وسعت إسرائيل، أمس الخميس، قصفها لقطاع غزة، وكثفت غاراتها الجوية على وسط وجنوب القطاع، في وقت تواصلت المعارك الضارية بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة وفي رفح جنوبي القطاع، فيما حذر برنامج الغذاء العالمي من أن نحو مليوني شخص في غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي، في حين كشفت تقارير إخبارية أن الجيش الإسرائيلي سيطر على ربع قطاع غزة وعبَّد الطرق وأقام قواعد عسكرية.

ومع دخول الحرب على غزة يومها ال272، وسّع الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية في رفح التي شهدت معارك ضارية بين الفصائل الفلسطينية وقوات من الجيش الإسرائيلي الذي أعلن، أمس الخميس، مقتل قائد فصيل في لواء «غفعاتي»، وإصابة آخرين، خلال معارك في قطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام تدمير دبابتين في رفح وقصف تحشدات عسكرية بحي الشجاعية، فيما أعلنت سرايا القدس أنها دمرت دبابة وجرافة عسكرية برفح. كما أعلنت كتائب «القسام»، أنها تمكنت من استدراج قوة إسرائيلية راجلة إلى عين نفق فُخِّخَت مسبقاً وتم تفجيرها بأفراد القوة وإيقاعهم جميعا قتلى في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوبي القطاع». وواصل آلاف الفلسطينيين النزوح من مناطق شرقي خان يونس إلى منطقة المواصي، وذلك بعد تلقيهم أوامر من القوات الإسرائيلية بإخلائها. وارتكب الجيش الإسرائيلي 4 مجازر ضد العائلات الفلسطينية، وصل منها للمستشفيات 58 قتيلاً و179 مصابا ليرتفع بذلك عدد الضحايا إلى 38011 قتيلاً و87445 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفق ما ذكرت وزارة الصحة في غزة.

من جهة أخرى، حذّر برنامج الأغذية العالمي، أمس الخميس، من أن مليوني فلسطيني بقطاع غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي. وأعرب عن قلقه إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة، من جرّاء «عرقلة النزاع المستمر الوصول إلى معبر كرم أبو سالم». وقال البرنامج الأممي في بيان: «مليونا فلسطيني في قطاع غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي».

في غضون ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استولى على نحو 26% من قطاع غزة، وقام بتعبيد الطرق وإقامة قواعد عسكرية. وبحسب صحيفة «هآرتس»، يعتقد الجيش الإسرائيلي أن الاستيلاء على هذه الأجزاء يعد بمثابة تحرك استراتيجي، من قبل المستوى السياسي يدفع باتجاه استمرار الحرب. ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية فإن نشاط الجيش الإسرائيلي في الأراضي التي تم الاستيلاء عليها متنوع: فهو يقوم بتوسيع القواعد، وبناء البنية التحتية وحتى شق الطرق، وفقاً لصور الأقمار الصناعية وغيرها من مصادر المعلومات، ويصل حجم الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي الآن إلى 26% من القطاع. وبحسب ما قاله ضابط إسرائيلي للصحيفة، فإن الجيش أنشأ منطقة عازلة على طول الحدود الإسرائيلية، فسوّى بالأرض تقريباً جميع المباني الموجودة بداخلها ومنع الفلسطينيين من دخولها. كما استولى الجيش على محور فيلادلفيا، لمنع «حماس» من الوصول إلى مصر، وتم تسوية العديد من المباني هناك بالأرض. وأقيمت أربع قواعد عسكرية على الأقل على الطريق في ممر نيتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه. وأضاف الضابط أن «السيطرة عليه تمنع حماس من التحرك بحرية وتجعل من الصعب عليها التعافي». كما أنشأ الجيش الإسرائيلي قاعدة مراقبة على الطريق الساحلي وقاعدة أخرى على طريق صلاح الدين.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version