إعداد محمد كمال

رغم ضخامة الرقم الذي أعلن عنه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك كدعم لدونالد ترامب، والذي بلغ 45 مليون دولار شهرياً، فإن ذلك لم يكن أعلى رقم تلقاه المرشح الرئاسي الجمهوري من كبار مانحيه في سبيل عودته ثانية إلى البيت الأبيض.

وفي الوقت الذي أعلن ماسك، أغنى رجل في العالم بثروة تقدر ب250 مليار دولار، اعتزامه تخصيص نحو 45 مليون دولار شهرياً للجنة العمل السياسي العليا الجديدة المؤيدة لترامب، فإن اسمه لم يُدرج حتى الآن في الملف الذي قدمته المجموعة الاثنين، والذي يظهر أنها جمعت أكثر من ثمانية ملايين دولار.

وتشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى أنه قد يكون من الصعب تتبع النطاق الكامل لبعض التبرعات السياسية، لكن أكبر تبرع معروف لانتخابات 2024 حتى الآن هو 50 مليون دولار قدمها مؤخراً حفيد المصرفي توماس ميلون إلى لجنة عمل سياسي تدعم ترامب.

وبرز الملياردير الثمانيني، سليل إحدى أغنى العائلات في أمريكا، كشخصية رئيسية تدعم حملة دونالد ترامب الانتخابية لعام 2024، عندما أعلن في شهر مايو/ أيار عن التبرع بمبلغ 50 مليون دولار، ليصبح أكبر مانح للرئيس السابق حتى الآن خلال هذه الدورة الانتخابية.

واللافت أن ميلون، وريث شركة ميلون المصرفية التي يوجد مقرها في بيتسبرغ بولاية بنسيلفانيا، أكبر المانحين كذلك لحملة المرشح المستقل روبرت إف كينيدي.

ويعرف عن ميلون، المقيم في ولاية وايومنغ، أنه يحب الابتعاد عن الأضواء والدوائر الاجتماعية للمليارديرات الأمريكيين الآخرين.

ووفقاً لمجلة فوربس، فإن ميلون هو سليل توماس ميلون، المهاجر الأيرلندي الذي جمع ثروة من العقارات والمصارف بعد وصوله إلى الولايات المتحدة في عام 1818.

تبلغ ثروة عائلة ميلون – التي تضم أيضاً أندرو جد ميلون، وزير الخزانة الأمريكي السابق – أكثر من 14 مليار دولار، وتأتي في المرتبة 34 بقائمة أغنى العائلات الأمريكية.

وولد ميلون في عام 1942، والتحق بجامعة ييل حيث درس تخطيط المدن. وكان والده من كبار المانحين في المدرسة وقدم التمويل، لإنشاء مركز ييل للفن البريطاني – أكبر مجموعة من الفن البريطاني خارج المملكة المتحدة.

وفي عام 1981، قام ميلون بتأسيس شركة جيلفورد لصناعات النقل، وهي شركة قابضة تحمل اسم مسقط رأسه في جيلفورد، كونيتيكت. وسرعان ما اشترت ثلاثة خطوط سكك حديدية رئيسية امتدت من كندا عبر نيو إنجلاند إلى منطقة وسط المحيط الأطلسي في الولايات المتحدة.

الشركة، التي حافظت على تركيزها الرئيسي على السكك الحديدية، تحولت في عام 1998 عندما اشترت العلامة التجارية الشهيرة خطوط بان أمريكان العالمية. وفي عام 2005، غادر ميلون موطنه الأصلي في ولاية كونيتيكت متوجهاً إلى وايومنغ. وهو يعيش هناك منذ ذلك الحين، متجنباً الأضواء ونادراً ما يتحدث إلى وسائل الإعلام.

الآراء السياسية

حتى قبل تبرعه الأخير لحملة ترامب، كان لدى ميلون تاريخ في التبرع للمرشحين المحافظين وقضاياهم. ففي عام 2010، تبرع بنحو 1.5 مليون دولار لولاية أريزونا لتغطية التكاليف القانونية للدفاع عن قانون مثير للجدل لمكافحة الهجرة.

وفي الآونة الأخيرة، ساعد ميلون في تمويل بناء حاكم تكساس جريج أبوت لجدار على طول الحدود المكسيكية.

كما قدم أيضاً أموالاً للعديد من الجماعات المتحالفة مع الجمهوريين – أو «لجان العمل السياسي» لدعم المرشحين المحافظين.

وسلط ميلون الضوء على بعض آرائه السياسية عندما كتب مذكراته التي نشرها بنفسه عام 2015. ودان فيه ما أسماه برامج شبكة الأمان الاجتماعي.

كما أعرب ميلون عن إعجابه بترامب خلال مقابلة نادرة مع وكالة بلومبيرغ، قائلاً: إنه «فعل أو حاول القيام بالأشياء التي وعد بها». أما أبرز إنجازات ترامب، بحسب ميلون، كانت «في التجارة وتصحيح التوازن بين الولايات المتحدة وبقية العالم، وخاصة الصين».

طائرة أميليا إيرهارت

وفي عام 2012، تبرع ميلون بمليون دولار لمجموعة مكرسة للعثور على رفات وطائرة أميليا إيرهارت، أول امرأة حلقت فوق المحيط الأطلسي، والتي اختفت أثناء طيرانها فوق المحيط الهادئ في عام 1937.

صرح ريك جيليسبي، المدير التنفيذي للمجموعة الدولية لاستعادة الطائرات التاريخية، أن ميلون انضم إليهم في رحلة استكشافية غير مثمرة للبحث عن الطائرة. وأضاف جيليسبي: «لم نعثر على أي شيء. لكنه لم يكن يشتكي من أي شيء، لقد كان على طول الطريق ولم يتدخل كثيراً.. كان يقضي معظم وقته جالساً على متن السفينة يقرأ». وبعد مرور عام، رفع ميلون دعوى قضائية ضد المنظمة ادعى فيها أن الطائرة قد تم اكتشافها بالفعل قبل أن يمنحهم المال. لكن القاضي حكم ضده، مشيراً إلى أن خبراء ميلون لم يتمكنوا من إثبات العثور على الطائرة.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version