شرعت السلطات الصحية في الأردن، في تنفيذ سلسلة إجراءات احترازية للحيلولة دون تفشي فيروس «حمى غرب النيل»، داخل أراضي المملكة، وذلك بعد أن رُصِد انتشار لحالات مصابة به في إسرائيل.
وأثار التبليغ عن حالات الإصابة ب «حمى غرب النيل» في أوروبا أيضاً المخاوف، خاصة بعد إعلان دول كإسبانيا وإيطاليا تسجيل حالات إصابة بالفيروس، مع تزايد التحذيرات من خطورته على المصابين لكونه «قد يكون مميتاً».
- ما هو فيروس حمى غرب النيل؟ وكيف ينتقل للبشر؟
يمكن أن يسبب فيروس غرب النيل (WNV) مرضاً عصبياً مميتاً للبشر. وهو ينتمي إلى مجموعة فيروسات التهاب الدماغ الياباني، إلى جانب فيروسات أخرى مثل حمى الضنك والحمى الصفراء.
والطيور هي المضيف الطبيعي للفيروس، لكنه ينتقل عادة عن طريق لدغات البعوض، وفي عدد قليل من الحالات، عن طريق نقل الدم أو التبرع بالأعضاء أو الحمل. ولا ينتقل الفيروس عبر السعال والعطس واللمس، أو التعامل مع الطيور المصابة الحية والميتة، لكن ينبغي ارتداء القفازات عند التخلص من الطيور الميتة.
وعلى الرغم من أن الفيروس لا ينتقل كذلك عند تناول الطيور أو الحيوانات المصابة، لكن ينبغي طهي لحم الطيور أو الحيوانات الأخرى جيداً قبل تناوله.
- ما أعراض حمى غرب النيل؟
لا تظهر أعراض الفيروس على حوالى أربعة من كل خمسة مصابين. أما المصابون الآخرون فتظهر عليهم أعراض مختلفة منها ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، صداع وتصلب في الرقبة، طفح جلدي على الرقبة أو الذراعين أو الساقين، وفي الحالات الأكثر شدة، نوبات الصرع وضعف العضلات والشلل، وفقاً للمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويُعد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، خاصةً إذا كانوا يعانون حالات صحية كامنة، أكثر عرضة للإصابة بالمرض. ويُصاب أقل من 1% من الأشخاص بالتهابات عصبية مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ، في حين أن حالة واحدة من كل 10 حالات قد تكون قاتلة.
وتظهر الأعراض عادة بعد يومين إلى ستة أيام من الإصابة بالعدوى، إنما قد يستغرق ظهورها ما يصل إلى 14 يوماً أو أكثر. في الحالات غير المعقدة، عادة ما تخف هذه الأعراض في غضون ثلاثة إلى ستة أيام.
- كيف تُشخص الإصابة؟
تُشخص الإصابة بفيروس حمى غرب النيل عن طريق إجراء فحص للدم؛ إذ يتم البحث عن الأجسام المضادة أو المواد الجينية المرتبطة بالفيروس في عينات الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض الأولية خلال الأشهر التي ينتشر فيها البعوض، إضافة إلى فحوص أخرى تساعد في الكشف عنه.
لا يوجد علاج محدد لفيروس غرب النيل، وغالباً ما تتحسن الحالات الخفيفة مع الراحة والإكثار من شرب السوائل، وتناول الأدوية والمسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية للسيطرة على الأعراض مثل الحمى وآلام الجسم.
ويقتصر العلاج الطبي عند الإصابة بالفيروس على التخفيف من حدة الأعراض وتسريع اختفائها. أما الحالات التي تظهر عليها أعراض شديدة، فيجب أن تتلقى عناية خاصة داخل المستشفى لمعالجة المضاعفات، كما أن التشخيص المبكر أمر ضروري جداً، حيث يسمح بالعلاج المناسب، ويمنح فرصة أفضل للوصول إلى نتائج إيجابية.
- كيف يمكن الوقاية منه؟
يُوصي الأطباء باستخدام بخاخات طرد الحشرات التي تحتوي مواد كيماوية محددة مثل ديت أو بيكاريدين مع اتباع الإرشادات اللازمة لاستخدام هذه المواد لتجنب مضاعفاتها الجانبية.
ويمكن ارتداء أكمام طويلة وسراويل، والبقاء داخل أماكن مغلقة خلال ساعات الذروة، والتي ينتشر فيها البعوض. ومن المهم أيضاً التخلص من أماكن تكاثر البعوض حول المنازل عن طريق تفريغ مصادر المياه الراكدة.
هذا إضافة إلى تركيب شبكات منع دخول الحشرات على الأبواب والنوافذ، وإصلاح أي ثقوب موجودة فيها، واستخدام مكيفات الهواء في حال توفرها، وتفريغ وتنظيف الأدوات التي تحتوي على مياه راكدة بشكل أسبوعي، أو إزالتها من المنزل لمنع البعوض من وضع البيض فيها.