كانت الفكرة المجنونة المتمثلة في تنظيم حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية( باريس 2024) على نهر السين قاب قوسين أو أدنى من ألا ترى النور تقريبًا: وُلدت منذ سنوات عدة، وكان يتعيّن التغلّب على العديد من العقبات الفنية والسياسية والأمنية للمصادقة على تنفيذها.

في شهر مايو 2020، لم يوافق قائد مفوضية شرطة باريس، ديدييه لالمان، على فكرة منظّمي دورة الألعاب الأولمبية بإقامة حفل الافتتاح على نهر السين. ويقول أحد المشاركين في هذا الاجتماع الذي أقيم في مفوّضية الشرطة في العاصمة: «بوضوح، أكد أنه لا يريد إقامة هذا الحفل على نهر السين، وأنه من الناحية الأمنية لم يكن ذلك ممكناً».

وأضاف «تردّدنا قليلاً في صيغة هل ننجح، هل ينجح المفوّض في إقناع السلطات بعدم القيام بذلك؟».

وعلى نحو غير مسبوق، كان المشروع الأوّلي كافياً كي تتصبّب قوات الأمن عرقاً: عدّة مئات الآلاف من الأشخاص منتشرون على مسافة ستة كيلومترات من ضفاف نهر السين، في سياق تهديد إرهابي مرتفع.

يتحدّث الخبير في الشؤون الأمنية، عالم الجريمة آلان باور، على شاشة التلفزيون عن «حفل إجرامي» لا أقل من ذلك.

لكن فكرة تحويل نهر السين إلى مسرح استعراضي تعود إلى عام 1998، خلال كأس العالم لكرة القدم، وفقاً لمقابلة أجريت مؤخراً في صحيفة لوفيغارو مع ميشال بلاتيني الذي ترأس اللجنة المنظمة للعرس العالمي: «كانت لدينا خطة لنهر السين. الدولة رفضت ذلك لأسباب أمنية».

على أي حال، كانت الفكرة تطفو في الأذهان وقت الترشّح لأولمبياد 2024، حسبما أكدت مصادر عدة حول وداخل اللجنة المنظمة.

وقال مدير الاحتفالات في اللجنة المنظّمة الذي تم تعيينه في مايو 2018 تييري ريبول: «عندما وصلت إلى اللجنة المنظمة فكرة الخروج من الملعب الرئيسي، كانت في مخيّلة اللجنة الأولمبية الدولية، وكان السياق مناسبًا».

وأكد مسؤول كبير أن «رحيل مفوّض شرطة باريس ديدييه لالمان في صيف 2022، وهو معارض شرس لهذه الفكرة، ووصول لوران نونييز عزّزا سلاسة العلاقة بين الشرطة والمنظّمين». في النهاية، فاز المروّجون للفكرة المجنونة. ومع ذلك، فإن الاختلافات لم تنته. تكثّفت المفاوضات حول تنفيذها.

  • عدد المتفرجين

السبب؟ عدد المتفرجين الذين ستقوم مفوضية الشرطة بتقليص عددهم بمهارة شهرًا بعد شهر، لقاءات بعد لقاءات.

وبعيدًا عن المليوني متفرج، كما كانت الفرضية الأولية للمنظمين وبلدية باريس، حدّد وزير الداخلية جيرالد دارمانان رقمًا أمام أعضاء مجلس الشيوخ في أكتوبر 2022: 600 ألف.

ثم عم صمت مطبق مع ازدياد السياق الجيوسياسي صعوبة بسبب الحرب في أوكرانيا، ثم الحرب في غزة اعتبارًا من خريف عام 2023. أصبحت القضية الأمنية كبيرة، ولاح الخطر الإرهابي في الأفق، وتضاعفت الطلبات على الخطة البديلة.

لكن لا شيء تحرّك ولا شيء تسرَّب قبل صدور القرار في يناير الماضي. سيكون العدد في النهاية النصف، 100 ألف يدفعون تذكرة الحفل، و220 ألف مدعو على المنصات العالية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version