أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس الأحد، تنصيب الإصلاحي مسعود بزشكيان، رئيساً جديداً للبلاد، وذلك بعد فوزه بالانتخابات المبكرة التي أجريت في أعقاب وفاة الرئيس السابق، إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية.
وأقيمت مراسم المصادقة على تولي بزشكيان الرئاسة في طهران، وأعلن خلالها خامنئي تنصيب الرئيس التاسع للجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها عام 1979. وحظي بزشكيان، البالغ من العمر 69 عاماً، بتأييد الرئيسين السابقين محمد خاتمي وحسن روحاني.
وعقب التنصيب، قال بزشكيان إن البلاد ستسعى لتعزيز مكانتها وتعزيز علاقاتها الدولية، كما أكد أن إيران ستعزز قدراتها الدفاعية. وأضاف أنه يجب أن تكون لدى إيران علاقات مبنية على التعامل البناء مع دول العالم، وخصوصاً الدول الإسلامية في الجوار، وفقاً لما أوردت وكالة «فارس» الإيرانية.
وسيؤدي الرئيس الإيراني الجديد اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى (البرلمان) غداً الثلاثاء بحضور وفود من 70 دولة بينهم رؤساء دول، ورؤساء برلمانات، وكبار مسؤولي إيران، والسفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى طهران.
وبعد المراسم، يتسلّم بزشكيان مقر الرئاسة من محمد مخبر، النائب الأول لرئيسي، الذي تولى المنصب بالإنابة بعد وفاة الأخير في 19 أيار/ مايو.
وفي وقت لاحق أمس، أعلن بزشكيان تعيين محمد رضا عارف نائباً أول للرئيس، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي، وهو منصب سبق له أن تولاه في عهد خاتمي. وسبق لعارف (72 عاماً) تولي مهام عدة منها وزارة الاتصالات، وتمثيل طهران في البرلمان، ورئاسة جامعة طهران.
ويبدأ بزشكيان ولاية من أربعة أعوام بعدما تفوّق في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من تموز/ يوليو، على المحافظ سعيد جليلي. وكانت الانتخابات مقررة في عام 2025، إلا أنها أجريت بشكل مبكر هذه السنة بعد وفاة رئيسي. وحصل بزشكيان (69 عاماً) على أكثر من 16 مليون صوت، أي ما نسبته نحو 54 في المئة من إجمالي عدد المقترعين الذي ناهز الثلاثين مليوناً.
وبلغت نسبة المشاركة في الدورة الثانية 49,8 في المئة، في حين أن المشاركة كانت في حدود 40 في المئة في الدورة الأولى، وهي أدنى نسبة في تاريخ الانتخابات الرئاسية في إيران.
وكان بزشكيان الإصلاحي الوحيد الذي منحه مجلس صيانة الدستور الأهلية لخوض الانتخابات الرئاسية، وتنافس مع خمسة من المحسوبين على التيار المحافظ أبرزهم جليلي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف.
ولا يتمتع رئيس الجمهورية في إيران بصلاحيات مطلقة، لكنه يرأس المجلس الأعلى للأمن القومي، والسلطة التنفيذية (لا منصب لرئيس الوزراء في البلاد)، وهي إحدى السلطات الثلاثة إلى جانب التشريعية والقضائية. ويؤدي دوراً أساسياً في توجيه الحكومة وسياساتها الخارجية والداخلية.
وتعهد بزشكيان خلال حملته الانتخابية بالسعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 (الاتفاق النووي) الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق في 2018 معيدة فرض العقوبات القاسية خصوصاً على صادرات النفط. (وكالات)