أكدت روسيا أنها قادرة على تحمل المواجهة مع الدول الغربية، وفي الوقت نفسه حذرت من خطر وقوع «صدام غير مقصود» بينها وحلف شمال الاطلسي (الناتو) في منطقة القطب الشمالي.
قادرون على المواجهة
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس الأحد إن روسيا قادرة على تحمل المواجهة مع الغرب. وأضاف بيسكوف في تصريحات للصحفيين: «إذا فشل الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، نحن قادرون على المواجهة مع الدول الغربية».
خطر صدام
يأتي هذا بينما أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو ترى خطر وقوع «صدام غير مقصود» بينها وحلف الناتو في منطقة القطب الشمالي.
وأعرب سفير المهام الخاصة في الخارجية الروسية نيقولاي كورتشونوف، الذي يترأس رئيس لجنة كبار المسؤولين في مجلس القطب الشمالي، في حديث إلى وكالة «تاس»، امس الأحد، عن قلق موسكو إزاء إشراك الناتو أعضاءه من خارج منطقة القطب الشمالي في أنشطته العسكرية هناك. وقال: «لا يمكن إلا أن يثير قلقنا تدويل الأنشطة العسكرية للحلف في خطوط العرض العالية وإشراك دول الناتو خارج منطقة القطب الشمالي فيها». وحذر من أن يؤدي ذلك إلى ظهور مخاطر لوقوع حوادث غير مقصودة، علاوة على ما تجلبه من المخاطر الأمنية، ما يلحق ضرراً ملموساً بالنظام البيئي لمنطقة القطب الشمالي.
وقال كورتشونوف، «تزايد أنشطة حلف شمال الأطلسي في القطب الشمالي في الآونة الأخيرة يدعو للقلق. جرى تدريب عسكري آخر واسع النطاق مؤخراً في شمال النرويج. من وجهة نظرنا لا يساهم ذلك في تعزيز أمن المنطقة».
وأضاف أن مثل تلك الأنشطة تزيد من خطر وقوع «حوادث غير مقصودة» والتي من شأنها، إضافة للمخاطر الأمنية، أن تتسبب في ضرر بالغ للنظام البيئي في القطب الشمالي. ولم يفصح عن طبيعة الحوادث التي يشير إليها.
زيادة التهديدات
وحذر الدبلوماسي الروسي من أن قرار شركاء روسيا في مجلس القطب الشمالي (وهم الولايات المتحدة والسويد والنرويج وأيسلندا وفنلندا والدنمارك) تعليق عمله على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يؤدي إلى زيادة التحديات والتهديدات في مجال «الأمن الناعم» في هذه المنطقة.
وذكّر كورتشونوف بأن تفويض مجلس القطب الشمالي لا يشمل ملفات الأمن العسكري، قائلاً: «نحن مقتنعون بأنه ليس هناك أي أسئلة تتطلب حلاً عسكرياً في منطقة القطب الشمالي، وتحدد المعايير الدولية بشكل واضح حقوق الدول الساحلية وغيرها وتشكل أرضية راسخة لتسوية أي مشاكل إقليمية».
وحذر الدبلوماسي الروسي الغرب من أن أي محاولات محتملة لتشكيل هياكل بديلة عن مجلس القطب الشمالي لن تؤدي إلا إلى «رسم خطوط فاصلة وتعزيز النزعات الطاردة، ما سيضر بمبادئ التعاون الجماعي التي استرشدنا بها خلال صنع القرارات في منطقة القطب الشمالي».
وأبدى كورتشونوف قناعته التامة بأن الدول الغربية ليست قادرة على ضمان التنمية المستدامة لمنطقة القطب الشمالي دون روسيا التي يعود إليها نحو 60% من الخط الساحلي للمنطقة وأكثر من نصف سكانها.
العودة لسياسة الردع
وفي توتر بين الطرفين على صعيد آخر، أعادت التهديدات الروسية الجديدة باللجوء إلى سياسة الردع النووي، مخاوف العالم من إمكانية إقدام موسكو على خطوة «متهورة» بدت محتملة على مدار الأسابيع الماضية، منذ بدء عمليتها العسكرية «الخاصة» على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط.
ففي خطوة أخرى نحو التلويح باستخدام الأسلحة النووية، وفي خضم الصراع المحتدم بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، من أن روسيا ستنشر أسلحة نووية قرب دول البلطيق والدول الإسكندنافية في حال قررت فنلندا والسويد الانضمام إلى الحلف. واعتبر ميدفيديف أن ذلك «سيزيد بأكثر من الضعف طول الحدود البرية لروسيا مع دول الناتو»، وأضاف: «في هذه الحالة، يصبح من غير الممكن الحديث من الآن فصاعداً عن وضعية لا نووية في البلطيق. يجب إعادة إرساء التوازن»، مشيراً إلى أنه سيكون من حق روسيا نشر أسلحة نووية في المنطقة.
(وكالات)