أظهرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، الخميس، مؤشرات تفيد بتغيير كبير في السياسة الأمريكية تجاه الحرب في قطاع غزة، إذ أكدت «لن أصمت» إزاء معاناة المدنيين في القطاع، مشددة على ضرورة إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار من دون إبطاء، فيما قال المرشح الجمهوري دونالد ترامب عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي في منتجعه بفلوريدا، أمس الجمعة، إن تصريحات هاريس عن إسرائيل تنم عن عدم احترام، وبينما تحدثت مصادر غربية وعربية عن أن إسرائيل تسعى لإدخال تعديلات على خطة هدنة غزة وصفقة تبادل الأسرى، كشف موقع «أكسيوس» أن مدير «سي.آي.إيه» يعتزم لقاء مسؤولين من إسرائيل وقطر ومصر في روما غداً الأحد سعياً لإتمام اتفاق غزة، في حين دعا قادة أستراليا ونيوزيلندا وكندا في بيان مشترك إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وفي تباين مع سياسة الرئيس جو بايدن القاضية بممارسة ضغوط على إسرائيل في الكواليس، شددت هاريس علناً في تصريحات أدلت بها للصحفيين بعد لقائها نتنياهو على أن الوقت حان لوضع حد للحرب «المدمرة» المستمرّة في قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر. وقالت هاريس «ما حدث في غزة خلال الأشهر التسعة الماضية مدمّر» مشيرة خصوصاً إلى «الأطفال القتلى» و«الأشخاص اليائسين والجياع الذين يفرّون بحثاً عن الأمان».

وأضافت «لا يمكننا أن نغضّ الطرف عن هذه المآسي. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نفقد إحساسنا أمام المعاناة، وأنا لن أصمت». وكشفت أنها مارست ضغوطاً على نتنياهو بشأن الوضع المأساوي في قطاع غزة المدمر والمحاصر خلال اللقاء الذي وصفته بأنه «صريح».

وقالت إنها أعربت لنتنياهو عن «قلقها الكبير حيال حجم المعاناة البشرية في غزة، بما في ذلك مقتل عدد هائل من المدنيين الأبرياء». وأضافت «أبديت بوضوح قلقي البالغ حيال الوضع الإنساني الكارثي هناك». وكان بايدن قد دعا نتنياهو خلال لقائهما في البيت الأبيض إلى «إنجاز» اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل «إعادة الرهائن إلى ديارهم» و«التوصل إلى نهاية مستديمة للحرب في غزة»، وفق ما ذكر البيت الأبيض في بيان.

من جهته، قال ترامب خلال لقائه نتنياهو إنه «كانت لديه دائماً علاقات جيدة للغاية» معه، وانتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل قائلاً إنها تنم عن عدم احترام، ودعا إلى إعادة الرهائن فوراً، فيما قال نتنياهو، إن إسرائيل سترسل فريقاً للتفاوض على وقف إطلاق النار بغزة في روما «على الأرجح مطلع الأسبوع».

وفي الأثناء، بحث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال هاتفي «المستجدات الخطيرة في غزة والجهود الرامية للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإنهاء الأزمة الإنسانية في القطاع»، وفق ما أعلن الديوان الملكي الأردني.

من جهة أخرى، قال مسؤول غربي ومصدر فلسطيني ومصدران مصريان إن إسرائيل تسعى إلى إدخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصل لهدنة في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، وهو ما يعقّد التوصل لاتفاق ينهي القتال المستمر منذ 9 أشهر. وقالت المصادر الأربعة لرويترز إن إسرائيل تقول إنه يتعين فحص النازحين الفلسطينيين لدى عودتهم إلى شمال القطاع عندما يبدأ وقف إطلاق النار، متراجعة بذلك عن توافق يسمح للمدنيين الذين فروا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم بحرية. وقال المصدر الفلسطيني والمصدران المصريان إن حركة حماس رفضت المطلب الإسرائيلي الجديد. وأشار المصدران المصريان إلى أن هناك نقطة خلاف أخرى تتعلق بمطلب إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على حدود غزة مع مصر، وهو ما ترفضه القاهرة باعتباره يتجاوز أي إطار لاتفاق نهائي ترضى به الأطراف.

وفي السياق، كشف موقع «أكسيوس» أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، يعتزم لقاء مسؤولين من إسرائيل وقطر ومصر في العاصمة الإيطالية روما، بشأن اتفاق يتعلق بغزة. ومن المتوقع أن يجتمع مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، غداً الأحد، في روما، مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والقطريين والمصريين في محاولة لإنهاء صفقة الرهائن في غزة واتفاق وقف إطلاق النار، حسبما كشف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون لموقع أكسيوس.

ومن جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مصر لوَّحت بتخفيض العلاقات مع إسرائيل وسحب سفيرها من تل أبيب بسبب استمرار الأخيرة في العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية المتاخمة للحدود المصرية. ونقل الإعلام الإسرائيلي تقريراً لصحيفة «وول ستريت جورنال» نشرته مؤخراً، جاء فيه أن مصر تدرس خفض العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب العمليات العسكرية في رفح.

وفي الأثناء، دعا قادة أستراليا ونيوزيلندا وكندا في بيان مشترك إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وقال القادة في البيان «هناك حاجة ماسة لوقف فوري لإطلاق النار». وأضافوا «يجب حماية المدنيين، وهناك حاجة إلى زيادة تدفق المساعدات على أرجاء غزة باستمرار لمعالجة الوضع الإنساني». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version