إعداد: محمد كمال

في الوقت الذي ينتظر الجمهوريون إعلان دونالد ترامب عن نائبه في الانتخابات الرئاسية خلال الأسابيع المقبلة، كشفت مصادر مطلعة عن القائمة المختصرة للشخصيات التي يفاضل بينها، والشروط التي سيتم على أساسها اختيار النائب.

وتشير مصادر مطلعة، وفق ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن القائمة المختصرة تضم السيناتور جيه دي فانس من أوهايو، والحاكم دوج بورجوم من داكوتا الشمالية، والسيناتور ماركو روبيو من فلوريدا.

وتؤكد المصادر أن أحد الشروط الرئيسية في اختيار ترامب لنائبه ترتبط بعلاقاته مع الشخصيات المانحة الثرية للغاية، في الوقت الذي يتطلع المرشحون الثلاثة إلى إقناع ترامب بأن لديهم الدعم المالي اللازم لتغيير مسار السباق.

أما العامل الثاني الذي يفكّر فيه ترامب، فيتمثل في مدى ما يتمتع به المرشحون من انضباط في مسار الحملة الانتخابية، وعدم سعي أي منهم لسرقة الأضواء منه، وكذلك أن يكون المرشح في وضع جيد خلال مناظرة مع نائبة الرئيس جو بايدن كامالا هاريس.

وبعيداً عن القائمة المختصرة المحتملة، فقد ترك بعض المانحين الجمهوريين الذين لديهم تواصل مباشر مع ترامب بصمات واضحة على حملته، فعلى سبيل المثال، أصبح السيناتور توم كوتون من أركنساس من أبرز المرشحين لمنصب النائب في وقت متأخر من عملية الاختيار بعد الضغط المستمر من ستيف وين الملياردير المقرّب من ترامب، إضافة إلى لعب وين دوراً في إقناع بعض المانحين الآخرين، مثل إيلون ماسك، ليكونوا أكثر دعماً للحملة.

  • المرشحون الثلاثة

ولكن «المناورات المالية» الأكثر نجاحاً جاءت من المتنافسين الثلاثة الذين يُنظَر إليهم حتى الآن باعتبارهم المرشحين الأبرز للمنصب، وهم جيه دي فانس وبورجوم وماركو روبيو.

ويقدر صافي ثروة بورجوم، وهو مسؤول تنفيذي سابق في مجال البرمجيات باع شركة إلى مايكروسوفت، بما لا يقل عن 100 مليون دولار، وفقاً لمجلة فوربس، ما يشير إلى أنه قد يضخ بعض ثروته في السباق. وقد أنفق أكثر من 10 ملايين دولار على حملته الرئاسية القصيرة الأمد والبعيدة المدى العام الماضي.

كما سعى إلى إظهار إمكاناته في جمع الأموال لصالح ترامب، من خلال جذب المتبرعين الأثرياء لأول مرة إلى جانب الرئيس السابق، ويوم الثلاثاء، استضاف بورجوم مؤتمراً بالفيديو مع المتبرعين، حيث فرضت الحملة 10 آلاف دولار للانضمام إلى المكالمة، و25 ألف دولار للمشاركة في جلسة أسئلة وأجوبة، وفقاً لنسخة من الدعوة.

ويشير التقرير إلى أن الملياردير توم سيبيل، المستثمر في مجال التكنولوجيا، كتب أول شيك له إلى ترامب، بمبلغ 500 ألف دولار؛ لأن بورغوم كان ضمن المرشحين الجمهوريين. وقال ديك بويس، وهو من قدامى الجمهوريين جامعي التبرعات في وادي السليكون، والذي كان رئيساً سابقاً لكل من برجر كينج وديل مونتي فودز، إنه قدم أيضاً تبرعه الثاني إلى ترامب بقيمة 100 ألف دولار، ويرجع ذلك جزئياً إلى دعمه بورغوم، الذي كان زميلاً له في كلية ستانفورد للأعمال.

ويقول بويس، الشريك السابق في شركة باين آند كومباني: «أميل إلى بذل المزيد من الجهد مع دوج في منصب نائب الرئيس، والطبيعة التكاملية له ولترامب من شأنها أن تمنح الثقة للكثير من الناخبين أيضاً، لافتاً إلى أن نائب الرئيس هو شخص يمكنك أن تتخيله رئيساً، وليس شخصاً يحقق حالة معينة».

ثم يأتي المرشح فانس، وهو رجل أعمال استثماري سابق، وقد نظم حدثاً لجمع التبرعات بقيمة 12 مليون دولار هذا الشهر في وادي السيليكون، كجزء من محاولته لإظهار قدرته على جذب التبرعات من صناعة التكنولوجيا.

وعلى الرغم من هذه الجهود وصعود فانس في «عالم ترامب»، فإن أكبر مانح له يظل رافضاً بشكل صارخ التبرع لترامب، وهو المتبرع الكبير في وادي السليكون بيتر ثيل. ورغم أنه وضع 15 مليون دولار في محاولة لانتخاب فانس لمجلس الشيوخ في عام 2022، لكنه قال بشكل قاطع لأول مرة، إنه لن يكون داعماً مالياً رئيسياً لترامب، كما كان في عام 2016.

وقال ثيل: «إذا وجهتم مسدساً إلى رأسي، فسأصوت لترامب. لن أعطي أي أموال للجنة العمل السياسي الخاصة به».

المرشح الثالث وهو روبيو، الذي أسس عملية هائلة لجمع الأموال لحملته الرئاسية في عام 2016، قد يكون خياراً جذاباً للمانحين والمجموعات الجمهورية التي ساعدت على ضخ أكثر من 146 مليون دولار، في محاولة لترشيح الحاكمة السابقة نيكي هالي من ساوث كارولينا، التي كانت آخر خصم متبقٍ لترامب في الانتخابات التمهيدية هذا العام.

  • منافسون من الخارج

وهناك أيضاً منافسون من الخارج، مثل السيناتور تيم سكوت من ساوث كارولينا، الذي سعى بقوة إلى وضع نفسه في مكانة المحبوب لدى فئة المانحين، مدعياً دعم أشخاص؛ بما في ذلك سنجر لاري إليسون، مؤسس شركة أوراكل. وقبل أسبوع في واشنطن، استضاف سكوت تجمعاً لأنصار مجموعته السياسية الجديدة.

واعتُبر التجمع عرضاً صريحاً لدعمه بين المانحين الجمهوريين الأثرياء. وشمل المتحدثون مليارديرات؛ مثل رجل الأعمال مارك أندريسن، والمستثمر الملياردير بيل أكمان، ومطور النفط تيم دان، ومارك روان، الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار أبولو جلوبال مانجمنت.

لكن الغريب أنه بعد الحدث، قال مانحون إن تجمعهم لم يكن واضحاً سببه في البداية، ولم يتوقعوا أن يكون من أجل دعم «ترامب-سكوت»، وأن العديد من الأشخاص انضموا إلى حدث سكوت معتقدين أنه من المرجح أن يكون الرئيس القوي التالي للجنة المصرفية في مجلس الشيوخ.

وعلى الرغم من أنه اجتذب مانحين محتملين كباراً، فإن العديد من أنصار سكوت الكبار يقولون سراً إنهم متشائمون بشأن فرصه في منصب نائب الرئيس.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version