إعداد: محمد كمال
هدد المانحون الرئيسيون للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، بالانسحاب إذا استمر الرئيس جو بايدن، في سباق الانتخابات الرئاسية ضد منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما وصفت مصادر مطلعة ما يجري في الكواليس ب«الثورة الحزبية الشاملة».
وقال مانحون رئيسيون في تصريحات غاضبة لصحيفة «ديلي ميل»، إن «أسوأ المخاوف بشأن الرئيس المريض قد تأكدت الآن.. إلى أي مدى يعتقدون أننا أغبياء؟»، في أعقاب الأداء «الكارثي» لبايدن في المناظرة الرئاسية الأولى.
وأكدت ويتني تيلسون، المانح الديمقراطي الرئيسي ومدير صندوق التحوط السابق، أنه «من أجل مصلحة بايدن ومصلحة البلاد، يجب عليه التنحي على الفور.. وحقيقة مرور أيام من دون أن يفعل شيئاً لطمأنتنا تؤكد أسوأ مخاوفي»، وفقاً لصحيفة ديلي ميل.
ويوم السبت، ظهر بايدن في حفل لجمع التبرعات في نيويورك، وقرأ خطاباً بسيطاً مدته 15 دقيقة على «شاشة الملقن»، قبل المغادرة من دون الرد على أي أسئلة. وفي وقت لاحق من ليلة السبت، حاول رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، خايمي هاريسون، ومديرة حملة بايدن جولي تشافيز رودريغيز، تقليل المخاوف في مؤتمر عبر الهاتف مع أعضاء اللجنة الوطنية الديمقراطية الغاضبين، لكن يبدو أن العكس هو ما قد حدث.
وقال جون فيرديجو، عضو الحزب من ولاية كارولينا الشمالية، إنه فوجئ عندما فشل منظمو المكالمة في معالجة «الفيل الموجود في الغرفة»، في إشارة إلى عدم قدرة بايدن على التحدث بوضوح.
وذهب أعضاء آخرون إلى نقطة أبعد في انتقادهم، حيث قال البعض إنهم شعروا ب«التجاهل» من قبل المسؤولين أثناء المكالمة، حيث أنكر مسؤولو حملة بايدن وجود أي شيء يدعو للقلق. وأصرت جين أومالي ديلون، رئيسة حملة بايدن-هاريس 2024، على القول إن «البيانات تظهر عدم فعل المناظرة إي شئ لتغيير تصور الشعب الأمريكي».
وقالت المتبرعة الديمقراطية ويتني تيلسون: «إنهم يداعبون أرجلنا ويخبروننا أن السماء تمطر.. إنها إهانة.. كيف يروننا أغبياء لهذه الدرجة؟».
وفي الواقع، أظهر استطلاع أجرته شبكة «سي بي إس نيوز» على مدار اليومين التاليين للمناظرة أن 72% من الناخبين المسجلين الآن لا يعتقدون أن بايدن يتمتع بالصحة العقلية والمعرفية اللازمة للعمل كرئيس.. وهذا الرقم ارتفع من 65% في أوائل يونيو/ حزيران.
- عزوف الناخبين الديمقراطيين
وكررت مساعدة أحد الديمقراطيين في مجلس النواب الذي يواجه منافساً جمهورياً منافساً في نوفمبر/ تشرين الثاني، المخاوف من أن يؤدي عدم الرضا عن بايدن إلى انخفاض إقبال الناخبين بشكل عام.
ووفقاً لبريت بروين، المستشار السابق في البيت الأبيض لأوباما، فإن هذا الفزع الديمقراطي المتزايد أمر متوقع تماماً. وقال: «إن المانحين هم طيور الكناري في منجم الفحم السياسي»، في إشارة إلى حضورهم المؤثر. وأضاف: «فكرة أن الأمر سيصبح فوضوياً إذا تنحى بايدن تتجاهل حقيقة أنه بالفعل فوضى كبيرة».
وربما يكون التحدي الأكبر الذي يواجه الحزب هو أنه حتى لو تنحى الرئيس، فلن يكون هناك مرشح بديل واضح، أو مسار واضح للمضي قدماً، وتشير أصوات ديمقراطية إلى أنه على بايدن التخلص من بطاقات الملاحظات، وأجهزة التلقين، والأسئلة التي تم فحصها، وإثبات أنه على مستوى الوظيفة من خلال عقد مؤتمرات صحفية أسبوعية»، لكن بروين قال: «إنها استراتيجية معقولة تماماً، لكن إذا لم يتعرض بايدن لزلة عامة كبيرة أخرى».
وأضاف: «هناك قدر كبير من القلق بين مستشاري بايدن من أن لحظة مهمة أخرى يمكن أن تزيد الضغط الكبير، بالفعل، بين الديمقراطيين لدفع الرئيس إلى الانسحاب». فضلاً عن التحدي غير المسبوق المتمثل في استبدال مرشح الحزب الرئيسي المفترض قبل سبعة أسابيع من انعقاد مؤتمر الترشيح، وأربعة أشهر من الانتخابات العامة.
- من يستخدم أموال التبرعات؟
ومن بين ما يثير إحباط المانحين هو أنه إذا انسحب بايدن بالفعل، فلن تتمكن سوى نائبة الرئيس كامالا هاريس من استخدام الأموال التي جمعتها حملته، وأن «مبلغ 91.2 مليون دولار الذي حصلته بطاقة بايدن-هاريس اعتباراً من 31 مايو/ أيار غير قابل للتحويل إلى أي مرشح آخر»، وفقاً لقواعد لجنة الانتخابات الفيدرالية.
ويقول مراقبون إن سبب إحباط قادة الحزب يعود لاعتبار هاريس نائب الرئيس الأقل شعبية في التاريخ. ويقول مصدر من كبار الشخصيات الغاضبة: «المفارقة هي أن أي شخص باستثناء، كامالا هاريس، سيكون لديه فرصة أفضل من مجرد التغلب على دونالد ترامب»
وأجرت جين أومالي ديلون، رئيسة حملة بايدن، مكالمة عاجلة مع أكثر من 500 مانح، مساء الاثنين، لمحاولة تحقيق الاستقرار في شبكة قضى أعضاؤها الأيام القليلة الماضية في موجة من الرسائل النصية، والمكالمات الهاتفية، ومناقشة مخاوفهم المتجددة، ومشاكلهم بشأن فرص الرئيس.
وقال موظفون إن بايدن أمضى اليومين الماضيين في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، وكان المزاج في البيت الأبيض يوم الاثنين هادئاً وكئيباً. واعترف جيف زينتس، كبير موظفي بايدن، في اتصال هاتفي مع كبار المساعدين، بأن عطلة نهاية الأسبوع كانت صعبة، لكنه حثهم على التركيز على عمل الإدارة.
وقام أحد الداعمين الرئيسيين، الذي تبرع لبايدن بإنشاء استطلاع آراء المانحين حول المسار المحتمل، وقال إن 65 مانحاً استجابوا، وأيد نحو 74% الخيار الذي يقول إن الحزب بحاجة إلى خطة بديلة، بما في ذلك النظر في المرشحين الديمقراطيين الجدد للرئاسة، ونائبة الرئيس. فيما واصل 15% دعمهم لبايدن، و11% لم يكونوا متأكدين بعد.