- تخوّف من الأمطار
تستعد باريس لحفل افتتاح غير مسبوق للألعاب الأولمبية الصيفية الثالثة في تاريخها بعد 1900 و1924، حيث سيستعرض نحو سبعة آلاف رياضي من الدول المشاركة لنحو أربع ساعات على عبّارات وقوارب في نهر السين. يُحتمل هطول أمطار في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة.
ألغيت 25% من رحلات قطارات يوروستار التي تربط بين لندن وباريس، فيما يعتمد الكثير من حاملي تذاكر حفل الافتتاح على القطارات للانتقال إلى العاصمة. وقال مشغّل القطارات في بيان: إن «الحالة ستكون مماثلة» يومي السبت والأحد.
ندّد الوزير المنتدب للنقل باتريس فيرغريت ب «عمل إجرامي مشين» وقالت وزيرة الرياضة أميلي أوديا كاستيرا: إن الهجمات «مروّعة»، بينما أكدت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو أن الهجمات «لن تؤثّر في حفل الافتتاح».
قال رئيس اللجنة المنظّمة توني إستانغيه: «سنرى الليلة… كلما تقدّم الوقت كلما زادت التوقعات بهطول أمطار»، مضيفاً أنه ستحدث تعديلات في حال كانت الأمطار غزيرة.
- افتتاح غير مسبوق
تسعى فرنسا لتعزيز صورتها من خلال هذه الألعاب، باستضافة نحو مئة رئيس دولة أو حكومة، لمواصلة نشاط دبلوماسي مكثّف بينما تشتعل الصراعات في أوكرانيا وغزّة، مروراً بالسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية. قال ماكرون مساء الخميس في عشاء نظّمه لرؤساء الدول في متحف اللوفر: «سترون غداً أحد أروع حفلات الافتتاح».
ينطلق الحفل عند الساعة السابعة والنصف مساء (17:30 ت غ)، وينتهي ليلاً، وقد أثار عدة تساؤلات وتقلّبات، منذ نشوء فكرة ترك موقع الملعب «الآمن» لمصلحة زرع المدرّجات على ضفاف النهر.
قال إستانغيه: «يمثل هذا الأمر تحدياً كبيراً»، وتراجع العدد الأساسي المقترح تدريجاً ليصبح 320 ألف متفرّج، 220 ألفاً منهم على ضفاف النهر مجاناً و100 ألف ببطاقة مدفوعة بالقرب من النهر.
بدت المناطق المطلّة على نهر السين حصناً منيعاً في آخر عشرة أيام، واقتصر عبور الحواجز الحديدية على الأشخاص المقيمين وأصحاب الحجوزات في الفنادق المزوّدين برمز تعريف خاص.
ستنتشر قوى الأمن مع نشر 45 ألف عنصر من الشرطة والدرك. يضاف إليهم ألفا عنصر أمن خاص وألف شرطي من بلدية باريس. ستقوم فرقة قوامها عشرة آلاف عسكري بدعم هذا الانتشار الأمني.
سيُنشر قناصة على أسطح باريس على طول النهر، لتحييد أي مسلّح يستهدف الحشود أو وفداً من الرياضيين على متن قارب أو رئيس دولة أو حكومة زائر. لأول مرة، ستعمل الوحدات الخاصة والشرطة والدرك بشكل مشترك.
يعمل نحو 200 شرطي من وحدة «ريد» لضمان الأمن على النهر، و350 من عناصر الدرك التابعين لوحدة مكافحة الإرهاب مسؤولين عن تأمين الفضاءات، ونحو مئة شرطي من لواء البحث والتدخل «بي أر إي» لحماية الأرصفة.
يعمل مخرج العرض توما جولي منذ 18 شهراً على عرض الافتتاح، مركزاً على الإرث الفرنسي، لكنه احتفظ بسرية مضمونه.
ما يعرف هو أن عرض الدول على القوارب سيرافقه 12 لوحة تصطف على مدى ستة كيلومترات بجانب النهر. أكد جولي: «تقوم الفكرة على القول، إنه لا توجد فرنسا واحدة، بل العديد منها».
من المتوقع أن يؤدي ثلاثة آلاف راقص على ضفاف النهر ومعالم بينها كاتدرائية نوتردام، في عرض يسوّق للتنوّع والمساواة بين الجنسين والتاريخ الفرنسي.
- دبلوماسية رياضية
حضور مئة شخصية بينهم 85 رئيس دولة وحكومة على المنصّة الرسمية في ساحة تروكاديرو. سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغائب الأكبر، علماً أن بلاده موقوفة ولن يتم عزف نشيدها بحال تتويج بعض الرياضيين المشاركين تحت علم محايد وبشروط صارمة خصوصاً عدم دعم الحرب ضد أوكرانيا.
يغيب الرئيس الصيني شي جين بينغ، وسيمثله نائبه هان جنغ، بينما يرسل الرئيس الأمريكي جون بايدن زوجته جيل بعد عزوفه عن الترشّح مجدّداً.
سيحضر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وسط إجراءات أمنية مشدّدة، ويتوقع أن يلتقي ماكرون على هامش الافتتاح. في المقابل، يمثل رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب الرئيس الفلسطيني محمود عباس. أعربت إسرائيل الخميس عن قلقها من «تهديدات إرهابية محتملة» تطاول رياضييها وسيّاحها في رسالة وجّهتها إلى الحكومة الفرنسية.