يتواجه النجمان الفرنسي كيليان مبابي والبرتغالي كريستيانو رونالدو في ربع نهائي صاخب اليوم في هامبورغ، ضمن كأس أوروبا لكرة القدم 2024 التي تشهد أيضاً مواجهة نارية من العيار الثقيل بين ألمانيا المضيفة وإسبانيا.
تجمع المواجهة الأولى بين اثنين من أبرز المنتخبات التي صبّت الترشيحات في صالحهما للمنافسة على اللقب، لكنهما لم يُقنعا تماماً حتى الآن.
وتأهلت فرنسا لربع النهائي للمرّة السادسة في آخر 7 بطولات كبرى، رغم عدم تسجيل لاعبيها أي هدف من اللعب المفتوح، وسجّلت ثلاثة أهداف فقط في أربع مباريات، إحداها من ركلة جزاء نفّذها مبابي، والآخران عبر نيران صديقة، بما في ذلك هدف يان فيرتونغن الذي سمح ل«الديوك» في تخطي بلجيكا 1-0 في ثمن النهائي.
- اللعب بالقناع
وتعرّض مبابي لكسر في الأنف خلال مباراة فرنسا الافتتاحية ضد النمسا 1-0، ما أجبره على الغياب عن مباراة هولندا التي انتهت بالتعادل السلبي، ولم يكن اللاعب الجديد لريال مدريد الإسباني في أفضل حالاته منذ عودته.
وقال مساعد مدرب فرنسا غي ستيفان: «ليس من السهل اللعب بالقناع، لقد كانت نهاية الموسم مرهقة بعض الشيء، لكن كيليان لا يزال كيليان، لقد سجل هدفاً تقريباً في كل مباراة لنا منذ عام 2021».
في المقابل، وصلت البرتغال إلى هذا الدور بعد أن احتاجت إلى ركلات الترجيح للفوز على سلوفينيا عندما تصدّى حارس البرتغال ديوجو كوستا لثلاث ركلات، لكن المباراة ستظل في الأذهان أيضاً بسبب دموع رونالدو، بعد أن أهدر ركلة جزاء في الوقت الإضافي.
كما أدى سعي لاعب النصر السعودي البالغ من العمر 39 عاماً لكي يصبح أكبر هدّاف على الإطلاق في البطولة، إلى إضاعة العديد من المحاولات.
ورغم الانتقادات، واصل المدرب الإسباني روبرتو مارتينيس الدفاع عن أفضل لاعب في العالم خمس مرات، فقال: «هو لا يحتاج إلى الاكتراث كثيراً، ولهذا السبب أشكره على كونه على ما هو عليه».
وبعد أن صام لاعبو البرتغال عن التسجيل لنحو 4 ساعات، يتعين عليهم إيجاد طريقة لاختراق دفاع فرنسا الصلب بقيادة الثنائي وليام صاليبا ودايو أوباميكانو.
في المقابل، يتعين على مدرب فرنسا ديدييه ديشان إيجاد البديل عن أدريان رابيو الغائب بداعي الإيقاف.
وللمفارقة، عندما يتواجه المنتخبان في الأدوار الإقصائية، يحرز الفائز منهما دائماً اللقب، وحدث هذا الأمر في نهائي 2016، عندما توّجت البرتغال ضد فرنسا 1-0 في الوقت الإضافي في باريس، وقبلها في نصف نهائي 1984 حين سجل قائد فرنسا الملهم ميشيل بلاتيني هدف الفوز في نهاية الوقت الإضافي 3-2 في طريقه إلى منح فرنسا باكورة ألقابها، ثم عندما سجّل زين الدين زيدان هدفاً ذهبياً من ركلة جزاء 2-1 في نصف نهائي عام 2000.
وتنطلق مباريات ربع النهائي في شتوتجارت بمباراة نارية، عندما تلعب ألمانيا المضيفة مع إسبانيا الوحيدة التي حققت أربعة انتصارات حتى الآن.
فبعد فوزها على كرواتيا وإيطاليا في دور المجموعات، تخطت إسبانيا الوافدة الجديدة جورجيا 4-1 في ثمن النهائي.
في المقابل، حققت ألمانيا بداية قوية أمام اسكتلندا 5-1، ثم تغلبت على المجر 2-0 قبل أن ينقذها نيكلاس فولكروغ في الوقت القاتل أمام النمسا 1-1.
ويملك الفريقان أقوى هجوم في البطولة، وهما الأفضل في دقة التمرير، وتلقت شباكهما مجموع ثلاثة أهداف فقط.
وتعوّل جماهير «دي مانشافت» على تشكيلة المدرّب الشاب يوليان ناغلسمان، لمحو خيبة آخر مونديالين عندما ودّع من دور المجموعات، فيما أقصي من ثمن نهائي كأس أوروبا الأخيرة أمام إنجلترا 0-2.
ويسعى كل من المنتخبين لفض شراكة الألقاب القياسية الثلاثة في البطولة، وستعيد هذه المباراة ذكريات نهائي 2008 عندما فازت إسبانيا بهدف فرناندو توريس، ثم كرّرت «لا روخا» هذا الإنجاز بعد سنتين في نصف نهائي مونديال 2010 بهدف كارليس بويول في طريقها إلى لقبها الوحيد في كأس العالم.