أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، أن إسرائيل تقترب من مرحلة القضاء على القدرات العسكرية الفلسطينية في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر منذ 269 يوماً، في وقت أعلن وزير الجيش يوآف غالانت، أن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور، بينما حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن نتنياهو يعتزم إقالة المستشارة القضائية لحل أزمته مع الحريديين، داعياً إلى الإضراب والتصعيد في الشارع من أجل إقالة الحكومة، في حين أثار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي، جدلاً وضجة كبيرة في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، ما دفع نتنياهو إلى التنصل من المسؤولية، وإصدار أمر بإجراء تحقيق فوري في مسألة إطلاق الأسرى.

قال نتنياهو، خلال لقائه مع متدربي كلية الأمن القومي في مكتبه بالقدس، «لقد عدت الأحد من جولة في فرقة غزة، وشاهدت إنجازات كبيرة جداً في القتال الذي يجري في رفح. إننا نتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس، وسيكون هناك استمرار لضرب فلوله»، على حد زعمه. وسبق أن أشارت إسرائيل، إلى أن عمليتها في رفح، تقترب من نهايتها. وقال مسؤولوها: إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقاً تهدف إلى منع الفصائل الفلسطينية من إعادة ترتيب صفوفها. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد كشفت، أن التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بصورتها الحالية سيتم خلال 10 أيام. وذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بصورتها الحالية سيتم خلال 10 أيام بعد ذلك سينتقل الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وتبدأ المفاوضات من أجل التسوية على الحدود الشمالية مع لبنان. ونقلت القناة 13 عن مسؤول قوله: إن «الحرب لن تنتهي.. وسنتحرك حيثما توجد معلومات استخباراتية عن نشاط حماس».

ومن جانبه، قال غالانت: إن الجيش بحاجة إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور، مشيراً إلى إمكانية استيعاب 3000 مجند من الحريديم. وأشار غالانت خلال المناقشات في لجنة الشؤون الخارجية والأمن إلى الخطوط العريضة لتجنيد اليهود المتشددين، وقال: إنه «في الوقت الحالي يمكن للجيش الإسرائيلي أن يستوعب 3000 من اليهود المتشددين، الذين سيتم إنشاء إدارة خاصة لهم، و3 آلاف آخرين العام المقبل».

وبالمقابل، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، في بداية اجتماع كتلة حزبه «ييش عتيد» في الكنيست، أمس الاثنين: إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يعتزم إقالة المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، «وهم لا يخفون ذلك وبالونات الاختبار تم إطلاقها». ودعا لابيد، إلى الإضراب والتصعيد في الشوارع، مشدداً على أن الحل الوحيد لإخراج إسرائيل من أزمتها الحالية يكون عن طريق إجراء انتخابات مبكرة.

من جهة أخرى، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن نتنياهو تنصل من مسؤوليته عن إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء، مشيرة إلى، أن «القرار أتى بعد المناقشات في المحكمة العليا وهوية المفرج عنهم تحددها قوات الأمن». ونقلت صحيفة معاريف عن مكتب نتنياهو قوله: إن قرار إطلاق سراح الأسرى يأتي بعد مناقشات في المحكمة العليا بشأن التماس ضد احتجاز السجناء في معتقل «سدي يمن». وأضافت، أن تحديد هوية الأسرى المفرج عنهم يتم بشكل مستقل من قبل مسؤولي الأمن بناءً على اعتباراتهم المهنية. وقالت صحيفة «إسرائيل هيوم» نقلاً عن مكتب نتنياهو: إن رئيس الوزراء «أمر بإجراء تحقيق فوري في مسألة إطلاق سراح الأسرى»، وادعى وزير الجيش يوآف غالانت، أنه «لا يعلم بأمر إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء.. إجراءات حبس الأسرى وإطلاق سراحهم تخضع للشاباك، ولا تخضع لموافقة وزير الجيش». ونشر جهاز الشاباك أمر إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء قائلاً: إن «الجيش الإسرائيلي والشاباك اتخذا القرار». وأوضح جهاز الشاباك، تعليقاً على إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء، أن إطلاق سراح الأسرى الأقل خطورة تم بسبب اكتظاظ السجون، وقال: إنه «منذ نحو عام يحذر جهاز الأمن العام كتابياً وشفهياً من محنة الاعتقال ووجوب زيادة عدد أماكن الاعتقال. وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق أمس سراح نحو 50 أسيراً فلسطينياً، من بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، كان قد اعتقلهم خلال عملياته البرية في قطاع غزة،.

ومن جهته، اتهم الدكتور محمد أبو سلمية إسرائيل ب«التعذيب»، بعد إطلاق سراحه إثر أكثر من سبعة شهور من الاحتجاز. وفي أول تصريح له عقب الإفراج عنه، أكد أبو سلمية خلال مؤتمر صحفي، أن «الأسرى يتعرضون لكل أنواع التعذيب… الكثير من الأسرى توفوا في مراكز التحقيق». وقال أبو سلمية: إنه لم توجه له أي تهمة خلال اعتقاله، وحول وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية، قال أبو سلمية: «هناك جريمة ترتكب بحق الأسرى، عشرات الأسرى يذوقون العذاب الجسدي والنفسي، بعضهم استشهد في أقبية التحقيق»، وأضاف، «اعتدوا علينا بالكلاب البوليسية، بالهراوات، بالضرب، سحبوا منا الفراش والأغطية». ووفقاً لأبو سلمية «لمدة شهرين لم يأكل أي من الأسرى سوى رغيف خبز واحد يومياً». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version