واجه الرئيس الأمريكي جو بايدن المزيد من الدعوات أمس الجمعة من أعضاء بالحزب الديمقراطي للتخلي عن مسعاه لإعادة انتخابه بعد مؤتمر صحفي تلعثم خلاله في بعض الردود مع تقديم إجابات دقيقة في أحيان أخرى.
ودعا ما لا يقل عن 17 عضواً في الكونغرس من الحزب الديمقراطي حتى الآن بايدن إلى الانسحاب والسماح للحزب باختيار مرشح آخر عنه، من بينهم ساسة أعلنوا موقفهم هذا بعد المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء أول أمس الخميس.
ويشعر الديمقراطيون بالقلق من أن انخفاض معدلات التأييد الشعبي لبايدن، إلى جانب تنامي المخاوف من تقدمه في السن لدرجة تقوض قدرته على تحمل مهام المنصب، قد يتسببان في خسارة الحزب مقاعد في مجلسي النواب والشيوخ، ما يفقدهم القبضة على السلطة في واشنطن في حالة فوز ترامب بالرئاسة.
لكن بايدن شدد على أنه لا يعتزم التنحي. وقال: «إذا حضرت المؤتمر وقال الجميع، إنهم يريدون شخصاً آخر، فهذه هي العملية الديمقراطية»، قبل أن يستطرد «هذا لن يحدث».
وخلال حديثه، أشار بايدن إلى نائبته كمالا هاريس باسم «نائب الرئيس ترامب». وجاء ذلك بعد ساعات فقط من تقديمه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بصفته «الرئيس بوتين» في قمة حلف شمال الأطلسي، ما أثار صيحات من الحضور.
وقال بايدن في المؤتمر الصحفي بعد قمة حلف الأطلسي: «أعتقد أنني الشخص الأكثر كفاءة للترشح للرئاسة.
لقد هزمته مرة وسأهزمه مجدداً. أنا لا أفعل ذلك من أجل (الحفاظ) على إرثي. أنا أفعل ذلك لإنهاء العمل الذي بدأته». وأضاف بايدن «خضعتُ لثلاثة فحوص عصبية مكثفة ومتواصلة» أجراها طبيب أعصاب، كان آخرها «في شباط / فبراير» وتُظهر «أنني في حالة جيّدة». وتابع «أنا بخير. قُدراتي العصبيّة يجري اختبارها يومياً» من خلال «القرارات التي أتخذها كل يوم».
وشدّد على «أهمية تهدئة المخاوف» المتعلقة بترشحه للرئاسة، قائلاً: «أنا مصمّم على أن أكون مرشحاً، لكنّني أعتقد أنّ من المهم تهدئة المخاوف»، في وقت يحتدم الجدل بشأن حالته الصحية.
وارتكب بايدن هفوة جديدة الخميس عندما قدَّم نائبته كامالا هاريس باسم «ترامب».
ورداً على سؤال عما إذا كان بإمكان هاريس التغلب على ترامب إذا قرّر الرئيس الديمقراطي عدم الترشح مجدداً، قال بايدن: «لم أكن لأختار نائبة الرئيس ترامب لتكون نائبة للرئيس إذا لم أكن أعتقد منذ البداية أنها مؤهلة لتكون رئيسة (…) لهذا السبب اخترتُها». وعقد بايدن تجمعاً انتخابياً الجمعة في مدينة ديترويت ركز على «مخاطر» أجندة ترامب.
وقالت ثلاثة مصادر لرويترز: إن المدينة الواقعة بولاية ميشيغان هي أيضاً المقر الرئيسي لنقابة عمال السيارات المتحدين التي أيد زعماؤها بايدن لكنهم الآن يقيمون خياراتهم.
ومع انقسام معظم الناخبين الأمريكيين أيديولوجياً إلى معسكرات، تظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة لا تزال متقاربة. وأظهر استطلاع لرويترز/ إبسوس الأسبوع الماضي أن بايدن وترامب تعادلا بتأييد 40 في المئة من المشاركين لكل منهما. لكن بعض المحللين حذّروا من أن بايدن يخسر شعبيته في عدد من الولايات التنافسية التي تحدد نتيجة الانتخابات.
وسخر ترامب الخميس من المؤتمر الصحفي الذي عقده بايدن وارتكب خلاله زلّة لسان سبقتها أيضاً هفوة أخرى. وقال ترامب على شبكته «تروث سوشال»: «عمل جيّد يا جو!».
(وكالات)