. ولم نتلق شيئاً.. بعض القطع وصلت بالقطارة، ولكن الجزء الأكبر والأساسي لم يأت». وتابع نتنياهو: «لعدة أسابيع، ناشدنا أصدقاءنا الأميركيين تسريع عملية الشحن. لقد فعلنا ذلك مراراً وتكراراً. لقد فعلنا ذلك على المستويات العليا، وفي الغرف المغلقة، لقد حصلنا على كل أنواع التفسيرات، لكننا لم نحصل على شيء واحد، الوضع الأساسي لم يتغير. لقد وصلت بعض شحنات الأسلحة بكميات قليلة، لكن الجزء الأكبر من الأسلحة لم يصل بعد». وقال نتنياهو إنه «عندما عارضت الاتفاق النووي مع إيران، وكما حدث، ويحدث، عندما عارضت مراراً وتكراراً إقامة دولة فلسطينية، وكما يحدث الآن عندما أنا أعارض إنهاء الحرب مع الإبقاء على حماس. ولكنني على استعداد لتحمل الهجمات الشخصية من أجل أمن إسرائيل». وأعلن نتنياهو خلال الجلسة رسمياً، عن تعيين اللواء (احتياط) يفتاح رون تال، في منصب رئيس مديرية «تاكوما»، لإعادة ترميم مستوطنات «غلاف غزة»، واللواء (احتياط) إليعازر ماروم، في منصب رئيس مديرية المسؤول عن إعادة ترميم الشمال، وأتت التعيينات بعد 8 أشهر من الحرب. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «نتنياهو فقد أعصابه خلال اجتماع الحكومة، وصرخ على وزير الجليل والنقب بسبب معارضته تعيينات سياسية».
وفي السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين أمريكيين، أنه في الأشهر الأخيرة تراجعت شحنات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل بنسبة 50%. وأضافت أن «سبب تراجع إرسال أسلحة لإسرائيل أن الشحنات الأولى أرسلت من دون موافقة الكونغرس».
ونقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤول في البيت الأبيض، قوله إنهم يرفضون اتهامات رئيس نتنياهو الجديدة بشأن إمدادات الأسلحة الأمريكية. وأضاف المسؤول، وفقاً للموقع، لن نرد على بيانات نتنياهو، ونتطلع إلى مشاورات بناءة مع وزير الجيش يوآف غالانت في واشنطن.
من جهة أخرى، قال غالانت في بيان قبل أن يتوجه إلى واشنطن «نحن مستعدون لأي إجراء يحتمل أن يكون لازماً في غزة، ولبنان، وفي مناطق أخرى»، وأوضح أنه سيلتقي نظيره الأمريكي، لويد أوستن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن. وقال غالانت «الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة له أهمية كبيرة. سأناقش هذا الانتقال مع المسؤولين الأمريكيين، وكيف يحتمل أن تتيح أشياء إضافية، وأعلم أننا سنحقق تعاوناً وثيقاً مع الولايات المتحدة في هذا الصدد أيضاً». وكان غالانت عضو حزب ليكود اختلف مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يتزعم الحزب، في الأشهر القليلة الماضية، مطالباً بخطة أكثر وضوحاً لما بعد الحرب في غزة، لا تترك المسؤولية في القطاع في يد إسرائيل، وهو المطلب الذي صدر بالمثل عن البيت الأبيض.
في غضون ذلك، قال سموتريتش إن «لا شيء سريّاً في خطة السيطرة على الضفة الغربية، وأن أغلبية الإسرائيليين يدركون أن دولة فلسطين هناك من شأنها تعريض وجودهم للخطر». ولجأ الوزير سموتريتش إلى منصة «إكس» لنفي أن تكون خطته للسيطرة على الضفة الغربية أمراً سريّاً. وكتب في حسابه ردّاً على تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بهذا الشأن: «إن تقرير الصحيفة لم يكشف أسراراً، وكل ما أفعله واضح». وقال الوزير اليميني المتطرف: «الجمهور الإسرائيلي، بأغلبيته الساحقة، يدرك جيداً أن إقامة دولة فلسطينية بالضفة من شأنه تعريض وجودنا للخطر». وتابع مؤكداً «سأحارب بكل قوتي خطر إقامة دولة فلسطينية، من أجل دولة إسرائيل، ومواطنيها، سأواصل عبر صلاحياتي تطوير الاستيطان في الضفة وتعزيز الأمن». وجاء نفي سموتريتش بعد أن كشف تسجيل صوتي حصلت عليه صحيفة «نيويورك تايمز» عن خطة له لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءاً من الدولة الفلسطينية. (وكالات)