متابعات: الخليج
قد يؤدي قرار المحكمة العليا في إسرائيل، بإلزام الحكومة تجنيد طلاب المعاهد اليهودية المتزمتين دينياً (الحريديم) في الجيش، إلى انهيار الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي أثار ضجة قوية في الداخل الإسرائيلي، في ظل عاصفة غير مسبوقة تعيشها إسرائيل تزامناً مع حرب غزة المستمرة منذ عدة أشهر.

  • «قرار المحكمة»

أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بتجميد ميزانية المدارس الدينية، وقالت في قرارها إنه لا يوجد أساس قانوني لمنع الحكومة تجنيد اليهود الحريديم في الجيش الإسرائيلي. وذكرت المحكمة أنه في ذروة الحرب الصعبة التي تعيشها إسرائيل «أصبح عبء عدم المساواة حاداً أكثر من أي وقت مضى»، في إشارة إلى السنوات التي تمتع فيها الحريديم بالإعفاء من الخدمة العسكرية.

  • «قضية مشحونة بالتوتر»

وأصبح إعفاء اليهود المتزمتين من التجنيد قضية مشحونة بالتوتر بشكل خاص، لأن القوات المسلحة الإسرائيلية التي يتألف أغلبها من المجندين في مطلع الشباب والمدنيين الأكبر سناً الذين تتم تعبئتهم كقوات احتياط، أصيبت بالإنهاك بسبب الحرب متعددة الجبهات. ويشكل اليهود المتشددون 13 في المئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 19 في المئة بحلول عام 2035 بسبب ارتفاع معدلات المواليد لديهم. ويضم ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حزبين متشددين، يعتبران الإعفاءات عنصراً مهماً للاحتفاظ بدعم ناخبيهما في المعاهد الدينية ولمنع انصهار هؤلاء المؤيدين في الجيش، وهو أمر قد يصطدم مع عاداتهم المحافظة. وقال زعماء الحزبين إنهم يشعرون بخيبة أمل من الحكم. غير أن احتمالية أن يبدأ الجيش، مدعوماً من وزير الدفاع يوآف غالانت، في تجنيد طلاب المعاهد الدينية قد تؤدي إلى توسيع الانقسامات في الائتلاف الحكومي الذي يزداد هشاشة.

  • «خيانة للجيش»

وفي أول ردود الفعل على القرار، اعتبر رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان أن قرار تجنيد الحريديم خطوة مهمة وتغيير تاريخي. وقال ليبرمان إن الجيش الإسرائيلي «يحتاج إلى قوة بشرية بعدما فقد لواء كاملاً من الجنود سقطوا بمعارك غزة أو أصيبوا بجروح خطرة». بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن عدم اتباع قانون تجنيد اليهود المتدينين يعد «خيانة لجنود الجيش»، مطالباً بالبدء الفوري لتجنيدهم. ونقلت صحيفة معاريف عن مصدر حريدي قوله إن قرار المحكمة العليا لن يؤدي إلى أزمة في الائتلاف، وفق تعبيره. وعبر وزير التعليم يوآف كيش، العضو بحزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو، عن أمله في التوصل إلى اتفاق على حل وسط. وقالت حركة «جودة الحكم»: ندعو الحكومة ووزير الدفاع إلى تنفيذ القرار دون تأخير.

  • «معضلة تجنيد الحريديم»

يذكر أنه منذ 2017، فشلت الحكومات المتعاقبة في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد «الحريديم»، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانوناً شُرّع عام 2015 وقضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمس بـ«مبدأ المساواة». يذكر أن معظم الإسرائيليين ملزمون بموجب القانون بالخدمة في الجيش، في حين تم إعفاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية المتطرفة من الخدمة لعقود. في حين يتكون الجيش الإسرائيلي حالياً في معظمه من المجندين والمراهقين الأكبر سناً الذين تم تعبئتهم للخدمة الاحتياطية مع حرب غزة.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version