بيروت – «الخليج»، وكالات:
تجددت الغارات وعمليات القصف المتبادل بين «حزب الله» وإسرائيل عبر جنوب لبنان أمس الأربعاء، في وقت تكثفت الجهود الدولية لمنع توسع الحرب وانتشارها في المنطقة، بالتزامن مع دعوة وزير الخارجية الروسي المجتمع الدولي إلى تنبيه إسرائيل للآثار المدمرة لامتداد الصراع إلى لبنان.
وتجددت الغارات الإسرائيلية على لبنان، مستهدفة بلدات الخيام وعيتا الشعب وكفرشوبا، كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية خط الكهرباء الذي يغذي نهر الليطاني في بلدة الطيبة، بعد صيانة شركة الكهرباء له مباشرة، وتواصل القصف المدفعي الإسرائيلي على عدد من البلدات والقرى الحدودية. في المقابل، أعلن «حزب الله»، أن مقاتليه استهدفوا مباني يستخدمها جنود إسرائيليون في مستوطنة «المطلة» بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها ووقوع من بِداخلها بين قتيلٍ وجريح.
من جهة أخرى، أعرب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة عن قلقه من احتمال اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية في غزة إلى لبنان، محذراً من أن ذلك يمكن أن يكون «مروعاً». وقال مارتن غريفيث الذي تنتهي ولايته في نهاية الشهر، للصحفيين في جنيف «إني أرى ذلك بمثابة الشرارة التي ستشعل النار في البارود.. وهذا يمكن أن يكون مروِّعاً»، مشيراً خصوصاً إلى جنوب لبنان. وأكد أنه بحث مع زملائه في القدس احتمالات ما قد يحصل هناك. وحذر من أن حرباً ينخرط فيها لبنان «ستجر سوريا… وستجرّ آخرين»، و«ستكون لها بالطبع انعكاسات على غزة، وبالطبع ستكون لها انعكاسات على الضفة الغربية». وأكد أن الوضع «مقلق جداً».
ومن جهته، دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف «المجتمع الدولي إلى تنبيه إسرائيل للآثار المدمرة لامتداد الصراع إلى لبنان»، مشيرا إلى أن «مخاطر اتساع رقعة الصراع إلى لبنان قائمة وعلى المجتمع الدولي الاعتراف بالنهج الكارثي لإسرائيلي». كما أكد الرئيس التركيّ رجب الطيب أردوغان، أن «تركيا تقف إلى جانب لبنان، وتدعو دول المنطقة إلى دعمه وسط التوتّرات مع إسرائيل»، مشيراً إلى أن «إسرائيل التي حرقت ودمّرت غزة، يبدو أنّها وجّهت أنظارها الآن إلى لبنان، ونُلاحظ تلقيها دعماً من الغرب من خلف الستار». وكانت صحيفة «فايننشال تايمز» نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن إسرائيل و«حزب الله» أبلغا الولايات المتحدة أنهما لا يريدان حرباً شاملة.
في غضون ذلك، قالت سفيرة قبرص في لبنان ماريا هادجيثيودوسيو، خلال لقائها نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، أمس الأربعاء، إن قبرص لا تسمح باستعمال أراضيها للاعتداء على أي دولة أخرى وبخاصة لبنان. وشكر بو صعب السفيرة القبرصية على توضيح موقف بلادها وعلى الاستمرار في العمل لتفعيل والمحافظة على أفضل العلاقات بين البلدين خاصة وأن الموسم السياحي الحالي يسير بشكل طبيعي بين لبنان وقبرص.
إلى ذلك، دعا أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين من بيروت، أطراف النزاع في الشرق الأوسط إلى قبول «مقترحات السلام» لوقف الحرب في غزة، مشيراً إلى أن المنطقة وضمنها لبنان «ليست بحاجة إلى حرب». وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحفي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قال بارولين «يعيش الشرق الأوسط مرحلة حرجة. يطالب الفاتيكان.. بأن تُقبل مقترحات السلام، من أجل أن تتوقف الأسلحة من كل جانب، وأن يُطلق سراح الرهائن في غزة، وأن تصل المساعدات اللازمة من دون عوائق إلى الشعب الفلسطيني».